على رغم دعواتها خطباء الجمعة في جوامع السعودية إلى البعد عن إثارة القضايا الجدلية المتمثلة بالخروج للقتال في أماكن الحرب، فإن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في السعودية تدعو عبر موقع "الإسلام الدعوي والإرشادي" إلى إحياء روح "الجهاد" ودعم المقاتلين بالمال لشراء الأسلحة، محذرةً عبر دراسات ونماذج من الخطب المختارة في الموقع من ما أسمته "الابتعاث" و"العلوم العصرية" و"المدارس الأجنبية"، واصفة خريجي المدارس الأجنبية بـ"المنحلين" وبأنهم "أصحاب خصال رذيلة"
وبعد موجة الإنتقادات التي تلقتها الوزارة بصفتها المسؤولة عن خطباء المساجد، وما يقومون به من تأثير مباشر في العامة، خصوصاً بعد القبض على عدد من الخطباء ضمن خلية إرهابية في محافظة تمير (140 كيلومتراً شمال غربي الرياض)، تكشّف أن الوزارة، ومن خلال موقع "الإسلام" الإلكتروني الذي يحمل شعارها، وعبارة "إشراف معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ"، ومذيّل بعبارة "كامل الحقوق محفوظة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية"، تدعو في دراسات متعلقة بأساليب الخُطب إلى إحياء روح "الجهاد"، والقوة في نفوس الأمة، وإشعال جذوة الحماسة لحماية حرمات الإسلام، ومقدساته، وأوطانه، وصون دماء المسلمين وأعراضهم، وأموالهم، والدفاع عن عقيدة الإسلام وشريعته، والعمل لإزالة "الطواغيت»" معوِّقي سير دعوته.
ويشدد موقع الوزارة - بحسب إحدى الدراسات المنشورة فيه - على الالتزام بما جاء عن خطب الجمعة في توصيات "مؤتمر رسالة المسجد"، المنعقد برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمّة، في رمضان 1395هـ، المتمثلة بألا تُفرض على الخطيب خطبة موجهة من "السلطان"، يرددها ترديداً آليا لا روح فيه، وأن تترك له الحرية في اختيار موضوعه وإعداده وأدائه بالطريقة التي يرضاها عقله وضميره، وفقاً لما درسه من كتاب ربه وسنّة نبيه.
كما يقدم موقع وزارة "الشؤون الإسلامية" نماذج من الخطب المختارة التي تحض على "الجهاد" بالمال، ليستعين به المجاهدون على شراء الأسلحة، وأن ذلك مقدم على جهاد النفس.
17/5/141013
https://telegram.me/buratha