عبدالملك سام ||
أخيرا أقتنعنا أن النظام السعودي يبحث عن حل! فوفق التحركات الأمريكية البريطانية الأخيرة في الجنوب يمكننا أن نتوقع ماذا يريدون، وماذا يجري خلف الكواليس بين قيادة الإحتلال وعملائهم.
يريد النظام السعودي أن يحافظ على منشأآته النفطية عبر التوصل لإتفاق مع الطرف اليمني، وفي نفس لا يجرؤ على فعل ذلك دون ضوء أخضر أمريكي. وبحسب بعض الأخبار والتحليلات فإن هناك خلاف سعودي إماراتي على تقاسم الجنوب، وهذا ما ظهر في الإشتباكات التي دارت بين الأذرع المحلية حتى وصل الأمر لنشر قوات من المرتزقة التابعين للسعودية قرب المناطق التي تتواجد فيها قوات إحتلال إماراتية.
من هنا يصبح من المنطقي أن تتدخل أمريكا وبريطانيا لتهدئة الأوضاع بين السعودية والإمارات، وهذا ما يفسر الزيارات العسكرية والإنتشار المحدود لقوات أمريكية وبريطانية وفق خارطة المصالح للطرفين، مع إنكفاء موازي لقوات سعودية وإماراتية من هذه المناطق، وقد بدأ الأمريكيون بالفعل التنسيق مع شخصيات محلية تمهيدا لنشر المزيد من قوات الإحتلال القادمة لتنفيذ هذا الأمر على مراحل.
من الطبيعي أيضا أن يماطل النظام السعودي في موضوع المفاوضات حتى تكتمل هذه التحضيرات، وفيما بعد سيعقد إتفاقا مع الطرف اليمني ليحافظ على منشأآته النفطية بحجة أنه ليس له دخل بما يحدث في الجنوب، وهذا الأمر يجب أن يتنبه له الطرف اليمني.
نحن أمام خيارين: فإما أن نوافق على عقد إتفاق مع السعودية، وغالبا ستتلكاء السعودية طلبا للوقت حتى تصرف التعويضات على أمل أن نتورط مع الأمريكيين وننشغل عنهم، وفي حال تطورت الأحداث فسيقوم النظام السعودي بإختلاق المبررات للمماطلة.
أما الخيار الثاني فهو أن نرفض هذا الإتفاق، ولحظتها ستقوم القوات الأمريكية والبريطانية بإحتلال المواقع والدفع بالقوات السعودية والإماراتية إلى الخطوط الأمامية، في حين تتولى القوات الجوية الأمريكية ضرب أي نشاط صاروخي يستهدف المنشأآت النفطية السعودية.
برأيي الشخصي أنه يجب عدم السماح بإطالة الوقت أكثر، وأن يكون هناك تحرك سريع لإفشال هذه التحركات، وهذا الأمر يذكرنا بالتصريحات العسكرية التي أطلقها قادة يمنيون قبل مدة والمتعلقة بمعركة إقفال باب المندب، وهو ما علينا أن نركز عليه في المرحلة القادمة، وتوجيه تحذيرات للطرف الأمريكي لتحمل عواقب أي نزاع قد يأخذ طابعا دوليا.
من المفيد أيضا إشراك أطراف دولية فيما يحدث عبر القيام بتحركات دبلوماسية توضح الموقف اليمني مما يتم التخطيط له؛ وذلك لأن الموقف سيؤثر على خط ملاحة دولي هام، ومحاولة إشراك هذه الدول في الضغط على الأمريكيين لوقف هذه التحركات الطائشة، وهذا الأمر قد لا يعول عليه كثيرا، ولكنه تحرك ضروري لإقامة الحجة عليهم ولو من باب "قد أعذر من أنذر".
أخيرا.. يجب تدارس الموقف العسكري لبحث طرق الرد ودراسة الخيارات وفق هذا السيناريو المتوقع، كما يجب تسخير كل الطاقات والإعداد للمعركة القادمة. نحن طالما كنا في موقف الحق، ونعلم جيدا مستوى التحديات والأطماع على بلدنا، وقد تجاوزنا ما مضى بقوة وصمود عظيمين، وندرك جيدا أن الله معنا، وأن عاقبة الصبر هي النصر بإذن الله، فلنستعد للقادم وكلنا ثقة بالله وبعدالة قضيتنا.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha