عبدالجبار الغراب ||
كانت لحياة الإنسان اليمني في مختلف جوانبها الاساسية منها والثانوية وحتى الدينية ولعقود طويلة من الزمان وضعها السلبي المعيشي المعقد والديني المحشي بالأفكار المغلوطة وبإستمرار ، لتنعدم معها كل الآمال والتفكير بالاحلام والتطلعات نحو آفاق من أجل العيش بحرية وكرامة وإستقلال والمشي نحو ما يحقق آماله وأحلامه مثله مثل شعوب العالم ، كل هذه المنغصات الموجودة كان لها عوامها الموضوعة وأسبابها المفتعلة والتي زرعتها ووضعتها كأشواك وأحجار وعثرات كل القوى الإستكبارية المتنافسة للسيطرة والإستيلاء على كل ما يتصل باليمنيين في حياتهم الدينية والسياسية من الأمريكان والصهاينة ، ليستديم ويستمر الحال بالشعب اليمني بواقع سلبي معيشي كبير قادته في أساسها أوضاع سياسية لحكام وزعماء منصاعين ومنبطحين منفذين لأوامر أعداء الإسلام والمسلمين.
فكان لكل هذه التراكمات الفضيعة التي أثرت على المستوي المعيشي والسياسي للشعب اليمني أسبابها في الإلهام الإلهي لقائد قرآني أستبصر الهدى والنور في الدارسة والتآمل والتفكير في آيات الكتاب المبين القرآن الكريم وبالكيفية التي صنعها أعداء الدين الاسلامي ، لتبدآ معها بدايات التصحيح من خلال الأخذ الكامل بمفردات القرآن الكريم وجعله الأساس للتنوير والهدى والمعرفة بالله والسير من خلاله نحو ما يرشد الأمة ويجعلها واعية ومستدركة لكل المخاطر التي تحاك ضدها من قبل اعدائها ، وان التغاضي عن المعرفة والادراك وتصحيح كل المفاهيم والافكار المغلوطة هي مواصلة ونجاح مستمر يحققه أعداء هذه الأمة والتي نجحوا من خلالها في حرف الأمة الإسلامية عن مسارها الحقيقي من خلال الضرب العميق والتشوية بالاسلام من خلال إدخال افكار هادمة ومعاني مغلوطة ليس لها ارتباط بثقافة الدين الاسلامي الصحيح ، فقد ترسخت هذه الأفكار المغلوطة في الاذهان وغرسوها في المناهج الدارسية والكتب ، وتحت الغطاء الديني لجماعة متأسلمة كانوا هم البوابة للنخر في جسد الامة الإسلامية ، وايضا نجحت مخططاتهم الاستكبارية في استضعاف الأمة الإسلامية واحتلالها ونهب ثرواتها بمسميات كاذبة وافتراءات واهية ، وبمساعدة الحكام الأعراب بسطوا نفوذهم وتحكموا في السيادة والقرار ومنها اخرجوا اليمن عن محيطها العربي والإسلامي.
ليكون لمسار بداية التصحيح أساسه في نضوج الشعب الذي اخذه السيد الشهيد القائد في التأسيس للمسيرة القرآنية الحاوية لكل المعاني والمبادئ والقيم والأصول الإسلامية الحقيقية والذي من خلالها سيحدث المسلمون ثورة تحولات كبرى بفعل التصحيح لكل الافكار والثقافات المغلوطة التي ادخلها الاعداء لنيل من الاسلام والمسلمين ، وبهذا بدآت مسارات التصحيح لشهيد القرآن السيد حسين بدر الدين الحوثي وصعودها الإعجازي وفي زمن عجيب وقياسي لرجل إيماني إستثنائي أسس المسيرة القرآنية منطلق لتصحيح مسار الإنحراف الديني المغروس في جسد الشعب اليمني ، لتبدآ مسارات التغير نحو الاتجاة الصحيح لتنوير اليمنيين بهدى الله ومعرفته بحق وحقيقه ومعرفة اعدائه والوقوف معآ في كل النواحي والمجالات التي من شأنها تردع الاعداء ولا تحقق لهم الاطماع والأماني والاحلام في السيطرة والتسلط.
امتلاك القائد القرآني حسين بدر الدين الحوثي لجميع السمات الفاضلة والصفات الحميدة جعلته رجلا نادر أنفرد في كل مراحل هذا العصر المنتشر فيه الطغيان والاستكبار لد قوى البغي والشر والهيمنة الحاملين منذ الأزمان لكل أشكال الاحقاد والكراهية للإسلام والمسلمين ليكون لها فرض ما تريد والسيطرة والاستحواذ على كل ما يتصل للعرب والمسلمين من مقومات للحياة وحق وحقوق في امتلاك الثروة والنهوض فارضه على هذه الشعوب سياساتها بفعل التأسيس والوقوف وجعل السلطة لهذه الدول لحكام وملوك وأمراء دعموهم وسخروا كل ما يمكن لهم من تحقيق النفوذ بسهوله ويسر بتعاون أصحاب الكراسي الموضوعين بأعلى هرم السلطة منفذين الأجندة الكاملة لأمريكا وإسرائيل , ليقود الشهيد القائد متغيرات أحدثت تحولات حذرية غيرت واقع الأمة اليمنية ونقلتهم من سابق خنوع وانصياع بفعل الخونة الزعماء الى حال امتلاك للحرية والاستقلال اخذوها بعزيمتهم واصرارهم وتصديهم لقوى الشر والاستكبار ومنذ اللحظات الأولى لانطلاق ميسرة العطاء والخير في الوقوف ضد قوى الشر والاستكبار وإعلان الصرخة في وجوههم مطلع العام 2002 في جامع الإمام الهادي بمحافظة صعدة حتى قيامهم بثورة شعبية عارمة يوم 21 من سبتمبر 2014 ازاحت العملاء وانتصرت للشعب وتصدت للعدوان الأمريكي السعودي العالمي المتغطرس.
فمن بدايات التصحيح للمسار الديني الذي اخذه الشهيد القائد قاد الجميع الى صناعة تحولات عظيمة غيرت من واقع اليمن واليمنيين والتي صعدت سلالم النجاح في خلقها للعديد من المتغيرات المحلية والاقليمية والعالمية وما كانت لتحدث الا بقيادة رجل إيماني أمتلك علومة الشرعية ذات التخصص في الحصول , وبالعلم والاجتهاد الرباني أسس اللبنات والنواة الأولى لنشر الثقافة القرآنية , ومن هذا الدرب والمسلك الصحيح وسيره في الاتجاة الرباني مع الله للعطاء ونحو الترشيد والإيعاظ الصحيح وإنشاء الملزمات الدينية , وتوصيل التنوير والاسترشاد القويم بتعلم ثقافة القرآن الكريم : وبدايتها بتأسيس المدارس في مدينة صعدة , والتي أجتهد وناضل وسعى الى إنشائها وأسس الركائز والأعمدة واللبنات الأولى للانتشار والتوسع والتي منها تخرج مئات الطلبة الذين حملوا المنهاج الصحيح لثقافة القرآن , وبهذا كانت للسيد الشهيد القائد الرؤية البعيدة والعين المستبصرة لقادم السنوات والسير نحو الإتجاه الصحيح وامتلاكه واستبصاره وقراءته من وحي كتاب الله القرآن وتفصيله لآياته الحكيمة اقواله السديدة في شرح معانيه لمواجهة مصاعب الحياة ومخاطر الاعداء وتحقيق القوة في معرفة ما تعده قوى الإستكبار والإستعلاء الأمريكي الصهيوني لتحقيق مشاريعهم المخططه وأساليبهم المعتادة في الاضرار بالإسلام والمسلمين ، ومنها ما يجب على الجميع فعله لمواجهة الاعداء والتصدي لكل مخططاتهم.
فالخاتمة لرجل المسيرة القرآنية صنعت الامتداد لسيرة العطاء العظيم للقائد القرآني الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي لأجيال وأجيال من اليمن والعالم الاسلامي أستلهموا العزة والقوة والبأس الشديد من تضحية وفداء وعزيمة وبسالة وجهاد وشجاعة المؤسس القرآني والقائد الرباني والمجاهد الإسلامي السيد حسين بدر الدين الحوثي والذين هم في استمرار لمواصلة الطريق على نهج ومسار السيد الشهيد لمناصرة المستضعفين والوقوف ضد المستكبرين ليتحقق القول السديد والرشيد للسيد الشهيد للصعود في الإتجاه الصحيح والانتصار والصمود والرفعة والشموخ والبناء والدفاع والصناعة والتطوير والزراعة والإنتاج وردع العدوان وتغير للمعادلات ورضوخ تحالف العدوان للشروط ، ومن المواجهة العسكرية مع تحالف العدوان ولثمان سنوات والانتصار ورضوخ العدوان بفعل امتلاك القيادة الثورية والسياسية بصنعاء لأخذ الحق بقوة اليد استسلم العدوان وقبل بهدنة تنصل عن الوفاء بالالتزام بكل نقاطها وجعل من الحوار والجلوس غطاء لعله يحقق مخرج لكارثة حرب خسر فيها كل شيء ، وبالانتضار لقادم الأيام لأعلان الانتصار الكلي برفع كامل الحصار على الشعب اليمني وتسليم المرتبات خطوة في الاتجاة الصحيح للصعود في سلالم التفوق والنجاح والتي حدد معالمها الأولى السيد الشهيد القائد بفعل قوة الإيمان المغروس في قلوب كل اليمنيين.
فالخاتمة لحياة العظماء الأولياء الصالحين ومن آل بيت النبي الكرام الأطهار هي سلاسل ومراحل لا انتهاء لها لنشر وترسيخ كل ما ينفع الإسلام والمسلمين في حياتهم ويعينهم في مواجهة اعدائهم , وهي أيضا مواصلة لملاحم نضال أسسها السيد الشهيد القائد لأجيال لسنوات وأجيال وراء أجيال سيكون لهم العطاء والاستمرار في نفس المنهاج والطريق المبني على الثقافة القرآنية , والنهوض بالاوطان والإنتاج والتصنيع وتحقيق الانتصارات ، ليكون للتحولات والمتغيرات ثورتها الغير منتهية لسلالم الصعود في كل ما يحقق الرفعة والعلو للاسلام والمسلمين لما فيها من مسيرة هداية ونور وتنوير وثقافة قرآنية من واقع كتاب الله الحكيم هو المرشد الصحيح لجميع شعوب العالم بلا إستثناء.
والعاقبة للمتقين.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha