إحترام المُشرّف ||
إن كنا قد تكلمنا عن الشهداء الأبرار بفخر وإعتزاز وعن المرابطين الأخيار بزهو وإجلال، فالواجب علينا أن نقف في حزن وألم ونحن نتذكر أُسرنا الذين هم بين يدي الأعداء الظالمين فهم حسرة في القلوب حتى يفرج الله عنهم ويعودوا سالمين، ولو أن السلامة في ظل هذه الظروف ومع عدوان ظالم يعد ضربا من الخيال؛ لكنها مشيئة الله وتجلياته ماتدعونا للتفاؤل في كل مرة، وإن كان في بعدهم ألم ولكنه ألم مازال فيه أمل لمعرفتنا مكانهم وأنهم مازالوا أحياء في ركن ما في هذا العالم .
أما منهم مفقودي الأثر؟!
فهم الحزن المنصهر في حنايا القلوب هم الدمع المترقرق في أعين ذويهم هم الحسرة والتنهيدة التى تنطلق من صوت محبيهم إذا سؤلوا عنهم،
مفقود الأثر هو الذي ليس في الأحياء فيرى ولا في الشهداء فيرثى مفقود الأثر لاضريح له فيزار ولاعزاء له فيقام.
مفقود الأثر شهيد حي وحاضر غائب يظل فاقده بين الرجاء واليأس منتظر قدومه إذا كان هناك قادمين، مقيما ذكراه في ذكرى الخالدين.
مفقود الأثر: هو الحزن المتمكن الراسخ في القلوب هو الانتظار الطويل دون جدوى، هو الأمل العقيم الذي تمر السنين ولاينسى ذكره أو يسأل عنه. مفقود الأثر حاضر بكل المناسبات وبكل الذكريات.
إن أتى ذكرى الأسرى، أتى ذكره على أمل أن ياتِ يوم يسعد أهله بقدومه وعودته مع من عادوا، وأن أتت ذكرى الشهيد أتى ذكره فقد يكون الشهيد الذي لاجثمان له يودع ولاضريح له يزار، يذكر منهم ولا يعرف أهو بينهم ليهدأ الفؤاد ويسلوا عنه وقد أصبح في جنان الخلد، أم هو حي في مكان من الأرض لايعرف عنه شيء أهو سليم معافى أم دفن سقيم ويظل يذكر مع هذا وذاك.
مفقود الأثر: غصة عالقة ودمعة واقفة وألم مكتوم مكبوت في الصدور، وقدر موجع مؤلم إنه التوقف بين الحياة والموت أنه اللاحياة واللاموت له ولمنتظريه.
مفقود الأثر: هو لوعة الأم المرتقبة لولدها يطرق بابها الرافضة غير المستمعة لأي قول غير أنه قادم ذات يوم وأنها هي من ستفتح له الباب وتكون أول محتضنة لفقيدها الذي أجمع الجميع على فقدان الأمل من عودته إلاهي مازالت منتظرة.
مفقود الأثر هو الحنين المكتوم في قلب زوجته الآملة في عودته والتي هي في غيابه مفقودة الأثر مثله مفقودا شبابها وصباها حزينة خزانة ملابسها متألمة، الكحل في عينيها فهي المفقودة الموجودة هي الأسيرة الحرة هي المكبلة من غير أصفاد فقد حكم عليها القدر بالفقد لحياتها كما حكم به على فقيدها.
مفقود الأثر يظل أطفاله في انتظار ما يرون عليه أمهم منتظرة له وتظل كلمتهم وهم يمرحون مع أقرانهم عندما يأتي أبي وإذا أتى أبي يلعبوا مع ذويهم وهم في ترقب وفرح لما سيحدث عندما يعود فقيدهم.
مفقود الأثر: قصة بطلها المفقود ومؤدي أدوارها أهله وذويه مفقود الأثر قصة انتظار كتبها الألم، وانتجها الوجع، وأخرجها اليأس وتعرض على مسرح الأمل؟
كالعِيْسِ في البيداءِ يَقتلها الظَّما
والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha