اسامة القاضي ||
كاتب سياسي يمني
"ان البحرية الامريكية قامت بإعتراض سفينة صيد شراعية تقليدية خشبية في مياة خليج عمان، وصادرت حملة 2100 بندقية كلاشنكوف ملفوفة بشكل فردي في قماش أخضىر اللون" هذا الكلام لـ"المتحدث الرسمي بإسم القوات البحرية الامريكية لوسائل الإعلام الأسبوع الماضي.
واضح ان عقول المسؤولين تتفتق عن الفظاعات التي ترتكب بحق الشعب اليمني العربي المسلم المسالم، منذ ثماني سنوات، بين فترة واخرى، عن قصص وحكايات تضحك الثكلى، لا لشيء الا للتغطية على هذه الفظاعات، ومحاولة تبريرها، وقبل كل هذا وذاك، محاولة للتهرب من عار العجز، الذي يلاحقهم، وهم يواجهون فتية، سلاحهم الإيمان بالله، فكان الله لهم نعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير.
من حكايات التحالف العسكري الامني السياسي الاقتصادي الاعلامي، الطويل العريض التي تقوده امريكا وتشارك فيه السعودية والامارات واسرائيل وبريطانيا وفرنسا و..، الجديدة والمضحكة، لم يفت المتحدث بإسم البحرية الامريكية، ان يقول بيت القصيد في كل هذه الحكاية الهزلية، وهو انه "يعتقد إنها جاءت من إيران وكانت متجهة إلى الحوثيين في اليمن".
للبحرية الامريكية الحق، ان تفتخر بقدرتها على منع كسر الحصار على الشعب اليمني، وتضبط شحنة من "الاسلحة الاستراتيجية"، التي كانت في حال وصولها الى الشعب اليمني، و تكسر "التوازن العسكري في الحرب على اليمن".
إيضا يحق لـ"التحالف العربي والدولي"، ان يتباهى، بتقنياته المتطورة والحديثة في فرض الحصار على الشعب اليمني، الى الحد الذي لم تتمكن فيه حتى سفينة روبوت صيد شراعية خشبية، ذاتية القيادة، تتحرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي؟!!، من كسر هذا الحصار.
الشيء المهم في الحكاية، هي ان المتحدث بإسم القوات الامريكية، ورغم كشفه عن كل تفاصيل "الفتح العظيم"، ومنها ان البنادق كانت ملفوفة بقماش لونه "أخضر"!!، إلا انه لم يجزم بشأن هوية الجهة التي ارسلت هذا "السلاح الفتاك"، ولكنه رغم ذلك قال: "اعتقد" ان ايران ارسلتها.
ولكن أن مثل هذه المسرحيات الهزيلة، لم ولن تغير من الواقع شيئا، فالتاريخ سيكتب ان الشعب اليمني الاعزل، واجه اكبر تحالف عسكري، شاركت فيه قوى عظمى، واكثر الدول العربية الثرية، وتكالب عليه المرتزقة من الداخل والخارج، وفرض عليه حصار غير انساني متوحش، وتسابقت مصانع الاسلحة في الغرب على بيع ما انتجته من اسلحة الموت، على الدول المعتدية عليه.
ختاما، رغم تسبب كل ذلك بأكبر مأساة انسانية في العصر الحديث في اليمن، إلا ان هذا الشعب انتصر بقوة رجاله وايمان شعبه، ولم ولن تنفع المعتدين المنهزمين، كل مسرحياتهم الهزيلة، للتستر على العار الذي سيطاردهم على مدى التاريخ.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha