اليمن

اليمن/ التجديدُ.. بين مطالب حقوقية ومواقف أمريكية رافضة


محمد صالح حاتم ||

 

منذ أن تم إعلان الهُــدنة في اليمن في الثاني من أبريل وفقاً لبنود إعلانها والتي تم تجديد الهُــدنة لشهرين والتي كانت محدودة في دخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة بمعدل تسع سفن في الشهر ورحلتين جويتين أسبوعياً من مطار صنعاء إلى الأردن ومصر، المتأمل فيما يسمونها شروط الهُــدنة أنها ليست شروطاً بل حقوق مشروعة، بل إن موافقة تحالف العدوان عليها، يثبت بما يدع مجالا ًللشك أنه وراء معاناة أبناء الشعب اليمني، وهو خلف كُـلّ الأزمات الاقتصادية.

المطالب التي طرحها الوفد الوطني المفاوض والتي تمثلت في تسليم مرتبات جميع موظفي اليمن وفقاً لكشوفات 2014م بالإضافة إلى رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، تعد مطالب حقوقية، وليست اشتراطات كما تصفها دول تحالف العدوان وأمريكا وبريطانيا وفرنسا.

منذ بداية العدوان على اليمن قبل ثماني سنوات وهذه ليست بعيدة عن هذا العدوان بل إنها مشاركة فيه، من خلال مبيعاتها للسلاح للسعوديّة والإمارات، وتواجد قوات لها على الأراضي اليمنية، وكذلك الدعم السياسي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبقية المنظمات الدولية، وهذه الدول مستفيدة من العدوان على اليمن، وهي الرابح الوحيد منها.

فما يتعرض له الشعب اليمني يتم بغطاء أممي دولي وأممي.

تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج بعد انتهاء الهُــدنة في 2 أُكتوبر والتي وصف مطالب (من وصفهم بالحوثيين) حكومة صنعاء بدفع مرتبات الموظفين بمن فيهم العسكريون والأمنيون بأنها شروطٌ غير مقبولة، وهذا دليل أن منع دفع المرتبات قرار أمريكي وليس قرار مجلس العليمي الذي يتحججون به.

ليس هذا وحسب، بل إن المبعوث الأمريكي هدّد بقبول الهُــدنة وفق شروطهم أَو استمرار الحرب وهذا ما تسعى إليه أمريكا، لولا خوفها من استهداف منشآت النفط السعوديّة من قبل سلاح الجو المسيَّر والقوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني ولجانه الشعبيّة.

وبريطانيا هي الأُخرى ليست بعيدة عما جرى ويجري للشعب اليمني منذ ما يقارب الثمانية الأعوام، فقرارات مجلس الأمن الخَاصَّة باليمن كلها قرارات صاغتها وهندست لها بريطانيا، وعن تجديد الهُــدنة كان المندوب البريطاني في الأمم المتحدة جيمي كاريوكي خلال جلسة مجلس الآمن الأخيرة بخصوص اليمن اعتبر مطالب صنعاء بدفع المرتبات بالمطالب المتطرفة.

فصنعاء تعتبر دفع المرتبات حقا مشروعا وليست منةً أَو هبةً من أحد، بل تدفع من عوائد مبيعات النفط والغاز، كما كانت قبل الحرب والعدوان على اليمن.

ولكن أمريكا وبريطانيا بالإضافة للسعوديّة والإمارات تريد تجديد الهُــدنة وفق شروطهم وبما ينسجم مع تحقيق أهدافهم والمتمثلة في عدم استهداف منشآت النفط السعوديّة والإمارات، ونهب ثروات اليمن النفطية والغازية، لتعويض النقص في إمدَادات الطاقة جراء الحرب الروسية الأوكرانية.

فالسلام في اليمن ليس مستحيلا ًبل سهل المنال في حال توقف العدوان وخرجت القوات العسكرية الأجنبية من كُـلّ شبر في اليمن، ورفع الحصار، وتوقفت الدول الخارجية عن التدخل في الشؤون الداخلية لليمن، عندها سيجلس الفرقاء السياسيين اليمنيين وسيحلون مشاكلهم وقضاياهم بأنفسهم، فهم أدرى بمصالح بلادهم.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك