منتصر الجلي ||
هي تسعة أعوام من العدوان والحصار، تسع من الدمار والخراب، تسع من عدوان عبث في الارض الفساد، في المقابل واجه شعبنا بتسع أخر من المواجهة والصبر، والجهاد والعزم، من الشهداء والجرحى، تسع ارتفع فيها صوت المظلومية حتى جاهر العالم، ولا عالم يسمع وجميع العالم موتى.
حقيقة سعت من خلالها دول العدوان الأمريكي السعودي أن تنسف صحتها وتمحي أثر صواريخها، ودمارها، وقتلاها ودماء وأشلاء الثُّكالى، جريمة حرب عُظمى لا تُمحى بالتقادم او تُنسى بمرور السنوات، وكيف لشعب كشعبنا اليمني أن ينسى عدوه الذي اقضَّ مضجعه ودمر كل شيء، أنَّى له النسيان وكل شيء حوله خراب في كل شبر من الأرض اليمنية جريمة شاهدة على قبح العدو وخبثه وحقده الدنيئ.
وإن فرض العدو واقعا هو واقع الحرب" الهجينة" كما أسماها فخامة الرئيس المشاط عشيى لقائه قبائل ووجهاء محافظة صنعاء، الثلاثاء الماضي، فترة من الهدنة التي حاول العدو ان يجر القوى الوطنية إلى مربع لا حرب أو سلم، لا حل لأي ملف يُمكن فتحه بمصداقيةٍ ونقاشه للخروج بحلول جذرية له.
عشيَّة ذلك الإنذار الأخير الذي أطلقه سماحة السيد القائد: عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد، كان إنذارا حاسما إلى دول العدوان، حين ذاك تحركت المياة الراكدة شيئاً ما، بوصول الوفد الوطني إلى صنعاء برفقة الوسيط العماني، وحين عادت الوساطة العمانية بمُخرجات اللقاء الذي جمعهم بالقيادة، صاح الامريكي والمبعوث الأممي، وجميعها عراقل لعرقلة أيَّ اتفاق قد يتم، لتحرير الملف الإنساني ومعالجة وضعية الحرب، ودفع استحقاقات الشعب منها المرتبات كأولوية.
وفي سياق الأولويات التي حددها قائد الثورة،وتحدث عنها فخامة الرئيس المشاط يوم الأمس بمحافظة صنعاء، مضيفاً إليها أولويتان، بداءً بمواجهة العدوان وهذا العنوان العريض الذي تُجمع عليه كل القوى الوطنية والمناهضة للعدوان إلا من أبى!
طائفة من الغوغائيون الذين يريدون نسيان تلك الدماء والشهداء، وتضييع القضية الوطنية وتسليم الاستسلام عن النصر والتمكين، مقابل ترهات لا تحقق على الميدان شيء مع علم الصغير والكبير أين تكمن المشكلة الاقتصادية ومن عمل على نقل البنك وقطع مرتبات موظفي الدولة، الغوغائيون شرذمة تنفست مؤخراً لتخرج قائلة بأن الحرب انتهت، وأي انتهاء حسبوه؟ والمعركة في أشد ميقاتها الفعلي، الغوغائيون هي اصوات نشزت من كهف العدوان ومخططه القذر لتحريك أوراق قديمة قد مزقها شعبنا حين تهاوت رؤوسها.
أولوية أخرى هي أساس عام بنى عليه شعبنا قاعدة النصر وهي حتمية واجبة من منطلق تحقيق النصر الفعلي وهي الحفاظ على استقرار الجبهة الداخلية، والوضع الداخلي للبلد من الفوضى والمنازعة وشق الصف، وتوحيد الكلمة ولبنة المجتمع تحت قاعدة مواجهة العدوان ودفع الغزاة ورفع الحصار.
فيما كانت الأولوية الثالثة والتي جاءت في تصحيح إرث الماضي، ودفن فساد مؤسسات الدولة كما أشار فخامة الرئيس إلى ذلك من خلال عدة اعتبارات ليست حصراً على التغيير الفردي بل الجذري، المتمثل في أساليب وأشكال ونُظُم وقواعد يبدوا عليها المرض المُزمِن على مدى ثلاثة عقود من الزمن، مؤسسات ليست بالشكل الذي يمكن أن تمثل حجمها الهابط لبلد بأكمله من خلال النقص والتهالك والفساد الذي جاءت عليه ثورة 21من سبتمبر لتتفاجأ بدولة ألاَّ دولة وقوام لا يمثل مؤسسات بلد.
بالحديث عن الأولويتنان اللتان أشار إليهما فخامة الرئيس المشاط تمثلتا في الاستمثار الداخلي وتهيئة بيئة اقتصادية للنهوضة الاقتصادية وتوعية المتجمع بذلك وهذا ما يجب أن يستشعره الجميع في البناء الزراعي والاكتفاء الذاتي والاستثمار الداخلي كفرص عامة تفيد البلد، من جانب تمثلت الهوية الإيمانية والحفاظ عليها وتعزيز سبل ذلك من أبرز العوامل الهامة في بناء مواطن صالح يقدر مقومات النهضة الحقيقية على مستويات القطاعات الخدمية والإدارية، وتحصين المجتمع من حرب الاعداء التي تستهدف الشعوب أبرزها الإسلامية لتخرجها عن ثوابتها والتزاماتها.
أولوية لهي من الواقع بمكان حيث وأن قوى الفساد الكبرى أمريكا ومن تولاها في سعي دؤوب إلى فرض غايات الشيطان في الأرض منها، الفساد الأخلاقي والإعلامي والشذوذ المباح بطرق تشرعنه بين أوساط المجتمعات تحت يافطة عولمة الرأي وحرية الآخر.
واقع رسم ملامحه الرئيس المشاط كأولوية يجب مواجهتها وتحصين المجتمع من خلال الهوية الإيمانية الدينية الجامعة.
من خلال ما تقدم نجدان الأوليات التي حُددت لهي الضمان والكفيلة بحماية الشعب وترابه وارضه وقضيته ومساراته النهضوية الصحيحة، للبقاء الصحيح على عجلة من الوتيرة الصحيحة.
https://telegram.me/buratha