عبدالملك سام ||
باختصار شديد، وارجو أن تسمعوا كلامي حتى النهاية؛ فالموضوع شائك لأن أبواق العدوان قد أعملت أيديها القذرة فيه سعيا للفتنة ونشر البلبلة وإستغلال طيبة ومشاعر شعبنا النبيل، وسأحاول أن أتكلم بوضوح..
لو كانت الأموال التي وزعها التاجر من (الزكاة)، فعليه أن يحاسب على ما اقترفه كونه نصب نفسه بديلا عن ولي الأمر الذي لا تبرأ ذمة المسلم الملزم بالزكاة إلا بتسليمها له.. وأما إن كانت صدقة، فهو حر في توزيعها، ولكنه مسؤول عن سوء التنظيم ويحاسب على ما حدث؛ فكما هو معلوم فإن هناك تجار كثيرون يقومون بتوزيع صدقاتهم ولا يحدث مثل هذا التدافع أبدا رغم أنهم يوزعون أموالا أكثر مما كان سيوزعه (فاعل الخير) بالأمس أضعافا مضاعفة!
لو حدث تدافع - كما حدث بالأمس - أثناء توزيع هيئة الزكاة مساعدات، فمن المسؤول؟! بالتأكيد هيئة الزكاة التي لم تقم بتنظيم عملية التوزيع، ومهما كانت المبررات فهذا لا يعفيها من المسؤولية؛ لأنه كان يجب عليها أن تدرس عدد الحالات، وإعداد الكشوفات، وأماكن الصرف، وطريقة التسليم، وهذا ما تفعله الهيئة فعلا. أما والأمر لم يكن عن طريق الهيئة ولا بمعرفتها، فالمسؤولية تقع على عاتق الجهة التي قامت بالصرف.
من يلقي باللوم على الحكومة فهو شخص لا يحمل في قلبه ذرة مسؤولية؛ فحكومتنا تبذل جهودا كبيرة سواء في موضوع حفظ الأمن، او في موضوع تحصيل وتوزيع الزكاة، وهيئة الزكاة بالذات قد بذلت جهودا عظيمة حتى أقلقت أنظمة العدوان ومرتزقتهم، وقد وصل الأمر لمحاولة إصدار قرار دولي يصنفها كمنظمة إرهابية! فهم يدركون الدور الكبير الذي تقوم به الهيئة في دعم صمود الشعب اليمني في وجه مخططات الأعداء، بينما البعض لا يدركون!
أنا هنا لا أدافع عن الهيئة لأن أعمالها الكبيرة هي من تفعل ذلك، ويكفي أنها ساهمت بشكل فاعل في إفشال مشروع المجاعة الذي أسماه الأعداء مشروع "جوع كلبك يتبعك"! ولكن ما أحاول فعله أن أوجه تفكير البعض الذي يجهلون أهداف الأعداء لتجريدنا من كل عوامل المقاومة، وهدفهم الوصول لإخضاعنا وتسهيل إحتلالنا وأستعبادنا ونهب ثرواتنا.
العقل والمنطق يدفعاننا للوقوف مع مؤسساتنا التي تدعم مصالحنا، وألا ننجر وراء مخططات الحاقدين علينا حتى لا نندم عندما لم يعد ينفعنا الندم، ولنقف مع حكومتنا كما يقف المرتزقة مع مشروع الخيانة الذي أرتضوه. ثم أن حكومتنا قامت بإجراءات تدل على إهتمام بالشعب ومصالحه، وهناك تحقيقات تتم، وعند الإنتهاء منها ستتضح الحقائق أكثر، و"يا خبر اليوم بفلوس، غدا سيكون ببلاش".. أليس هذا هو الحق؟!
رغم أن الحادثة التي راح ضحيتها العشرات قد تسببت في ألمنا وحزننا، وأفسدت علينا سعادتنا بعودة الأسرى وقرب عيد الفطر المبارك لهذا العام، ولكن دولاب الحياة لا يتوقف، ونحن جديرون بأن نقف مع أسر الضحايا في هذه المحنة لنواسيهم ونشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وأن نشعرهم بأنهم ليسو لوحدهم كما اعتدنا خلال سنوات العدوان أن نكون مع بعضنا بعد كل مأساة أو حزن. وكل عام وأهل اليمن المستضعفين بألف خير وعزة وكرامة.
يقول الله سبحانه وتعالى: {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} (آل عمران: الآية 120)..
ويقول عز من قائل: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء: الآية 83)
ـــــــ
https://telegram.me/buratha