محمد صالح حاتم ||
دلت النقوش الأثرية أن تجارة العسل كانت تحتل المرتبة الرابعة في مملكة حضرموت خلال القرن العاشر قبل الميلاد وهذا يدل دلالة قاطعة على أصله وجودة العسل اليمني، ويثبت مدى أهميته اقتصاديا كأحد الموارد الاقتصادية المهمة التي يجب الاعتماد عليها والعناية بهذا القطاع الحيوي.
وإن شهرة العسل اليمني عالميا لم تأت من فراغ، بل هي نتاج طبيعي نظرا لجودته العالية، والتي تفوق كل أنواع العسال في العالم، وهذه الجودة جاءت من التنوع النباتي الذي تتمتع به البيئة اليمنية والذي تتغذى عليها النحلة لتنتج عسلا طبيعيا ذا جودة عالية.
فالله سبحانه وتعالى خص اليمن بشجرة السدر بقولة «وشيء من سدر قليل» هذه الشجرة المباركة من زهورها ينتج أجود أنواع العسل وهو عسل السدر ذائع الصيت محليا وعالميا.
فاليمن هي موطن العسل، واشتهرت بإنتاجه وتصديره عالميا، وإن
المهرجان الوطني الثاني للعسل اليمني الذي انطلق في الأول من أغسطس وحتى الرابع منه الذي حمل شعارا «اليمن موطن العسل» يعد تظاهرة تسويقية وترويجه مهمة جدا سيكون لها أثر إيجابي كبير للحفاظ على شهرة وتاريخ العسل اليمني، وتعريف العالم والمجتمع اليمني بأنواع وأصناف العسل اليمني، وسيخلق ثقافة مجتمعية بأهمية هذا القطاع ودوره في دعم الاقتصاد الوطني.
حيث يشتغل فيه أكثر من 100 ألف نحال، يعيلون مئات الآلاف من الأفراد ، بالإضافة من يعمل في السلسلة من مسوقين وتجار ومصدرين ومستوردي ومصنعي المدخلات وغيرها، بل تعد مهنة النحالة إحدى فرص العمل المتاحة للشباب، والتي تعد من المشاريع التجارية الناجحة.
قطاع تربية النحل وإنتاج العسل قطاع مهمها جدا، يتطلب اليوم العناية به أكثر ، من حيث إيجاد كيان يحتويه، وتنظيم عمليات تربية النحل وإنتاج العسل، وفتح أسواق مركزية لبيع وشراء العسل وتنظيم عملية التسويق والرقابة على ما يباع في الأسواق، وإيجاد علامات تجارية، والبيع في عبوات محددة ومخصصة تتناسب مع طبيعة العسل، بالإضافة إلى إنشاء مراكز تصدير للعسل اليمني إلى الخارج، كما يتوجب حماية المراعي ومنع الاحتطاب الجائر والتوسع في زراعة الأشجار وخاصة شجرة السدر والطنب والضهيا والصورب وغيرها من الأشجار، وإنشاء محميات نحليه لإنتاج العسل الدوائي على غرار محمية برع، وكذلك الاهتمام بتعليم وتدريس تربية النحل وإنتاج العسل للطلاب وخاصة في الكليات والمعاهد الزراعية، وخلق وعي مجتمعي بأهمية هذا القطاع، وأن يكون هناك استثمارات في قطاع العسل فهو يمتلك فرصا استثمارية واعدة ليس في تربية النحل وإنتاج العسل فقط، بل في صناعة الشمع والبروبولس، وغذاء الملكات، والصناعات الدوائية وغيرها.
فالحفاظ على سمعة وشهرة العسل اليمني تتطلب التحرك الجاد والمدروس، والدفاع عنه واجب على كل يمني غيور على سمعة وطنة .
فكما عرفت اليمن منذ القدم بالبلدة الطيبة، وبلد الطيب والعسل والبخور واللبان والبن، يجب أن تبقى وتظل ومنها اليمن موطن العسل.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha