في العدد الجديد من مجلته الرسمية "دابق" سخّر داعش ثلثَي عدده، والبالغ 63 صفحة، للطعن في الشخصيات والجماعات المتطرفة، وخاصةً المنتمية لـ"السلفية المتطرفة".
لا تزال أدبيات ومواقف الجماعات التكفيرية، لا سيّما داعش، على عمق أزمة التكفير التي فتت منظريه ودفعت بأنصاره للتقاتل فيما بينهم.
في العدد الجديد من مجلته الرسمية "دابق" سخّر داعش ثلثَي عدده، والبالغ 63 صفحة، للطعن في الشخصيات والجماعات المتطرفة، وخاصةً المنتمية لـ"السلفية المتطرفة".
وفي لقاء مع أحد الأشخاص، الذي يُعَرِّف عن نفسه بأنه أحد رفاق أبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة بالعراق، صرّح أن "القاعدة" وعلى رأسها أسامة بن لادن كان رأسًا في الإرجاء، وتابع ان ابن لادن كان مخالفاً لعقيدة أهل السنة والجماعة حتى قيامهم بعمليات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة الأميركية.
وهنا يُشار إلى أن "المرجئة" هم فرقة إسلامية، خالفوا رأي الخوارج وكذلك أهل السنة في مرتكب الكبيرة وغيرها من الأمور العقدية، وقالوا بأن كل من آمن بوحدانية الله لا يمكن الحكم عليه بالكفر لأن "الحكم عليه موكول إلى الله تعالى وحده" يوم القيامة, مهما كانت الذنوب التي اقترفها، وهم يستندون في اعتقادهم إلى الآية : "وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".
وطال هجوم المجلة حركة طالبان وزعيمها الملا محمد عمر؛ فاتهمته بأنه من رؤوس الضلال في أفغانستان، كما اتهمت أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الحالي، بأنه منحرفٌ وضالٌّ أيضاً.
كما طعنت "دابق" بكبار منظري التيار "السلفي الجهادي" أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي، المسؤول عن منبر التوحيد والجهاد، وأبو مصعب الزرقاوي ومحمد النظاري، ووصفت المجلة هؤلاء الأشخاص بأنهم من رؤوس الضلال، ومن المشايخ الجُهَّال الذين يدعون الناس على أبواب جهنم.
وفي تعليقه على العدد الجديد من "دابق" يقول الناشط الإعلامي أحمد القاسم، المقرَّب من جبهة النصرة : "إن تنظيم داعش متلبس بعقيدة الخوارج من قبل صدور هذا العدد، وهذا العدد يستفاد منه بأن تنظيم داعش قد بدأ يُظهر حقيقته للناس على العلن؛ فهم يعتمدون على التقية والكذب والتضليل في الإعلام كما هو معلوم لكل لبيب".
يُذكر أن حالات من التخبُّط سادت مناصري التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ إنهم تفاجؤوا بطعن التنظيم بالقاعدة والظواهري وقاعدة اليمن والملا عمر وطالبان باكستان وطالبان أفغانستان، بل حتى أسامة بن لادن، وحاولوا جاهدين تبرير ما صدر عن المجلة وسط موجة استياء كبيرة من رجالات التنظيمات المطعون فيها.
.................
20/5/150101
https://telegram.me/buratha