عبدالملك سام ||
ما هو أسواء مكان يمكن أن تدخله رغما عنك؟! سوف أترك المجال لكم لتفكروا قليلا، ثم أعود بعد (هبتا) دقائق...
(.) الغش.. "السمبوسة" هذا العام سيئة؛ فرغم نكهة دقة اللحم التي توضع في الوسط، إلا أنك لا تتذوق سوى طعم العجين!
يا غشاشين.. على الأقل فلتطبخوها جيدا!!
(..) الربا.. عادي جدا، فمثلما هناك من يخافون الربا، يوجد أيضا من يؤيد الربا، ولا يستحي من قول رأيه علنا وبأعلى صوت! لا تندهشوا من كلامي وكأني أتحدث عن كائنات نادرة؛ فكما هناك تجار فهناك فجار، وأصابع يدك ليست متساوية ولو أن بعضها يستحق البتر فعلا.. ما يشغل فكري فعلا هو كيف يفكر هؤلاء بمسألة الحرب مع الله!!
(...) الزحام.. في بعض الشوارع، وخاصة في رمضان، لم ينفع إصلاح الطريق، ولا إنتشار المرور، ولا تعاون بعض المواطنين، في حل مشكلة الزحام الخانق! وبرأيي لن ينفع أي حل؛ فالمسألة تتعلق (((بالذوق))).. هناك أشخاص تم تعبئتهم بالتفاهة حتى يجعلوا حياتنا أسواء! والمشكلة أن عددهم في إزدياد!!
(....) الكسل.. الموضوع بسيط ولا يحتاج لذكاء، نم باكرا لتصحو باكرا، والمسألة لا تتعلق برمضان، فرمضان شهر صوم وعمل وعبادة وجهاد، ونسبة الكافيين المرتفعة في دمك ليس رمضان هو السبب فيها.. أنها عاداتك والتي تحول رمضان بسببها إلى شهر جوع وأكل وسهر ونوم.. وهؤلاء - لو لاحظت - هم غالبا أكثر الأشخاص الذين نسمعهم يتسائلون بحزن عن سبب رحيل رمضان بسرعة!! رمضان لم يصل لهؤلاء ليرحل عنهم!!
(.....) الوعي.. المسألة ليست أن تسمع محاضرات السيد القائد، أم لا.. هناك كثيرون لا يمكن أن تستوعب عقولهم ماذا سيحدث لو طبقنا هذا الكلام الحريص على الواقع، وما تأثيره في حياتنا! فهم تعودوا على المنابر مدفوعة الأجر، ولم يعد يمكن أن يتكيفوا مع الكلام الحقيقي الصادق.. لقد أستحبوا الضلالة على الهدى!
أنتهت الخمس دقائق، وأعرف أن هناك من قال أن أسواء مكان يمكن أن يدخله رغما عنه هو الجحيم، ولكني أتكلم عن مكان دنيوي! والبعض سيقول معتقل (غونتانامو) الأمريكي، ولكني أتكلم عن مكان هنا في بلدنا! هناك من سيذكر مكبات النفاية، أو المستشفيات الخاصة، أو مدن الملاهي لمن يعانون من "فوبيا" المرتفعات، أو أقبية الإستخبارات (في الجنوب ومأرب طبعا)، أو شارع التحرير وقت الظهر، أو..... الخ.
الحقيقة المكان الذي أقصده يجمع بين مساوئ كل ما ذكرناه سابقا، فهو يسبب لك الصداع والغثيان وتضيع في أروقته التي تخسر فيها مالك وصحتك ووقتك دون أن يكون لعذابك نهاية أو بصيص أمل يلوح في الأفق.. هذا المكان ستجد فيه "صياط" و "دراكيولا" والحاوي والتنين المجنح وحتى محمد الأضرعي.. طبعا الأخير ستجدوه في ال......!! المهم هل عرفتوا المكان المقصود؟!
ولدينا رابح لسؤال الليلة.. نعم، أنها ((المحاكم في اليمن))، وألف ألف مبروك للفائز، والذي سيربح معنا عنوان قاض عادل.. يا لها من جائزة رائعة ونادرة، أنها تستحق أن تكون ضمن قائمة الأشياء المنقرضة مع الرخ وذئب تسمانيا والخل الوفي! لقد كتب للفائز عمر جديد وسعيد.. أعرف أنكم أعزائي كنتم تتمنون أن تحصلوا على هذه الجائزة الرائعة، ولكن حظا أوفر للجميع في المرات القادمة.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha