عبدالملك سام ||
لا أعرف متى سيصحوا الأخوة النائمين عندنا في صالة (البيت)؟! (البيت) يتعرض للهجوم منذ سنوات وهم نيام، وكأنه لا يعنيهم الأمر من قريب أو من بعيد! وعندما يصحون فهم يتمطون قليلا ثم يتكلمون بهدوء مستفز عن الغلاء وأزمات النفط والمشاكل الأخرى التي تنغص على حضراتهم هدوئهم، وطبعا هم لم ولن يتطرقوا لموضوع الدفاع عن البلد لأن هذا لا يعنيهم، بل يعتبرونه أمرا مزعجا لأنهم لا يعتبرون هذا من واجبهم، بل يستنكرون إذا ما حدثتهم عن المسؤولية الدينية والوطنية والأخلاقية للجهاد، فهو مسؤولية (الآخرين) فقط!!
لو كان الأمر أنهم يعتبرون (الآخرين) مسؤولين لوحدهم عن الدفاع عن البيت الذي نعيش فيه جميعا فقط لكان هذا يعتبر تصرفا أنانيا ومنحطا، ولكنهم يصرون على أن يدهشوك أكثر وهم يتبارون في الإنتقاد وعدم الإكتراث بشيء مما يجري لنا، وهم بذلك أول من أثبت لنا عالميا أن تحت القاع هناك قاع أسفل منه وأحط! ولو كانوا في بلد آخر غير اليمن لكان مصيرهم أن يحاكموا كخونة وجبناء، وفي بعض الدول التي تحترم نفسها كان سيتم رميهم بالرصاص وترك الكلاب تعبث بجثثهم العفنة؛ فالخيانة أحقر صفة يمكن لأي مواطن أن يحملها نحو بلده وشعبه خاصة في الظروف الصعبة!
هب أنك أول من أنطلقت لتدافع عن بلدك وشعبك، فهل يعني هذا أنك يجب أن تتحمل هذا الأمر وحدك حتى النهاية؟!! وحتى لو كنت شهما وطيبا ولم تصر على طلب العون من الباقيين المتخاذلين، فهذا لا يعطيهم حق أن يظلوا يطعنون فيك وفي شرفك إلى الأبد وإلى هذا الحد!! هذا كله يعطينا تصورا عن حقارة ومدى خطورة العيش بمهانة لعشرات السنين، فقد كان الطغاة الذين يحكمون شعبنا يتصرفون في البلد كأنه مزرعة خاصة يملكونها ويتصرفون فيها كما يشاؤون، والساكتين يومها عاشوا وكبروا في خضوع وذل حتى تغيرت أخلاقهم رغم الفقر والمرض والجهل، وحتى صرنا أضحوكة العالم، واليوم صار من الصعب عليهم فهم معنى وطن وشعب وكرامة!
يجب أن يعترف هؤلاء أولا أن الوضع الذي كانوا فيه كان وضعا سيئا وبائسا، فأنت عندما يتم معاملتك من قبل العالم كشخص لا قيمة له فهناك خطأ ما، وعندما تكون من ضمن أوائل أي قائمة للفقر والمرض والجهل والمعاناة والفساد فهناك خطأ ما. أذن فالأعتراف بالمشكلة أول خطوة لحلها.. بعدها تعالوا لنفكر كيف يمكننا الخروج من هذا الوضع المزري، ولو وجدتم حلا لا يتطلب منا جهدا ومعاناة وتضحية فتعالوا وحدثوني بهذا الحل السحري وسأكون مدينا لكم بإعتذار ورد حقكم، بل وأن أقبل رؤوسكم العبقرية التي وجدت حلا عجزت عن الأتيان به كل شعوب العالم عبر تاريخ البشرية!
يا أخوتي متى تصحون من غفلتكم؟! على الأقل أصمتوا ودعوا أبطال هذا الشعب يعملون لحمايتكم وتحرير ثرواتكم وضمان مستقبل أطفالكم، دعوهم يركزون على مقارعة من يريد أستعبادكم ونهب ثرواتكم بل وفنائكم! من أراد أن يتكلم فليقل خيرا او ليصمت، وليقترح ما شاء فالأمر متاح، وليمد يده ويشارك بما يستطيع حتى ولو كان برأيه وليرفع بمقترحاته لأعلى مسؤول، فهم اليوم خدام كرام لنا لا سادة طغاة علينا، هم منا ونحن منهم.. أنا لا اطلب أن تتحركوا كالفتناميين يوم واجهوا أعتى قوة في العالم وقهروها غيرة على بلدهم وشعبهم، على الأقل كونوا أوكرانيين فقط!!