احترام عفيف المُشرّف ||
(آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْـمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْـمَصِيرُ)
من سورة البقرة- آية (285)
يقولون لكل اسم من مسماه نصيب، وهذا هو حال اليمن مع الإيمان المشتق اسمه من الإيمان، فاليمن الموصوف في كتاب الله العزيز بالأرض الطيبة، و الموصوف أهله بأولو القوة والبأس الشديد، اليمن المُشاد به على لسان من لا ينطق عن الهوى-صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- بقوله:( أني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن)
و المُزكي أهله بقوله:( أتاكم أهل اليمن أرق قلوبًا وألين أفئدة،الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية)
اليمن والإيمان مرتبطان ممتزجان امتزاج الأرواح بالأبدان منذ خلق الله سماواته، وله فيها النجم المسمى باسمه، وخلق أرضه ووضع فيها بيته الحرام الذي سُمي ركنٌ من أركانه باسمه.
اليمنيون هم من تفكروا في جاهليتهم ولم يعبدوا الأوثان والأحجار بل تطلعوا إلى ما فوقهم وعبدوا الشمس، ولم يقتنعوا بها لمعرفتهم بأن المعبود لايكون إلا عظيماً أعظم من كل مايُرى أنّه عظيم، وكانوا مع قوتهم وبأسهم عارفين متوجهةً قلوبهم للحق، فكانوا الأمة الوحيدة التى آمنت فدخلوا في دين الله أفواجا بغير قتال ولا جدال بل أرسلَ النبي الكريم إليهم برسالة فآمنوا بالرسالة وأعلنوا الشهادة.
هم في أرضهم هكذا تفاعلوا وآمنوا، وكذلك كانوا منهم، منهم وفيهم ونعني أوسهم وخزرجهم-الأنصار-الذين أووا ونصروا وفتحوا قلوبهم ومدينتهم واستقبلوا الحبيب المصطفى- صلوات ربي عليه وعلى آله-.
لذلك حريٌ أن يُكرَم الأنصار من قِبل رسول الله-صلوات الله عليه وعلى آله-بإعلان قوي وصريح بقوله: (لو سلك الناس شعبا وسلك الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار )وقلدهم بدعائه الباقية بركته عليهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها بقوله:( اللهم ارحم الأنصار وأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار)
إذًا علاقة اليمن بالإيمان منذ بزوغ شمس الرسالة وحتى تطلع الشمس من مغربها علاقة لن تحول ولن تزول.
وهاهو يمن الإيمان تُشن عليه حرب كونية حشد فيها العدو كل ما ابتكر العالم من أسلحة الدمار شامل واشترى الضمائر لإصدار القرارات الدولية المؤيدة والداعمة لهذا العدوان الظالم وإضافة على الضربات العسكرية فهناك الحرب الاقتصادية والحصار الشامل لكل منافذ اليمن، فكل ما ذكر شُن على اليمن، وكان الأعداء على يقين وهمي بأن اليمن سيُهزم أو يستسلم، ظنوا ذلك وخاب ظنهم.
وكان الفارق كبير والبون شاسع بين سلاحنا وسلاحهم وولينا ووليهم، فكيف مَن سلاحه القرآن أن يُهزم ومن وليه الله أن يُقهر؟! فيمنُ الإيمان واجههم بالإيمان، وباليقين أن الله مع المؤمنين، فحشد عليهم " حسبنا الله ونعم الوكيل" وأعدّ لهم ما استطاع من قوة، ولم ترهبه قوتهم وعدتهم وعتادهم، فاليمن شامخ شموخ الجبال الرواسي الذين قالوا عنه: بأنهم سيقضوا عليه ويهزموه خلال أسابيع،فخاب ظنهم فامتدت هزيمتهم لسنوات. وهاهم رجال الله الشعث الغبر يقلبون موازين الأمور، وهاهم المحاصرون يصنعون ويبتكرون ويرهبون العدو، وهاهو يمن الإيمان يُدافع ويهاجم وينتصر ويفرض معادلة كان العالم قد نسي إنها معادلة الإيمان.
الإيمان الذي يعلم صاحبه علم اليقين بأنه حين يقول: الله أكبر، عليه على أن يمشى على هذه الكلمة-الله أكبر- لاتخيفه قوة قوى أو جبروت جبار، فهو قد جعل ترسانته" الله أكبر" منكم ومن جمعكم.
هذا هو الإيمان، وهذه هي الهوية الإيمانية قول وفعل وعمل، وقد كان اليمن أحسن من جسدها كواقع عملي على الأرض ومازالت بإرادة الله، فمِن يمن الإيمان سيعود للإسلام عزه الذي بدأ باليمنيين أنصارا ودعاة وفاتحين، وصدق الله العظيم القائل:
(إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)
من سورة النحل- آية (128)
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha