محمد صالح حاتم ||
العظماء يبقون دائماً في ذاكرة التاريخ، لا يمكن أن تمحوا ذكراهم الأيّام والأحداث والسنوات، فلا يمكن نسيانهم ولا يمكن نكران تضحياتهم؛ لأَنَّهم ضحوا بدمائهم؛ مِن أجل أن نعيش في عزة وكرامة، رووا تربة الوطن لمنع تدنيسها من المحتلّ والغازي، ذهبوا إلى الجبهات وهم يحملون الإيمَـان في قلوبهم والأكفان على جنوبهم، أمنيتهم نيل الشهادة، لم يذهبوا طمعاً في جاهٍ أَو منصب، أَو جني المال والسلاح والسيارات والأطقم، كانت الشهادة أسمى غاياتهم، وحلم حياتهم، فاصطفاهم الله إلى جوار أنبيائه، فهنيئاً لهم هذه المكانة..!
عظماؤنا هم من نحتفل بذكراهم، ونعيش في أمن وأمان بفضل دمائهم، فما هو واجبنا نحوهم ونحو أسرهم؟
في كُـلّ عامٍ نحتفل بالذكرى السنوية للشهداء، فيتم الاستعداد مبكراً لهذه المناسبة على المستوى الرسمي والشعبي، وهذا شيء عظيم، فيتم إحياء المناسبة في الوزارات والمؤسّسات والمحافظات والمديريات وتتوشح الشوارع والطرقات وجدران المؤسّسات والبيوت بصور الشهداء، وهذا قليل في حقهم.
كلما ذكرناهم نفتخر ونعتز بهم أننا قد نكون الشعب الوحيد في المنطقة الذي يحتفل ويفتخر بشهدائه، لكن السؤال الأهم ماذا بعد الاحتفال بالذكرى السنوية للشهيد؟
هؤلاء العظماء مهما احتفلنا ومهما رفعنا صورهم، ومهما زوملنا لهم، وأنشدنا الأناشيد فيهم فلن نفيهم حقهم، ولن نستطيع أن نجازيهم جزاء ما عملوه؛ مِن أجلِنا، لكن المطلوب منا حكومةً وشعباً أن نهتم بأسر الشهداء وأن نقدم لهم كُـلّ الخدمات، وأن يتم تسليم مرتبات شهرية لأسرهم، باستمرار دون انقطاع، وأن يكون لهم الأولوية في ذلك، لا يكفي أن نذكرهم فقط في الذكرى السنوية للشهيد أَو في المناسبات الدينية، هؤلاء يجب أن يكونوا حاضرين على الدوام، كذلك لا بُـدَّ من تأمين صحي لأسر الشهداء، ومجانية التعليم في المدارس والجامعات والمعاهد الأهلية والخَاصَّة والحكومية، وتوفير المساكن لأسر الشهداء أَو تخصيص أراضي وبنائها لهم في جميع المحافظات، وأن تكون لهم الأولوية في مشاريع التمكين الاقتصادي، فهذا أقل ما يمكن تقديمه وفاءً لتضحيات الشهداء.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha