ذكرت صحيفة “الإندبندنت” إن هناك دراسة سعودية تقترح نقل قبر الرسول “صلى الله عليه واله وسلم”، وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المقترحات المثيرة للجدل هى جزء من وثيقة تشاور قدمها أكاديمى سعودى رائد.
وأضافت أنه تم تداولها بين المشرفين على المسجد النبوى فى المدينة المنورة، حيث يوجد قبر الرسول تحت القبة الخضراء.
وذكرت إندبندنت أنه لا توجد أى إشارة بأنه تم اتخاذ قرار بتنفيذ تلك الخطط، وقد أصرت الحكومة السعودية فى الماضى على أنها تعامل أى تغيير فى المواقع الإسلامية المقدسة بجدية قصوى.
وحذر الأكاديمى عرفان العلوى من أن أى محاولة لتنفيذ الخطة ستثير اضطرابا، نظرا لمدى أهمية المسجد النبوى للمسلمين السنة والشيعة.
هذا ولقيت هذه الدراسة السعودية التي تدعو الى نقل رفات الرسول (صلى الله عليه وآله) من الحرم النبوي الشريف الى مقابر البقيع، هجومًا واسعًا من علماء الازهر الشريف، الذين اعتبروا المساس بالرفات حرامًا شرعًا، حسبما قال عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الازهر الاسبق احمد عمر هاشم.
واكد هاشم في تصريحات لـ "الشروق" انه "لا يجوز ولا يصح شرعًا نقل رفات الرسول (صلى الله عليه وآله)، فالنص الشرعي يقول ان جميع الرسل يدفنون حيث يموتون"، مشيرًا الى ان قبر الرسول محدد شرعًا وربانيًّا، ولا يصح شرعًا العبث به، ولفت الى ان انه "لا اجتهاد مع النص، ولا يصح شرعًا ولا عقلا ولا نقلا ان تنقل رفات الرسول بحجه التوسع او غيره".
وكانت صحيفة الاندبندنت البريطانية قد نشرت دراسه لاكاديمي سعودي، لم تذكر اسمه، مكتفيه بتاكيد انها جاءت في 61 صفحة، دون ان تذكر تاريخ صدورها، ودعا فيها الباحث الى نقل رفات الرسول (صلى الله عليه وآله) بزعم التوسعة، وطمس المعالم الخاصة بالصحابة وال البيت عليهم السلام.
واشارت الصحيفة الى انه تم توزيع الدراسة على المسؤولين في المسجد النبوي في المدينه المنورة، مضيفة انه لم يتم اتخاذ اي قرار بشانها حتى الان.
ووصف عضو هيئة كبار علماء الأزهر محمود مهنا، مشروع التوسعة القائم على الدراسه بـ«الفاشل»، محذرًا من انه يخالف السنة واراء اصحاب النبي.
وحذر من ان «نقل رفات الرسول سيؤدي الى فتنه كبرى، لان الارض لا تاكل اجساد الانبياء، وفتح هذا الباب سيفتح ابواب الجحيم على المسلمين»، مشيرًا الى ان «اخطر هذه الامور، هو فتح باب تكذيب السنة والحديث على مصراعيه، والتشكيك في اقوال الرسول والصحابه التي وصلت الينا».
وأشار إلى أن «المشروع خاص بالفكر الوهابي ، وكان ينادي به ناصر الدين الألباني، وهو خاطئ ولا نقره، فالرسول لا ينقل من مكانه، والقبر الوحيد المستثنى في الدنيا كلها هو قبر الرسول»، ودعا جميع علماء المسلمين من أصحاب الفكر المستنير، إلى محاربة هذه الأفكار والدراسات، التي وصفها بـ«الساقطة»، وطالبهم بالقراءة والاعتبار.
وقال عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر في أسيوط، مختار مرزوقي: إن «الرأي القائل بنقل جسد الرسول (صلى الله عليه وآله) من مكانه إلى مكان آخر، هو رأي صادم للمسلمين في كل زمان ومكان، ولا يجوز لمسلم أن يقول به مهما كان قائله»، موضحًا في تصريحات لـ«الشروق»: «نعلم من سنة الرسول أن الأنبياء يدفنون حيث يموتون..».
وأضاف «مجرد التفكير في نبش القبر الشريف، وإخراج الجسد منه، هو جريمة ستؤدي إلى فتنة كبرى، لا يعلم مداها إلا الله، كما نعلم أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها»، وأوضح «نقول لهؤلاء الناس لا تفكروا في نبش قبر المصطفى بأي حال، أو أي حجة، وما دام الأمر استقر على هذا النحو منذ عهد الصحابة، فيجب أن يظل كذلك إلى يوم القيامة».
وقال العلوى إن وثيقة التشاور التى أعدها الأكاديمى السعودى البارز على بن عبد العزيز الشبال، من جامعة محمد بن سعود الإسلامية فى الرياض، تم تداولها بين لجنة رئاسة الحرمين
21/5/140903
https://telegram.me/buratha