محمد صالح حاتم ||
يقول المثل اليمني :(الحرب حرب الموائد) إي حرب الغذاء ، حرب لقمة العيش، الحرب التي تستهدف كل البشر، لايستثناء منها أحد؛ وهذه هي الحرب التي يستخدمها الأعداء بحق الشعوب العربية والاسلامية جمعا، وكل من يناهض السياسية الامريكية الصهيونية.
نحن في اليمن تمكنا من الانتصار في الجبهة العسكرية بفضل الله سبحانة وتعالى وحكمة القيادة، ودعم الشعب اليمني الذي رفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح فعجز العدو ان يحقق النصر العسكري الذي حشد له وجيش الجيوش من شتى بقاع الارض.
كذلك نجحنا في الجبهة الداخلية وحصنها وصمدت، وكان وعي الشعب هو ما افشل مخططات الاعداء إلى جانب يقضة الاجهزه الامنية،وكان للجبهة الاعلامية والثقافية ادوار كبيرة في تحصين الجبهة الداخلية وكشف مخططات الاعداء ، وتوعية الشعب بخطورة مايسعى اليه الاعداء، وبفضل الله تم ابطال مفعول الحرب الناعمة والتي لازالت تشن علينا حتى الآن.
وامام كل هذا الانتصار العظيم، بقي امامنا اهم الجبهات وهي الجبهة الاقتصادية او نسميها الجبهة التنموية، وفي الحقيقة هي الجبهة الزراعية، والتي تسمى (جبهة العوافي)، نعم جبهة العوافي ليس فيها صواريخ ولادبابات ولامدفعية ولاطائرات ، هي جبهة تحتاج إلى تشمير السواعد وشحذ الهمم والعودة للزراعة والثقة في الأرض، وهذه الجبهة سلاحك المعول والمحراث، والمفرس ، وذخيرتك المياه و البذرو، عليك التوكل على الله والثقه فيه، وكل واحد يزرع ارضه ويأكل من خيراتها وثمارها مثلما كان يعمل الاباء والاجداد، لاينتظر القمح الامريكي، ولا الذرة الشامية الروسية، ولا الزيت الاندنوسي، ولا الدجاج الفرنسي، ولا الجبن والحليب الهولندي،كل واحد يزرع ليأكل هو وافراد أسرته، يربي الدجاج والمواشي لهم ، كل اسرة تكتفي ذاتيا، تأكل من خيرات ارضها، ولحم كباشها، وبيض دجاجها، وسمن غنمها، وحليب ماعزها وبقرها، هل هذه فيها صعوبة، هل هذا مستحيل.. !؟.
لانتكاسل ولا ننتظر دعم من منظمات، ولا من بنك دولي ، ولا دولة ولا من احد،رغم أن الدولة عليها توفير البذور المحسنة والمرشدين الزراعيين، وتوفير منظومات الطاقة الشمسية ومنظومات الري الحديث بالتقسط بدون فوائد،ولكن في ظل هذه الأوضاع عليها أن توفر قدر الممكن والمتاح، كذلك عليها تنظيم التسويق الزراعي بحيث يجد المزارع سوق يبيع فيه منتجاته بعداله وانصاف.
و على المزارعين ان يتجمعوا ويشكلوا لهم جمعيات زراعية وينتخبوا اشخاص شرفا ومخلصين، من يرون فيه الخير والذي سيعمل لصالح المزارعين، لا نقول معنا جمعيات سابقة ماذا استفدنا منها؟ تلك الجمعيات يجب تفعيلها وانتخاب هيئات ادارية وطنية كفئه، نزيهة، لانجعل من سلبيات الماضي حجر عثر امامنا الآن!
لانجعل من الحرب والعدوان وانعدام الموارد ذريعة وشماعة نعلق عليها فشلنا، وعدم زراعتنا لأرضنا؟
بل يجب أن نجعل منها فرصة للأنطلاقه لتحقيق التنمية الزراعية الحقيقية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، لنعيش في عزة وكرامة، فأنتصارنا في هذه الجبهة سيعزز انتصاراتنا في بقية الجبهات....
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha