تفاجأ السكان والمارة في حي السامر بمحافظة جدة غرب الجزيرة العربية ظهر يوم أمس بمرور سيارة ذات دفع رباعي من نوع جي أم سي تسير بسرعة كبيرة, لتتوقف ويقوم شخص بقذف فتاة عارية بالكامل في وسط الشارع.
السكان والمارة الذين انتابهم الرعب من هول المنظر, حاولوا الاقتراب من الفتاة لمحاولة مساعدتها وإسعافها، فوجدوها جثة هامدة، وبدأ أنها قد توفيت منذ فترة بحسب تغيرات لون بدنها، ولاحظوا جروحاً وكدمات على أنحاء متفرقة من جسدها وآثار القيود على يديها ورجليها.
سكان الحي سارعوا بشكل فوري الى الاتصال بالجهات الأمنية التي حضرت متأخرة لمعاينة الحادثة, حيث أبقيت الجثة ملقاة وسط الشارع تحت أشعة الشمس الحارقة عدة ساعات حتى حضور عناصر من جهاز المباحث الجنائية التي قامت بتطويق المكان وفحص الجثة ورفع الأدلة من الموقع.
القصة الكاملة
تفاصيل العملية الإجرامية تكشفت بشكل سريع, بعد أن قام أحد المغردين المعنيين بمتابعة الجرائم الأخلاقية في مدينة جدة بنشر عدة تغريدات على موقع التدوين الصغير "تويتر" توضح هوية الفتاة والتفاصيل التي سبقت قذفها من السيارة.
المغرد المعروف باسم "محاربة التعري الصامت" أشار إلى أن الفتاة قد اختطفت من قبل الأمير خالد بن سعد بن عبدالعزيز آل سعود ليل يوم الأربعاء الماضي من داخل أحد أكبر المجمعات التجارية في مدينة جدة والمعروف باسم "مول التحلية", حيث تم اختطاف الفتاة من قبل الأمير بمساعدة شخص يدعى طارق المغربي, يعد أحد الأصدقاء المقربين للأمير خالد, حيث يشتهر كلاهما بسوء الخلق وحوادث الاعتداء المتكررة على النساء, من خلال عمليات الابتزاز التي يقوم بها طارق المغربي للمطلقات والأرامل والفتيات الفقراء بعد اغرائهم بالأموال ومن ثم تصويرهم في أوضاع فاضحة لابتزازهم وتقديمهم هدايا لممارسة الرذيلة مع أصدقائه من أفراد العائلة السعودية المالكة.
المغرد "محاربة التعري الصامت" أشار إلى ان الأمير خالد بن سعد كان كعادته يتجول في الدور الثالث, حيث يقع قسم المطاعم و"الكافيهات" في مول التحلية الذي يزدحم بالعوائل والفتيات خلال فترة العطلة الأسبوعية, وكان برفقته حاشيته وبينهم صديقه المقرب طارق مغربي, يبحثون عن فرائس من الفتيات للاصطياد, حيث وقعت أنظار الأمير على الفتاة, وسارع لمحاولة اعطائها رقم هاتفه النقال, إلا أن الفتاة رفضت استلام الرقم مما جعل الأمير يتهور ويهددها بمسدس كان يحمله معه, كما طالبها بأن تخرج من السوق فورآ وإلا قام بقتلها, أمام دهشة الناس والعوائل المتسوقة من مشهد تهديد الأمير للفتاة بالقتل, وعجز رجال الحراسات الخاصة من الجنسية الأفريقية عن التدخل لعلمهم بهوية الأمير, مما جعله يتجرأ ويطلب من صديقه المقرب خالد مغربي باحضار سيارته ذات الدفع الرباعي من نوع "جي أم سي يوكون" سوداء اللون من البوابة الجنوبية حيث كانت عائلة الفتاة تستعد للخروج, وبعد أن وصلن للساحة الخارجية للمول لانتظار سائقهن الخاص, قام الأمير يسحب الفتاة بالقوة باتجاه سيارته الشخصية، بعد ان صنعت حاشيته حاجزاً بشرياً بين الأمير وبعض المتسوقين الذين حاولوا التدخل لإنقاذ الفتاة, وتمكن الأمير من اختطاف الفتاة والانسحاب من الموقع بسرعة عالية.
وأصبحت القضية مجهولة وغامضة, بعد حضور الدوريات الأمنية للموقع وتقديم المتسوقين إفادتهم برقم لوحة السيارة ونوعها ولونها والوجهة التي سلكتها بعد اختطاف الفتاة.
وتفيد المعلومات المتوفرة عن استدعاء شقيق طارق مغربي للتحقيق بعد أن تبين أن السيارة مسجلة باسمه, وأن ملكيتها الحقيقية تعود لخالد مغربي، الذي أوضح بأن السيارة ملك أخيه طارق وتحت تصرفه، لكنها مسجلة باسمه.
طارق مغربي, اعترف بأن منفذ عملية الاختطاف هو صديقه المقرب الأمير خالد بن سعد, بعد أن تم احضاره لقسم الشرطة في حي السلامة فجر يوم الخميس, بعد ضغوط نفسية وتهديدات مورست من قبل ضباط مركز الشرطة على أخيه.
الضابط المسؤول عن المناوبة الليلية لم يتجرأ على استدعاء أو احضار الأمير بالقوة الجبرية خوفاً من حصانة الأمير, واكتفى بالاتصال هاتفياً عليه وطلبه للحضور لبعض الاستفسارات فقط.
الأمير خالد بن سعد رفض الحضور لمركز الشرطة, وقام بإرسال وكيله للنيابة عنه والإجابة على استفسارات الشرطة, حيث تم تدوين إفادة وكيل الأمير وتجهيز أوراق القضية للرفع لأمارة المنطقة للإفادة في كيفية التصرف في حيثيات القضية
في وقت كان قرابة 25 شخصاً من أهالي الفتاة المختطفة يتجمعون أمام مركز الشرطة حتى ساعات الصباح الأولى مطالبين بمعرفة اسم الأمير لعزمهم على رفع برقيات عاجلة للجهات العليا, وسط تحفظ كامل من قبل الضابط المناوب الذي رفض إعلامهم بهوية الأمير خوفاً من ردة فع الأمير وأسرته.
المغرد "محاربة التعري الصامت" أشار لمقتل الفتاة المختطفة, بعد أن وردت إليه معلومات حول مباشرة الأجهزة الأمنية لحادثة قيام سيارة مجهولة بإلقاء جثة فتاة وسط الشارع في حي السامر السكني, وتبين سريعا أنها تعود للفتاة المختطفة من قبل الأمير.
فيما سارعت مواقع إخبارية محسوبة على وزارة الداخلية السعودية بالتلاعب في تفاصيل الحادثة لتشويش الرأي العام, كما سارع المتحدث الرسمي باسم شرطة محافظة جدة لنفي وجود أي علاقة بين جثة الفتاة الملقاة وحادثة الاختطاف التي وقعت قبلها بيوم واحد فقط، وقال المتحدث أن أفرادا من المقيمين غير النظاميين المتخلفين في مواسم الحج عن العودة الى بلادهم يعمدون لرمي جثث فتياتهم للتخلص من الملاحقة والمسائلة الأمنية!.
من جانبه نفى الأمير خالد بن سعد أي صلة له بالحادثة وأكد تواجده وأسرته في الرياض وقال بأنه سيلاحق كل من اتهمه وأساء لسمعته، حسب تعبيره، كما أكدت شرطة جدة مساء السبت توصلها للقاتل وأنه سعودي الجنسية ويخضع للتحقيق.
39/5/13610
https://telegram.me/buratha