اليمن

اليمن/ عن مفقود الأثر..!  


إحترام المُشرّف ||

 

إن كنا قد تكلمنا عن الشهداء الأبرار بفخر وإعتزاز  وعن المرابطين الأخيار بزهو وإجلال، فالواجب علينا أن نقف في حزن وألم ونحن نتذكر أُسرنا الذين هم بين يدي الأعداء الظالمين فهم حسرة في القلوب حتى يفرج الله عنهم ويعودوا سالمين، ولو أن السلامة في ظل هذه الظروف ومع عدوان ظالم يعد ضربا من الخيال؛ لكنها مشيئة الله وتجلياته ماتدعونا للتفاؤل في كل مرة،  وإن كان في بعدهم ألم ولكنه ألم مازال فيه أمل لمعرفتنا مكانهم وأنهم مازالوا أحياء في ركن ما في هذا العالم .

أما منهم مفقودي الأثر؟! 

فهم الحزن المنصهر في حنايا القلوب هم الدمع المترقرق في أعين ذويهم هم الحسرة والتنهيدة التى تنطلق من صوت محبيهم إذا سؤلوا عنهم،

مفقود الأثر هو الذي ليس في الأحياء فيرى ولا في الشهداء فيرثى  مفقود الأثر لاضريح له فيزار ولاعزاء له فيقام.

 مفقود الأثر شهيد حي وحاضر غائب يظل فاقده بين الرجاء واليأس منتظر قدومه إذا كان هناك قادمين، مقيما ذكراه في ذكرى الخالدين.

مفقود الأثر: هو الحزن المتمكن الراسخ في القلوب هو الانتظار الطويل دون جدوى، هو  الأمل العقيم الذي تمر السنين ولاينسى ذكره أو يسأل عنه. مفقود الأثر حاضر بكل المناسبات وبكل الذكريات.

إن أتى ذكرى الأسرى، أتى ذكره  على أمل أن ياتِ يوم يسعد أهله بقدومه وعودته مع من عادوا،  وأن أتت ذكرى الشهيد أتى ذكره فقد يكون الشهيد الذي لاجثمان له يودع ولاضريح له يزار، يذكر  منهم ولا يعرف أهو بينهم ليهدأ الفؤاد ويسلوا عنه وقد أصبح في جنان الخلد،  أم هو حي في مكان من الأرض لايعرف عنه شيء أهو سليم معافى أم دفن سقيم ويظل يذكر مع هذا وذاك.

مفقود الأثر: غصة عالقة ودمعة واقفة وألم مكتوم مكبوت في الصدور، وقدر موجع مؤلم إنه التوقف بين الحياة والموت أنه اللاحياة واللاموت له ولمنتظريه.

مفقود الأثر: هو لوعة الأم المرتقبة لولدها يطرق بابها الرافضة غير المستمعة لأي قول غير أنه قادم ذات يوم وأنها هي من ستفتح له الباب وتكون أول محتضنة لفقيدها الذي أجمع الجميع على فقدان الأمل من عودته إلاهي مازالت منتظرة.

مفقود الأثر هو الحنين المكتوم في قلب زوجته الآملة في عودته والتي هي في غيابه مفقودة الأثر مثله مفقودا شبابها وصباها حزينة خزانة ملابسها متألمة، الكحل في عينيها فهي المفقودة الموجودة هي الأسيرة الحرة هي المكبلة من غير أصفاد فقد حكم عليها القدر بالفقد لحياتها كما حكم به على فقيدها.

مفقود الأثر يظل أطفاله في انتظار ما يرون عليه أمهم منتظرة له وتظل كلمتهم وهم يمرحون مع أقرانهم عندما يأتي أبي وإذا أتى أبي يلعبوا مع ذويهم وهم في ترقب وفرح لما سيحدث عندما يعود فقيدهم.

مفقود الأثر: قصة بطلها المفقود ومؤدي أدوارها أهله وذويه مفقود الأثر قصة انتظار كتبها الألم، وانتجها الوجع، وأخرجها اليأس وتعرض على مسرح الأمل؟

كالعِيْسِ في البيداءِ يَقتلها الظَّما

والماءُ فوقَ ظهورِها محمولُ

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك