اليمن

نوم بلا أحلام..!

1418 2023-10-24

عبدالملك سام ||

 

في كل مساء تمد جسدا متعبا ليرتاح، ويبدأ عقلك جولته في عالم الفكر ريثما يأتي النوم المريح لتنسى ما قاسيته في يومك، ومن العجيب أن الأمر يتكرر كل مرة في إنجذاب غير مفهوم نحو حالة يطلق الحكماء عليها "الموت الأصغر"؛ فكيف يفر المرء إلى شيء يهابه منذ عرف معناه.. الموت؟!

إلا أن الحالة تلك بما فيها من لذة، وأقصد النوم، والتي نقضي فيها ثلث أعمارنا، وأنا هنا لا أتحدث عن الكسالى الذين قد يقضون نصف اعمارهم فيها.. هذه الحالة قد تتحول لكابوس بشع لو كنت تشك بأنك لو نمت فقد لا تصحو مرة أخرى! عندها يتحول الإسترخاء إلى عدو مضني تحاول جاهدا أن تقاوم سطوته، ولا يأتيك النوم إلا بعد أن يكون التعب هد قواك، وأنهك عقلك. فإذا بنعمة الراحة تتحول إلى عذاب قاسي بسبب فكرة الموت الذي يحيط بك!

فكرة مرعبة قد تستحوذ عليك، ولكنك - لحسن حظك - بعيد عنها، ولكنها واقع يعيشه أكثر من مليون فلسطيني، معظمهم من الصغار والنساء والشيوخ، شاءت الأقدار أن يكونوا من سكان قطاع غزة، والذين يتعرضون للقصف الإجرامي غير المسبوق ليلا ونهارا! والمؤلم أن تفكر بأنك وأنت في فراشك وتبعد عنهم آلاف الكيلومترات، وتسطيع بكل أريحية أن تنام، بينما هؤلاء المساكين تحاصرهم فكرة أنهم قد ينامون ولا يصحون مرة أخرى بسبب آلاف الأطنان من المتفجرات التي يلقيها عليهم الصهاينة صباحا ومساء منذ مدة.

كم شيخا وطفلا وامرأة ناموا في غزة ولم يطلع عليهم صباح؟ هناك من من صحا مرعوبا على أصوات الإنفجارات ليعرف بعدها أن جيرانه قد رحلوا، وهناك من لم يجد وقتا ليصحو أبدا؛ فالرصاصة الوحيدة التي لا تسمع صوتها هي تلك التي قتلتك! وفي الحالتين هذا هو الواقع المؤلم الذي يعيشه أهل غزة الطيبين، بينما ملايين العرب والمسلمين ينامون مطمئنين وهم يحلمون بعيدا عن فلسطين المفجوعة!

من العبقري الذي وصف هذا الواقع المر بأنه "موت الأحلام"؟! لا أذكر، ولكن هذا الوصف هو فعلا ما يعانيه أطفال ونساء وشيوخ غزة.. تموت الأحلام في حياة تشبه الكابوس بعد أن قتل الصهاينة الأوغاد أحلام الفلسطينيين، وبعد أن أشعلوا النار في أجساد أهل فلسطين المساكين، وبعد أن أفقدوهم الأمن وحق النوم بطمأنينة..

ويل للمجرمين قتلة الأطفال، وويل لكل من يرى ويرضى بما يحدث، بل والويل لنا إذا أتينا على الله ونحن لم نفعل أي شيء من أجل أهلنا المستضعفين المظلومين في فلسطين والذين صادروا كل حقوقهم، حتى حقهم في الأحلام! علينا أن نفعل شيئا.. أي شيء.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك