عبدالجبار الغراب ||
يوم مولد النبي الاعظم جعله اليمنيون يومآ فريدا ومميزا وإستثنائيا , فهم يتسابقون في اظهارهم للمشاعر الصادقة الوفية بتقديم كل مايستطيعون به لتعبيره عن مد حبهم وجلهم وفخرهم واعتزازهم بالرسول الامين محمد علية صلوات الله وعلى آله الأطهار , وحتى قدوم يوم المولد النبوي الشريف في 12 ربيع الاول تعددت واختلفت كل المظاهر العظيمة من جماليات للصورة والوصف والشكل والمظهر والتوصيف المعبرة لعظمة الحب المكنون لكل اليمنيون لأشرف وأطهر انسان خلقه الله على وجه الوجود , ليختلف اليمنيون كلهم في اختيارهم للشكل والمظهر وحسن الجمال وزينة البيوت والطرقات والشوارع وأزقة الحارات وأعالي العمارات بالاعلام الخضراء والبيضاء لتسر بأضوائها الخضراء الخلابة عيون المشاهدين وتبعث الطمآنئنية على القلوب : لما للوصف من ابداع واهتمام بالمناسبة وللتوصيف لمن له شأن عظيم وهو المقصود والمراد باخراج كل هذه الصور والمظاهر الاحتفالية لصاحب الشآن نبي هذه الأمة وخاتم المرسلين محمد صلوات الله عليه وعلى آله الكرام.
كل هذة الزينات المنتشرة في كل الاماكن والبقاع والاعلام الخضراء والبيضاء المحمولة والموضوعة في البنايات والمقارات الحكومية والمنازل ,والرش للسيارات وعمل الندوات والموالد النبوية في المجالس والمساجد واقامة مختلف الفعاليات : ما هي الا تعابير إنسانية لفرحة وغبطة وسرور وبهجة وعظمة وتقدير واحترام كبير بقدوم مولد خاتم الانبياء والمرسلين واين هذا كله : في اليمن الحزين بفعل كوارث بلغت مستوياتها العالمية ومجاعة سكانية لم يحدث لها مثيل في تاريخ البشرية , وقتل وجرح لمئات الأزف من المواطنيبن ودمار لمنازلهم وتشريد للملايين وانعدام كامل للدواء والغذاء والمشتقات النفطية ولسنواث ثمان كاملة بفعل عدوان وحصار تحالفي وحشي اجرامي لدول استكبارية عالمية تزعمتها امريكا واسرائيل ودول عربية كأدوات بقيامهم بحرب ظالمة على اليمن واليمنيون لكن مع هذا كله للافراح والابتهاجات والسعادة وجودها وبصور واشكال وتعابير عديدة بإستقبال يوم إستثنائي هو مولد النبي الهادي الذي اخرج الناس من الظلمات الى النور.
فاليمنيون وعلي مراحل وأزمان عديدة ولعقود سابقة طويلة عاشوا إوضاعآ دينية حسب الخطط والاملاءات الصهيونية التي طغت فيها المدخلات الفكرية الوهابية الثقافية المغلوطة واقع اليمنيبن دينيا, لينقلب المشهد كاملا وتحديدا منذ ما يقارب ثمانية أعوام ويتغير الحدث وتتوضح الصورة في اخراجها لكل معاني الصدق والولاء والانتماء العظيم الذي ابداه كل اليمنيون في تشريفهم لرسولهم الكريم بإحيائهم ليوم مولده الطاهر والذي غابت بل وغيبت هذه المظاهر الدينية الفرحة والمستقبلة ليوم مجيد اكرم الله فيه العالمين اجمعين بولادة نبيهم وهاديهم الى الصراط المستقيم عن قصد وتعمد كبير وبعمل عدائي عالمي صهيوني امريكي غربي وباتفاق مع اقطاب عربية متحالفة معهم لطمس ومسح كل ما يتعلق باعياد وذكريات عظيمة هي التي كان لها الاساس الى اخراج الناس من الظلمات الى النور وتبصيرهم بالهداية الربانية وبالحق المبين من خلال كلام الله الحكيم القرآن الكريم هو الدليل الثابت والوحيد المنور للانسان لنيل المعرفة والارتباط بالعزيز المنان والمؤسس لكل مراحل الحياة المختلفة وفق منهجية عادلة.
لكن الآن تغيرت وقائع الماضي الظلالي الوهابي الذي نخر في جسد الامة الاسلامية المحطم لكل ما يربط بالمسلمين بعقيدتهم الاسلامية وذكرياتهم المجيدة الدينية بمولد نور هذه الأمه وقائدها العظيم محمد المصطفى الكريم : بفعل النجاح الكبير والافعال العظيمة التي حققها كافة اليمنيون من خلال انجازات ثورتهم المجيدة يوم 21 سبتمبر عام 2014 وتحقيقهم لاهداف عديدة بجوانبها المختلفة , فقد كان لجانبها الديني مساره الاول والاساسي بالمسيرة القرآنية في تبصيرها لليمنيون بكل معاني التنوير والاسترشاد والهدايه والمعرفه بالله وبهداه من خلال التبني الكامل لها للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لأعادة ما أحدثته الثقافات الدينية الوهابية المغلوطة من هدمها لمعاني وقيم ومبادئ ديننا الاسلامي الحنيف , والتي كانت لكل محاضرتة الدينية القيمة التنويرية شآنها العظيم للاسترشاد وتخطي كل العقبات السابقة الهادمة لكل جوانب الدين والدوله , ليتعزز المسار الديني الصحيح نجاحه العظيم من الناحية الإيمانية والارتباط بالهوية الايمانية وتفعيلها بحق وحقيقة وبصورتها الصحيحة المعهودة التي تطاولت عليها الايادي الخبيثة في ابعاد كل ما يتصل بالاسلام والمسلمين من معتقدات تربطهم مع بعضهم البعص وتعزز من تلاحمهم واصطفافهم نحو ما يجعلهم موحدين في مواجهة كل التآمرات والمخططات التي تهدد دينهم ومقدساتهم وتجعلهم متفرقين يسهل على الاعداء اخضاعهم والسيطرة عليهم , ليتلاشى ويضمحل تدريجيا كل مظاهر المنادات والاكاذيب والخدع والادعاءات ببدعة الاحتفال