"كتائب الخنساء".. اسم تعرفه جيدًا مواطنات سوريا والعراق؛ لم لا وهي المجموعات النسائية التابعة لداعش والمخصصة لتنفيذ عقوبة جلد المرأة أيًّا كان عمرها؟!
عدم الالتزام بالزي الذي حدده تنظيم داعش يتسبب في عقوبة للسوريات والعراقيات؛ فارتداء الكعب العالي أمر مخالف لشريعة داعش.
وإذا حاولت النساء الهرب بعد اعتقالهن فإنهن يعاقبن بـ60 جلدة. وفيما يتعلق بالملابس؛ فإذا لم تكن المرأة ترتدي العباءة المناسبة أو إذا كانت ترتدي حذاء بكعب عال، فإنها تعاقب بـ40 جلدة.
كل ما سبق، رصده تقرير لقناة سكاي نيوز البريطانية، ونقلته قناتها العربية، قدم امرأتين تمكنتا من الفرار من قبضة داعش وتختبئان بشكل غير شرعي في تركيا.
تمكنت زوجتا اثنين من مسلحي داعش، كانتا ضمن "كتائب الخنساء"، من الفرار من مدينة الرقة السورية التي أعلنها تنظيم داعش عاصمة له، وتم تهريبهما إلى تركيا، في وقت سابق من العام الجاري، والاختفاء عن الأنظار.
وقالت المرأتان إنهما تخشيان الآن إمكانية عثور عناصر تنظيم الدولة عليهما، فيما ذكرت (دعاء) -وهو اسم حركي، وتبلغ من العمر 20 عامًا- أنها غادرت سوريا بعد أن فجر زوجها السعودي نفسه في هجوم انتحاري.
وأضافت أنها نشأت على حب زوجها الذي أقنعها أن الحياة في ظل تنظيم الدولة هو الأمر الصائب، مشيرةً إلى أن دورها تلخص في معاقبة النساء اللاتي لا يلتزمن بقوانين العيش في ظل داعش، وأنها عاقبت النساء بالجلد بنفسها.
وعبرت دعاء عن أسفها لما فعلته أثناء وجودها في ظل تنظيم الدولة وكتائب الخنساء بالرقة، موضحةً أن أكثر ما أزعجها هو جلد مسنات "لم تكن ملابسهن مناسبة"، مضيفةً: "لقد كن في سن والدتي.. ما أعنيه هو أن الفتيات بعمري ينبغي أن يعاقبن العقاب المناسب. أما المسنات فلا".
وأوضحت دعاء أن تنظيم داعش أسس "كتائب الخنساء" العام الماضي لضبط النساء اللاتي يعشن في مناطق سيطرته، وأشارت إلى أنه يتم تدريب النساء على السلاح لمدة شهر، وتحصل المرأة العضو في الكتيبة على راتب شهري يقدر بنحو 100 دولار.
وقالت إن العضوات بكتائب الخنساء يقمن بدوريات في شوارع المدينة، ويقمن بدور في نقاط التفتيش بالمدينة، وكذلك عمليات دهم للمنازل.
أما المرأة الثانية الهاربة من داعش فهي "أم أوس" -وهو أيضًا اسم حركي- وتبلغ من العمر 23 عامًا، فتقول إنها التقت العديد من الأجنبيات القادمات من أوروبا واليابان وجميعهن أعضاء في كتائب الخنساء.
وأوضحت أن النساء العربيات هن المنوط بهن القيام بأعمال الشرطة النسائية وإدارة شؤون المدينة. أما غير العربيات فكان يسمح لهن في الغالب بالتوجه إلى خطوط القتال، مشيرةً إلى أنها التقت مقاتلة أجنبية من الجنسية البريطانية تقاتل في صفوف داعش ويطلق عليها اسم "أم بكر".
وقالت "أم أوس" إنها جاءت إلى الرقة "لأنها مدينة إسلامية؛ حيث الدين الحقيقي"، وإن جميع القادمين إلى المدينة جاؤوا لقتال الكفار، وكانت متزوجة بمقاتل أجنبي، وكان زوجها الأول تركيًّا وقياديًّا في داعش، لكنه قتل في إحدى المعارك.
وبعد شهور، دفعها والدها إلى الزواج بمقاتل مصري الجنسية، لكنه تخلى عنها عندما اختلف مع التنظيم وهرب.
واعترفت بأنها لم تحب أيًّا من زوجيها، وقالت: "تزوجتهما لأنه الشيء الوحيد المتاح. وفي الواقع فإنه لم يكن زواجًا بالمعنى الحقيقي.. كنت أقضي معظم وقتي في منزل والدي؛ لأن زوجي لم يكن موجودًا، وكان يتصرف بشكل عادي؛ كان يأتي إلى المنزل يومًا أو يومين، ثم يعود للقتال".
وأضافت أنه خلال عام كامل لم تر زوجها التركي سوى أقل من شهر في المجمل، قبل أن يُقتَل.
ورغم أنهما تمكنتا من الهرب من داعش، فإن "دعاء" و"أم أوس" ليستا حرتين؛ إنهما في تركيا بصورة غير شرعية، ومسلحو داعش يبحثون عنهما.
https://telegram.me/buratha