يخشى المسلمون الأمريكيون تشويه صورة دينهم ويشعرون بالقلق من انتشار الخوف من الإسلام بعد اتهام رجل مسلم وزوجته بارتكاب واحد من أكثر حوادث إطلاق النار دموية في الولايات المتحدة.
وانتابت المسلمون الأمريكيون في عموم البلاد مشاعر صدمة وغضب بعد الحادث الذي قالت السلطات إن المتهمين سيد رضوان فاروق (28 عاما) وتشفين ماليك (27 عاما) قد اقتحما خلاله حفلا حضره موظفون من مقاطعة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا يوم الأربعاء وأطلقلا النار فقتلا 14 شخصا وأصابا 21 آخرين.
وقال آدم هشام وعمره 32 عاما في ديربورن وهي إحدى ضواحي ديترويت بولاية ميشيجان وفيها أحد أكبر تجمعات المسلمين في الولايات المتحدة "كنت في صالة التدريبات الرياضية أمس حين وقع حادث إطلاق النار وكانت جميع محطات التلفزيون تعرض اللقطات وكنت أقول 'يا إلهي أتمنى ألا يكون لهم أي أصل شرقي.. ليس فقط من الشرق الأوسط.. أي شيء سيربط ذلك بالإسلام'."
وأضاف "كلنا قلقون.. كلنا خائفون."
وكان هذا هو أكثر حوادث إطلاق النار دموية في الولايات المتحدة منذ مذبحة مدرسة ساندي هوك قبل ثلاث سنوات. وبينما لا يزال الدافع غير واضح مع استمرار التحقيقات بدأت تتكشف تفاصيل عن فاروق وزوجته. ووصف فاروق بأنه من أبناء الجيل الثاني للمهاجرين للمهاجرين وولد في ولاية إيلينوي ونشأ لأبوين باكستانيين. وولدت ماليك في باكستان وعاشت في السعودية حتى تعرفت على فاروق.
وقالت شرطة سان برناردينو إنها عثرت على قنابل وآلاف الطلقات في منزل الزوجين اللذين قتلا في تبادل إطلاق نار مع الشرطة.
وفي ميلووكي بولاية ويسكونسن كان متجر العطاري يعج يوم الخميس بالزبائن الراغبين في شراء منتجات من الشرق الأوسط.
وقال داود داود وهو أمريكي مسلم عمره 25 عاما ويدير المتجر التي تملكه أسرته منذ عشر سنوات "في كل ثقافة وفي كل دين هناك تفاحات سيئة ستفسد بقية التفاح. هذا مع حدث لنا."
وقال حسام عيلوش وهو مدير تنفيذي بمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "مجتمع المسلمين يقف حنبا إلى جانب مع مواطنينا الأمريكيين في نبذ أي فهم مغلوط يراد به تبرير أي تصرفات مريضة للعنف."
وخلال ساعات من وقوع الهجوم نظم المجلس مؤتمرا صحفيا لزعماء المسلمين في لوس أنجليس بحضور شقيق ماليك المشتبه بها لإدانة الاعتداء. وفي السرعة التي تم بها ذلك دليل على عمق القلق في مجتمع لا يزال متأثرا بالفعل من حملة عداء للمسلمين هذا العام وزاد الغضب الشعبي بعد هجمات باريس الشهر الماضي حين قتل 130 شخصا وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنها.
وشعر بعض المسلمين بأنهم المستهدفون الوحيدون في سباق الرئاسة الأمريكية حيث دعا المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب لإنشاء قاعدة بيانات للمسلمين الأمريكيين. وفي الولايات المتحدة نحو 2.8 مليون مسلم.
وقال فيصل خان وهو إمام مسجد في منطقة واشنطن يبلغ من العمر 74 عاما إنه "مرعوب" بعد حادث سان برناردينو. وقال "للأسف الناس لا يفهمون أننا مسلمون ونريد بشكل أساسي الترويج لما هو صالح وعادل للإنسانية جمعاء."
وقالت سارة نبهان (20 عاما) التي تدرس علوم الأحياء في جامعة هيوستون وهي من مواليد الأردن وجاءت لولاية تكساس وعمرها عامان "أفعال شخصين لا تمثل تصرفات السكان جميعا."