استنكر نشطاء سعوديون ما كتبه أكاديمون وشخصيات دينية في الايام الماضية من تغريدات تحريضية ضد المواطنين الشيعة في المدينة المنورة، وتحديداً عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وبهاشتاغ حمل عنوان " حسينيات _ الشرك _ بالمدينة ".
وقال الاعلامي السعودي أنس زاهد لشبكة "اشارة الاخبارية" : اذا لم يسن قانون يٌجَرِّمْ الطائفية والحض على الكراهية، ومعاقبة كل من يعبث بالوحدة الوطنية، فإن هذه الظاهرة سوف تستمر بكل أسف".
وجاء كلام زاهد بعد تغريدات منسوبة لشخصيات دينية واكاديمية معروفة في الجامعات السعودية، ومنها ما هو منسوب للدكتور ابراهيم الفارس بقولة " بعد ثورة الخميني ووعده بتصدير ثورته خارج ايران رأينا النخاولة ينتفش ريشهم ويظهرون الكفر عيانا بيانا في # حسينيات _ الشرك _ بالمدينة".
وفي السياق نفسه، قال الناشط الحقوقي المهندس منسي حسون لـ "شبكة اشارة" إن هذه التغريدات فيها مخالفة صريحة لأنظمة الدولة، ومنها ما تم اقراره من قبل مجلس الوزراء في السابع من ربيع الاول لعام 1428هـ وهو نظام جرائم المعلوماتية، والذي كان من اهدافه ما جاء في المادة الثانية وفي الفقرة الثالثة منها وهو " حماية المصلحة العامة، والأخلاق، والآداب العامة"، وكذلك ما جاء في العقوبات بالمادة الثالثة، ومن ضمن الأسباب المؤدية للعقوبة ، ما جاء في الفقرة الخامسة وهي "التشهير بالآخرين، وإلحاق الضرر بهم، عبر وسائل تقنيات المعلومات المختلفة"، وكذلك من الاسباب المؤدية للعقوبة ما جاء في الفقرة الاولى من المادة السادسة " إنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة أو حرمة الحياة الخاصة".
وأضاف الحسون أن "أنظمة الدولة حريصة على عدم السماح لأي كائن كان بأن يمس وحدة المواطنين في كل أرجائها، ومعاقبة المحرضين أمر ضروري، وذلك تطبيقا لما هو مسجل في المادة 12 من النظام الاساسي للحكم " تعزيز الوحدة الوطنية واجب وتمنع الدولة كل ما يؤدي للفرقة والفتنة والانقسام" وكذلك ما هو مسجل في المادة 26 "تحمى الدولة حقوق الإنسان.. وفق الشريعة الإسلامية ".
بدوره، قال زاهد " تجاهل هؤلاء المغردين، لن يزيدهم الا اصراراً على باطلهم ومنكرهم، والحل هو التوعية والتذكير بأوامر الله الصريحة في القران عن ضرورة التعايش بين المختلفين ، ليس على الصعيد المذهبي او الديني فقط، وانما مع من لا يعرفون الله أصلا، وذلك كقوله تعالى ﴿ وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِيْنَ يَدْعُوْنَ مِنْ دُوْنِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾. (سورة الأنعام أية 108).
وتابع زاهد "ما قرأته من تغريدات هو تحريض صريح ومباشر على العنف، والسكوت عنهم سيجعلهم يتمادون في غييهم واجرامهم، وانني أحمل الاعلام والدعاة مسئولية السكوت عن مثيري الفتنة بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد، ومن واجبنا ان نعمل جميعنا بكل ما نملك على حماية مستقبل اولادنا في جميع اركان المملكة وبدون تفريق بينها".
واستمرت التغريدات حول نفس الهاشتاغ منذ مساء الجمعة الماضي وحتى ساعة كتابة هذا التقرير بأعداد كبيرة جدا، ومنها ما هو منسوب الى ماجد الغامدي بقوله " أكبرها الحسينية التي بمزرعة العمري بحي العوالي، يجب أن تغلق هذه المزرعة المشبوهة، اقطعوا الرأس، يموت باقي الجسم".
وفي تغريدة أخرى منسوبة الى محمد عبدالله ال جربا " شيعي + يهودي = 1 √، اخواني الاكارم، لنا إخوة في المدينة ، فقط صوروا الحسينيات وادلوهم وستتدمر بإذن الله".
يشار الى أن رؤساء الدول الاسلامية أقَرَّوا في مؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائية في مدينة مكة المكرمة وبقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ديسمبر/ كانون الاول من العام 2005، ما يلي: إن كل من يتبع أحد المذاهب الأربعة من أهل السنة والجماعة (الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي)، والمذهبين الشيعيين (الجعفري والزيدي)، والمذهب الأباضي، والمذهب الظاهري، فهو مسلم، ولا يجوز تكفيره، ويحرم دمه وعرضه وماله، وأيضاً لا يجوز تكفير أصحاب العقيدة الأشعرية، ومن يمارس التصوف الحقيقي، وكذلك لا يجوز تكفير أصحاب الفكر السلفي الصحيح. كما لا يجوز تكفير أي فئة اخرى من المسلمين تؤمن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله صلى الله عليه واله وسلم وأركان الإيمان، وتحترم أركان الإسلام، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة".
16/5/140507
https://telegram.me/buratha