نشرت صحيفة العرب اللندنية الاسبوع الماضي في عددها رقم "9619" بتاريخ 14 يوليو 2014م تقريرا طائفياً مقيتاً يسئ الى اصول قبائل النخليين الشيعة بالمدينة المنورة، وذلك من خلال استعراضها لدراسة منسوبة للمحامي محمد حمد الهوشان بعنوان "نخاولة المدينة المنورة.. الإفتراء على التاريخ”، والتي لاقت امتعاضا واستياءً كبيراً من السعوديين وبالخصوص اهالي المدينة المنورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت الصحيفة في تقريرها، بأن الدراسة عبارة عن رد على كتاب "النخاولة (النخليون) في المدينة المنورة- التكوين الاجتماعي والثقافي” للباحث في تاريخ المدينة المنورة المهندس حسن بن مرزوق النخلي.
"شبكة اشارة الاخبارية" لم تستطيع التأكد من صحة وحقيقة الدراسة المذكورة بأنها منسوبة فعلا للمحامي الهوشان، ولكن اعتمدت الشبكة في تقريرها على ما نقلته الصحيفة.
و"شبكة إشارة" سألت من اهالي المدينة المنورة المهندس منسي حسون الناشط في مجال حقوق الانسان، عن ما ذكرته الصحيفة بما يخص دراسة المحامي الهوشان، فاجاب" لم نسمع عن هذه الدراسة الا من خلال صحيفة العرب، والمحامي المذكور ليس من اهالي المدينة المنورة، وليس من كُتَّابْ التاريخ أو الباحثين المعروفين في البلاد، فكيف يتجرأ بان يمس ويسئ الى مجتمع له الاف السنين في المدينة المنورة وذلك بشهادة القاصي والداني في بلادنا الحبيبة من الباحثين والمتخصصين، وذلك على اعتبار صحة نسبة الدراسة للمحامي الهوشان".
واضاف الحسون" كيف للكاتب الهوشان أن يدعي ويفتري على كتاب الباحث النخلي بأنه سياسي محض، وذلك فيه اشارة كبيرة على جهل المحامي بالموضوع تماما، فكتاب النخلي ملئ بالمستندات والصكوك والاثباتات الكثيرة التي ترجع لأكثر من 450 سنة هجرية ،وتبين وتثبت جميع الدعاوي التي وردت في الكتاب، والتي توضح تاريخ قبائل النخليين العريق".
وقالت الصحيفة بأن دراسة الهوشان فندت ما تبناه الباحث النخلي واعتبرت الأدلة التي استند عليها في نسب النخاولة للأنصار تعد من سبيل الافتراء على التاريخ.
وفي المقابل ذكر الباحث النخلي في كتابه "ترجع أصول عشائر كثيرة من النخاولة إلى قبيلتي الأوس والخزرج الأنصاريتين، وبقايا الشيعة الذين وجدوا في القرن الأول الهجري كما ذكر ذلك بعض من المؤرخين،كما أن جزأً منهم ينتسب إلى الأشراف وجزأً آخر إلى بعض القبائل العربية المحيطة بالمدينة كحرب ومزينة، كما تؤكد وثائق رسمية قديمة وماهو متعارف فيما بينهم".
ونقلت الصحيفة بأن الهوشان اعتبر ما ذكره المهندس النخلي في كتابة بمثابة "كذبة كبرى”، وذلك حينما قال النخلي " أن أهل المدينة وما جاورها كانوا في الأصل شيعة وأن المماليك والأتراك فرضوا عليهم المذهب السني، غير أن النخاولة حافظوا على أصولهم الشيعية"، ولكن الناشط الحسون قال " بأن ما ذكره المحامي بالهلوسة والفرية الكبرى، وواضح عليه بأنه لا يعرف المدينة ولا يعرف تاريخها، ويتحدث من نزعات طائفية ومذهبية".
وقال الهوشان بأنه لم يبق في المدينة اليوم من الشيعة سوى النخاولة وأسرتين أو ثلاث من المشاهدة، ولكن الباحث النخلي أكَّدَ في كتابه أن الشيعة في المدينة كثيرون الان غير النخاولة وهم ممن يرجع نسبهم الى القبائل الاصيلة والعريقة في شبه الجزيرة العربية.
ونقل كتاب حسن النخلي عن الاستاذ محمد حسين زيدان(رحمه الله) في كتابه العهود الثلاثة " ولعل الكثير لا يعرفون أن المدينة وما حولها كانت بيت التشيع".
وقالت صحيفة العرب " واعتمد الهوشان على دليل أسماه شاهدا دامغا صامتا ليثبت أن أهل المدينة لم ينحرفوا يوما عن الخط السني وهو البقيع الذي يدفن فيه المدينيون موتاهم منذ عهد النبي مؤكدا أن المكان المخصص لموتى الشيعة يتمثل في ركن صغير جدا معزول عن بقية أجزاء البقيع".
وذكر المهندس منسي حسون " بان المضحك في دراسة الهوشان امور كثيرة، ولكن ابرزها ما اسماه بالدليل الدامغ، والذي يؤكد بان المحامي لا يعرف حقيقة أن قبائل النخليين والقبائل الاخرى الشيعة كانوا يدفنون موتاهم في المنطقة الملاصقة لقبور أئمة أهل البيت المعصومين عليهم الصلاة والسلام، وكذلك بقية أهل البيت، وفي الفترة الحالية امتلأت تلك المنطقة، فأصبحوا يدفنون موتاهم في المنطقة الشرقية والخلفية لأهل البيت ".
وأضاف الحسون بقوله" بأن المحامي افترى وكذب كثيراً في دراسته، وذلك حينما قال بان النخاولة أقلية من أصول أفريقية كما تدل عليه ملامحهم، وهنا يتضح بأنه تَدخَّلَ في ما لا يعنية بتاريخ المدينة وسكانها، ولا سيما انه لا يعرف الاحواش التي كانوا يسكنونها، ولا يعرف المهن والحرف ويظهر أنه جاهل تماما بالعادات والاعراف التي كانوا يمارسونها".
وأوضح الناشط منسي حسون بان الدراسة نقلت اكاذيب لم يسمع بها اي من البشر، وذلك حينما نقل المحامي قصة خيالية عن الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود رحمه الله وطيب ثراه، والقصة هي" اجتمع فيها مع أهل المدينة في محطة سكة الحديد، وفي الاجتماع تدخل متحدث باسم النخاولة، وطلب من الملك مساواتهم في الصدقة التي تردُ من مصر من ريع أوقاف الخليفة عمر بن الخطاب والتي دأبت التكية المصرية على توفيرها آنذاك، وكان من الملك عبدالعزيز أن ربط ذلك بضرورة تركهم للتشيع وأن يسجلوا رجوعهم عن المذهب الشيعي في المحكمة الشرعية، إلا أن النخاولة لم يمضوا في ذلك الاتجاه، ما يفيد تشبثهم بتشيعهم".
وقال الحسون بأن القصة الصحيحة المعروفة والمشهورة لدى الكثير ونقلتها العديد من الكتب هي " لما دخل الملك عبدالعزيز، رحمه الله وطيب ثراه، المدينة المنورة، وقابل أعيان وشيوخ النخاولة، التفت إلى وكيل الإمارة آنذاك، عبدالعزيز بن إبراهيم آل إبراهيم، وقال له: "خذوا شهودهم وأعطوهم حقوقهم ولا تفتشوا قلوبهم، وهم من ذمتي في ذمتك يا عبدالعزيز"، ثم التفت إلى الوفد مخاطبا إياهم "أدخلوا مع الناس، ما أحد مفتش قلوبكم" ".
واختتم الحسون كلامه بأن المحامي الهوشان يحمل حقداً مذهبيا مقيتا يظهر جلياً وواضحا،حينما اراد ان يربط دراسته بأي وسيلة بالشماعة المعتادة "ايران" والمتكررة من قبل الحاقدين في بلادنا، وبذلك يدق على اسفين التفرقة والفتنة بين ابناء الوطن الواحد، وهو الامر الذي ترفضه أنظمة الدولة في كثير من موادها ولوائحها، وذلك حينما قال الهوشان "وأن الحل الأمثل لتصويب وضع النخاولة يكمن في الرجوع إلى الإسلام الصحيح ومحاولة تصحيح وضعهم الديني الذي اعتبره مستوردا من الخارج تحديدا من إيران والعراق في علاقة بحركة الخميني والثورة الإسلامية التي تهدف إلى تحويل العالم الإسلامي إلى شيعة بدعوى أنه كان شيعيا ويجب أن يرجع كذلك،واعتبر الهوشان أن كتاب بن مرزوق ليس إلا حلقة من حملة إعلامية ممنهجة تهدف لتمهيد الطريق أمام سيطرة إيران كدولة صفوية حديثة، ونصح النخاولة بالنأي بأنفسهم عن هذه اللعبة السياسية الخطيرة".
14/5/140801
https://telegram.me/buratha