عبدالملك سام ||
ياللمتعة!! الصهيوني (عومير آدم) يغني على حدود غزة لدعم الصهاينة الذين يستعدون لإجتياح غزة، وهو بالمناسبة حاصل على الجنسية الإماراتية! والسفاحون هؤلاء يتناولون البطاطا التي أرسلها (أردوغان) إلى ميناء حيفا بسفينة مساعدات "طارئة" تحمل 4500 طن من المواد الغذائية، فيما (فرعون) يستعجل تجهيز سيناء لإستقبال النازحين من غزة بعد أن أستلم من (بن زايد) و(بن سلمان) تكاليف المشروع!
أي مشروع؟! لا تقولوا لي أنكم لم تسمعوا بعد عن مشروع توطين أهل غزة في سيناء قسرا؟! العالم كله قد علم بالأمر، فكيف لم تسمعوا أنتم عنه؟! منذ سنوات والإسرائيليين يتكلمون بتبجح عن "صفقة القرن"، والأخبار تتوالى من بعد هذا الاعلان حتى صار الأمر خبر الموسم، واصابت أنظمة العمالة حمى "التطبيع"، فهذا يعطيهم سفارة، وذاك يعطيهم عمارة، وآخر أعطاهم حيا بأكمله في المنامة، وآخر يعطيهم مفاتيح المدينة المنورة بعد تفريغها من أقدم ساكنيها، حتى وصلنا لمن أعطاهم - ويالكرمه - بلدا كاملا مليئا بالمباني الزجاجية ليتحكموا بمقدراته كيفما ارادوا.. لقد أصبحوا صهاينة أكثر من (تيودور هيرتزل) نفسه!
أما المشروع الرائد الذي سيبنيه الإسرائيليون بأموال عربية في أرض عربية فهو عبارة عن مخيم لاجئين ليستوعب جميع سكان غزة كما أعلنه عدد من المسؤولين الإسرائيليين أكثر من مرة منهم (داني إيالون) و(شارون) وآخرين، ولسنوات مضت تم تهجير سكان سيناء من أهلها لهذا الغرض، وقد تم إحاطة الموقع بأبراج وجدران وبوابات حديدية وأسلاك شائكة، وإنشاء مباني تستوعب نصف العدد المستهدف توطينه في المخيم.. أما الثمن فهو أن تسدد دول عربية ديون مصر! تلك الديون التي تم إغراق البلد فيها دون داع وبلا فائدة سوى مشاريع وهمية جعلت سماسرتها من أغنى الأغنياء في ليلة وضحاها!
أما لماذا يريد الإسرائيليون تهجير أهل غزة فلسببين: الأول هو أنهم يحلمون بأن يهجروا الفلسطينيين كلهم. أما الثاني فلأنهم ينوون بناء قناة بديلة لقناة السويس تمر من غزة وصولا للبحر الأحمر اسموها قناة (غوريون)، ومن مازال يشك في الأمر فليعد بذاكرته قليلا إلى الصفقة المشبوهة التي سمحت للسعودية بالحصول على جزر (تيران) و(صنافير) المصريتان، والتي كان من أخطر نتائجها أن تحول الممر على الضفة الشرقية لسيناء من ممر مصري بحت إلى ممر دولي خاضع لقوانين الملاحة الدولية! أما ما مصلحة حكام مصر والسعودية والإمارات في المشاركة في هذا المخطط الصهيوني الخطير، فأترك هذا الأمر لتقدير القارئ الكريم.
كما ترون التنفيذ يتم بالقلم والمسطرة، ويتعدى ما أعتدناه من تخطيط عشوائي في بلداننا، وهذا ما يؤكد الجهة المخططة.. يبقى السؤال هو: ماذا نفعل نحن؟ وأجيبكم بأمانة أننا سنظل نشجب وندين حتى يأتي اليوم الذي نُمنع فيه من الشجب والإدانة، بل حتى تصبح مسألة أن تشتري علم فلسطين جريمة أمن دولة كما هو حاصل في عدة بلدان عربية اليوم! أما الخيار الثاني فهو لن يعجب الكثيرين منا والذين أصبحوا ضحية التعصب والعنصرية والمناطقية وكل انواع التفرقة التي جعلتنا لقمة سائغة لليهود!
والحل؟! كم أكره هذا الجزء من المقال الذي أقول فيه رأيي وأنا أعلم أنه لن يرضي الجميع خاصة وقد فرقنا الأعداء فكريا وفيزيائيا، ولكن يكفي هنا أننا تكلمنا عن المخطط، وفهمنا أن سبب تأخرنا يكمن في الحدود الوهمية، وأنظمتنا العميلة، وتفرقنا عن حقوقنا. ولكن رأيي الشخصي أننا محتاجون أن نتحرك جميعا، وألا نقبل تلك القيود التي وضعوها على ظهورنا وعيوننا ليسهل أنقيادنا..
المظاهرات الداعمة جيدة، ولكنها ليست الحل! فهي أشبه بعلاج الـ(بلاسيبو) الذي يعطى للمريض لتتحسن حالته النفسية ريثما يتضح مرضه الحقيقي، والمعنى واضح، فلا تعتقد أنك إذا ما شاركت في مظاهرة داعمة لفلسطين فإنك قد أديت واجبك الكامل، بل أن ما فعلته هو رسالة نبيلة تؤديها ليعلم أخوتنا وأعدائنا أن الفلسطينيين ليسو وحدهم، وهي وسيلة لشحذ الهمم، ويبقى أن تحرض نفسك والآخرين، وأن تشارك في كل نشاط لتحويل هذه الرسالة إلى فعل.
تفكيرك ملكك، وأنفعالك ملكك، ولا أحد يملك الحق عليك ليجبرك كيف تتضامن مع أخوتك في الدم والعقيدة.. مشروع (إسرائيل الكبرى) يستهدفنا كلنا واحدا تلو الآخر، وهو مشروع فاشل لأننا لو عطسنا جميعا في لحظة واحدة لحزم المستعمرون أمتعتهم وتركوا بلادنا وفروا بجلدهم.. تذكروا أن التحرك الفعلي بالمال والنفس هو الحل، التحرك بثورة لكسر القيود، ولإسقاط أنظمة الخونة الأقزام، والتحرك جميعا مع القادة الحقيقيين الشرفاء (وبعضهم موجود بالفعل)، والباقي مضمون بإذن الله.
https://telegram.me/buratha