المقالات

مفردات البطاقة التموينية..!


عباس الاعرجي  ||

 

كانت البطاقة التموينية ومفرداتها في عهد النظام البائد ، مصدر عيش آمن للكثير من العائلات العراقية ، وكانت تحتوي على مفردات ومواد كثر ، وبعد سقوط النظام ، أصيبت مفردات هذه البطاقة بالتقزم والانكماش ، حتى اضحت غائبة مغيبة عن ذهن المواطن العراقي.

بيد أن هذا الغياب وان كان معيبا على الدولة ، ومؤثرا على دخل العائلة العراقية ، إلا أنه تفضله على القطع والانقطاع ، من حيث أن ظاهرة القطع والانقطاع ، لها مردود نفسي على ذهنية الفرد بشكل عام

هذه المقدمة اخترتها لحديث اليوم ، وذلك لوجود الشبه الكبير ، بين البطاقة التموينية والبطاقة الاسلامية ، فكما أن العائلة تشعر بالطمأنينة والارتياح النفسي بسبب ديمومة واستمرار هذا العطاء المادي لها وإن كان قليلاً  .

فهي أيضا بحاجة ماسة إلى سلامة وبقاء مفردات بطاقتها الإسلامية ،  على ماهي عليه سابقا ، وتخشى كذلك من فقدانها وضياعها بالمرة .

لكننا اليوم ، نلاحظ سقوط معظم هذه المواد من هذه البطاقة ، في منحدر خطير ، قد يؤدي بنا الى مزالق مهلكة نتيجة الجهل والغفلة وما شابه .

كانت بطاقتنا كبيرة الحجم ،ثقيلة الوزن ، كثيرة الارقام ، لكنها اليوم ، أصبحت خفيفة الظل ، عديمة اللون ، فاقدة للطعم والرائحة .

ما عادت هويتنا صلبة قوية ،كسابق عهدها ، كنا فيما مضى نتعمد باشهارها أمام الأعداء ، ولا نبالي اذا ما أصابنا مكروه منها ، واليوم نخشى ونعيب وجودها بين الأوراق .

انسينا اننا دونا على صفحتها البيضاء ، وبالارقام قمنا نعدد ، اولا وثانيا ...الصدق والعهد وأداء الامانة ، وحسن الجوار ،ومقارعة الظلم ، والزهد ، ونصرة المظلوم ، والتكافل الاجتماعي ، ونبذ التسلط والاستبداد ..ووو..أليس كذلك ، فأين هذا من ذاك ؟

إن إنتشار الاستبداد والدكتاتورية وتقديس الغير مقدس ، والظواهر السلبية الاخرى ، يتم في الأوساط التي يكتنفها الجهل والتخلف والجوع .

إن الغرب المسيحي رفض المسيحية واستبدلها بالعلمانية والمادية ، وذلك لأن الإنجيل المحرف لا يملك من القدرة والشمولية ما يستوعب الحياة في كافة مراحلها ، حيث لم يبق منه سوى ، بعض الوصايا وقد أبدلوها أيضا ولم يعملوا بها .

لقد تقدم الغرب علينا ، عندما أخذوا بالعمل ببعض قوانين الإسلام ، ولا يمكن إحصاء عددها هنا ، ولكنها بالمجمل تتناغم وتتماشا مع فطرة الانسان  .

إننا نعاني من تراجع ونكوص ، وضعف في الهمة والإيمان ، فالواجب الديني يحتم علينا ، إتلاف البطاقة المستنسخة ، وتعويضها ببطاقة أصلية .

 

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك