في سابقة هي الأولى من نوعها، أدان مجلس الأمن الدولي حملة ملاحقة واضطهاد المثليين جنسيًّا التي يشنها تنظيم "داعش" الإرهابي في
العراق وسوريا.
ووصفت مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى مجلس الأمن سامانثا باور الاجتماع الذي عقده المجلس أول أمس الاثنين، بأنه تاريخي باعتباره أول اجتماع يخصص لبحث حقوق المثليين، مضيفة أنه حان الوقت، بعد مرور 70 عامًا على تأسيس الأمم المتحدة، لأن يوضع تحت دائرة الضوء مصير المثليات والمثليين والثنائي الجنس والمتحولين جنسيًّا الذين يخشون على حياتهم في العالم أجمع.
في خطوة جريئة منه عقد فيها مجلس الأمن جلسة مخصصة للبحث في حقوق المثليين جنسياً، فيما تجاهل المذابح التي يرتكبها "داعش" يوميًّا في حق المواطنين العاديين، واستمع خلال الجلسة إلى شهادات عن الفظائع التي يرتكبها تنظيم الدولة في سوريا
والعراق بحق المثليين، وهي جلسة يأتي عقدها في لحظة "تاريخية".
واستمع المجلس إلى شهادات مروعة عن الفظائع التي يرتكبها "داعش" بحق المثليين؛ حيث بدأ صبحي النحاس من مدينة إدلب في شمال غرب سوريا، يروي قائلا: إن المثليين في
الدولة الإسلامية يُلاحقون ويقتلون على الدوام.
وأضاف الشاهد السوري الذي فر إلى الولايات المتحدة أن داعش يعمد إلى رمي المثليين من أعلى مباني شاهقة، أو يضعهم في ساحات عامة؛ حيث يرجمون بالحجارة من قبل جموع غفيرة من الناس، بمن فيهم الأطفال.
فيما روى أحد الشهود العراقيين أمام مجلس الأمن أدلى بها عبر الهاتف أن عناصر التنظيم الإرهابي يطاردون المثليين بطريقة احترافية.. إنهم يلاحقونهم واحدًا واحدًا، مضيفًا: عندما يعتقلون أحدًا يفتشون هاتفه ويتحققون من معارفه وأصدقائه على موقع فيسبوك.
وأوضح عدنان أنه كان ضحية معاملة وحشية تعرض لها على أيدي القوات العراقية قبل أن يسيطر "داعش" على مدينته، وعندما وصل الإرهابيون فر من المدينة خوفًا من أن تسلمه عائلته إلى التنظيم المتطرف، مضيفًا أن الجهاديين يحاولون مطاردة كل الرجال المثليين، وأن الأمر أشبه بحجارة الدومينو، إذا سقط أحدها تسقط البقية.
من جهتها، قالت جسيكا شتيرن مديرة اللجنة الدولية لحقوق المثليين والمثليات جنسيا لأعضاء مجلس الأمن في هذه الجلسة المغلقة: إن تنظيم داعش تبنى إعدام ما لا يقل عن 30 شخصا بتهمة "اللواط".
وأضافت أن داعش بث عبر الإنترنت ما لا يقل عن 7 تسجيلات مصورة لعمليات إعدام نفذها من يوليو 2014 بحق رجال قال إنهم مثليون، قائلة: إن جماعات أخرى حذت حذو "داعش" وانضمت إلى حملة اضطهاد المثليين.
وفي يوليو الماضي أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "داعش" رمى رجلين من أعلى مبنى في مدينة تدمر الأثرية السورية بتهمة أنهما مثليان، قبل أن يعمد جمع من الناس إلى رجمهما بالحجارة.
وعقد الاجتماع بمبادرة الولايات المتحدة وتشيلي، ودعا جميع أعضاء مجلس الأمن للمشاركة فيه، ولكن أنجولا وتشاد لم تلبيا هذه الدعوة، في حين أرسلت كل من الصين
وماليزيا ونيجيريا وروسيا مندوبين عنها إلى الاجتماع، لكن هؤلاء لم يشاركوا في المداولات.
وتوجد من ضمن الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة، أكثر من 75 دولة تجرم قوانينها المثلية الجنسية.
من ناحية أخرى بدأ التنظيم الإرهابي ملاحقة المصابين بمرض الإيدز في صفوفه، وقد أعدم مؤخرًا داعشيًّا إندونيسيًّا مصابًا بالإيدز بعد اتهامه بنقل العدوى لمقاتلين آخرين من خلال التبرع بالدم.
وذكرت وسائل إعلام أن هذا الإندونيسي قد نشر الرعب في صفوف مقاتلي التنظيم في مدينة الشدادي قرب الحسكة بعد انتشار خبر إصابته بالإيدز.
وكشفت تحقيقات أجراها التنظيم أن الإندونيسي كان على علم بإصابته بالإيدز قبل انضمامه إلى "داعش" في
سبتمبر الماضي، وقام بنقل العدوى عبر التبرع بالدم.
ونقلت تقارير إخبارية عن أحد عناصر التنظيم، يحمل لقب أبو قتادة حقيقة الأمر، مؤكدًا وجود إصابتين بمرض الإيدز في صفوف "الجهاديين".
من جانب آخر، تحدثت تقارير إخبارية عن تشخيص مرض الإيدز لدى مهاجرتين أجنبيتين إلى صفوف "داعش" في مدينة الرقة السورية.
الجدير بالذكر المحكمة العليا الأمريكية كانت قد قضت في يونيو الماضي بالسماح بزواج المثليين في كل الولايات البالغ عددها 50 ولاية.
وفي قرار تاريخي اعتبرت أعلى سلطة قضائية أمريكية أن الدستور يطلب من الولايات أن تعترف بزواج بين شخصين مثليي الجنس، وأن تبرم تلك العقود.
وبعد سنتين على قرارها بأن الزواج ليس حكرًا على أزواج من جنسين مختلفين، اعتبرت المحكمة أن الولايات الـ14 التي كانت لا تزال ترفض مثل هذا الزواج يجب أن تبرم عقود الزواج تلك، وأن تعترف أيضًا بها في حال تم الزواج في أماكن أخرى.
ويشار إلى أن تنظيم "داعش" يقوم بين فترة وأخرى بإعدام مواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرته في
العراقوسوريا، سواء بالرصاص أو الشنق أو الرمي من أعلى البنايات في الساحات العامة بتهم مختلفة؛ حيث يزعم أنه ينفذ تلك الأحكام بحسب الشريعة الإسلامية، وامتثالاً لأحكام قضاته الشرعيين في البلدين المجاورين.
ونشر التنظيم فى مارس الماضي ما وصفها بـ"الأحكام القضائية
الصادرة عن "المحكمة الشرعية" التابعة له، والتي تقضي بقتل الشابين، إلى جانب ثالث متهم بـ"سب الله" ويُظهر نص الحكم الصادر في "ولاية نينوى" التي تشكل مدينة الموصل عاصمتها، أن الشابين "فعلا فعل قوم لوط مرات كثيرة بإقرارهما."
وكانت هي المرة الأولى التي نشر فيها التنظيم صورا لعملية قطع رأس مثليين، إذ أن العقوبات السابقة التي كان ينفذها بحقهم في سوريا كانت تشمل رميهم من أبنية مرتفعة ورجمهم بالحجارة.
يشار إلى أن التنظيم ينشر بشكل دوري تغطيات مصورة لما يصفها بعمليات "تطبيق الحدود الشرعية" وتشمل قطع اليد للسارق ورجم المدانين بعلاقات جنسية غير شرعية وعقوبات أخرى تصفها منظمات حقوق الإنسان بالوحشية.