عدنان علامه ||
/ عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين
بدأت الإمارات تنفذ المخطط الصهيوأمريكي بإحتلال نظرًا لأهميته الإستراتيجية في حماية خط التجارة الدولية عبر مضيق باب المندب وخليج عدن. وكان هذا الأرخبيل محط إنظار الدول الإستعمارية عبر التاريخ لحماية أساطيلها التجارية التي تعبر مضيق باب المندب. وقد تم إحتلاله من قبل العديد من المستعمرين.
ولكن َالإمارات قررت أحتلال الأرخبيل بإعتماد الحيلة والمكر على غرار حصان طروادة. فبدأت بتاريخ 08 كانون الأول/ديسمبر 2012 بناء مستشفى في سقطرى. وقد بدأ العمل في بناء مستشفى مركزي في عاصمة جزيرة سقطرى اليمنية/حديبو/ وإنشاء عدد من أحواض/ كرفانات / تجميع المياه وذلك تحت إشراف من سفارة الدولة بصنعاء وتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية.
وحسب المخطط الإنشائي للمستشفى فإنه سيضم غرفاً متعددة المهام والأغراض وغرفة عمليات كبرى وعيادة نساء وولادة وحاضنة للمواليد وجناحا للترقيد إضافة إلى الإدارة والمختبرات وسيتم تجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.
وقال سعادة عبدالله مطر المزروعي سفير الدولة لدى الجمهورية اليمنية: "إن المستشفى سيكون نموذجيا وسيتم بناؤه بمواصفات عالمية وتزويده بكافة التجهيزات الطبية بما يمكنه من تقديم الخدمات الطبية لكافة أبناء أرخبيل سُقطرى وبما يسهم في إيجاد نقلة نوعية في مستوى الخدمة الصحية في اليمن" .
وأوضح سعادته "أن تكفل مؤسسة خليفة ببناء مستشفى مركزي في الجزيرة فضلا عن إنشاء العشرات من/ كرفانات /تجميع المياه الموزعة على مناطق شديدة الاحتياج للمياه يأتي تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بمساعدة شعب اليمن الشقيق وفي إطار تعزيز العلاقات الثنائية الإماراتية اليمنية التي أسسها ووضع لبناتها الأولى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله مشيراً إلى ما تحظى به هذه العلاقات والتعاون المشترك من اهتمام ورعاية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وتمثل في كثير من المواقف الأخوية الصادقة تجاه الجمهورية اليمنية" .
وقد تمت ترجمة" المواقف الأخوية الصادقة تجاه الجمهورية اليمنية" بزيادة عدد الزيجات من السقطريات؛ وما اصعب وأقسى من زواج المرأة من سيصبح عدوًا ومحتلًا لبلدها.
وبدأت المخابرات الإماراتية تقوم بصولات وجولات برفقة ضباط صهاينة في الجزيرة لتحدد نفقاط تموضعها. لم يتغير وضع الارخبيل حين أغار تحالف العدوان على اليمن وقصف السكان المدنيين الآمنين في منازلهم فجر 26 آذار /مارس 2016 وزاد الإعتقاد لدي السقطريين بأن الإمارات تقوم فقط بعمل إنساني وزادت ثقتهم بهم كما زادت عدد الزيجات.
ولكن كل شيء تغير؛ بعد 30 نيسان/أبريل من عام 2018، حيث ظهر الوحش الغادر على حقيقتة؛ فرمى ثوب الحمل الذي ارتداه لأكثر من ست سنوات وبانت أنيابه التي تقطر دمًا. فغرر بثوب الحمل الوديع السقطريات وزعماء العشائر في سقطرى. فنشر الجيش الإماراتيأكثر من مائة جندي بالإضافة إلى مدفعيات ومدرعات في أرخبيل سقطرى اليمني الواقع في بحر العرب دون تنسيق مسبق مع حكومة هادي. والدفعة الأولى التي أرسلها الجيش الإماراتي باتجاه الجزيرة كانت عبارة عن طائرة عسكرية إماراتية تحمل أكثر من خمسين جندي إماراتي واثنين من المركبات المدرعة، ثم تلتها دفعة ثانية تتكون من مجموعة من الطائرات العسكرية والكثير من الجنود الإماراتيين والدبابات وغيرها من المركبات المدرعة. بعد وقت قصير من الهبوط، طردت القوات الإماراتية القوات اليمنية الموالية لهادي ورفض الجيش الإماراتي دخول الجنود اليمنيين المتمركزين في مختلف مناطق الجزيرة لحمايتها من قبيل مطار سقطرى وموانئها؛ وما زاد من توتر العلاقات بين الدوليتن هو رفع علم الإمارات العربية المتحدة فوق المباني الرسمية الحكومية في العاصمة حديبو.
ولما إشتد ساعده وبسط إحتلاله على المناطق الإستراتيجية في الجزيرة بدأ بنهب ثرواتها النادرة من الشعب المرجانية؛ والثروات السمكية والحرشية وحتى الطيور والأعشاب الطبية وانواع اللبان النادرة وحتى أشجار دم الأخوين، ونقلوها إلى الإمارات لتزوير التاريخ والإدعاء بأن سقطرى تابعة لهم لوجود نفس الشجار والأسماك واطير والشعب المرجانية متناسين أنهم إحتلوا أرخبيل سقطرى بالحيلة والمكر والخداع والغدر {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ}.
كان اليمن على مر التاريخ ولا يزال مقبرة للغزاة.وينتظر أهالي اليمن السعيد الوعد الإلهي:{وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء-81).
وإن غدًا لناظره قريب
28 آب/اغسطس 2023
https://telegram.me/buratha