قبل أيام، طفت للسطح مرة أخرى مقتطفات من حديث دار بين بندر بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الاستخبارات السعودي الأسبق، ونظيره البريطاني، ريجارد لوفهارت، أواخر التسعينيات، جاء فيه تهديد الأمير بندر للشيعة بمستقبل شديد القسوة، وقوله إن “أكثر من مليار سنّي ضاقوا ذرعاً بهم.”
ويصر رئيس الاستخبارات البريطاني الأسبق على تذكره لجملة نظيره السعودية بحذافيرها، بالرغم من عدم تذكره تاريخ لقائهما ومكانه بنفس الدقة. يذكر أن تفاصيل اللقاء نشرت في تقرير لصحيفة الإندبندنت البريطانية أواسط عام 2014، لكنها عادت وانتشرت على وسائل التواصل الإجتماعي في الأيام القليلة الماضية في تقرير لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية.
وفي تصريح قل مثيله على ألسنة مسؤولين ودبلوماسيين غربيين، طالب نائب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، زيغمار غابرييل، السعودية بالكف عن تمويل المساجد ذات التوجه الوهابي حول العالم.
وأضاف زيغمار في مقابلة نشرتها صحيفة بيلد أم سونتاغ الألمانية يوم الأحد 6 كانون الأول/ديسمبر أن “مساجد وهابية حول العالم تتلقى تمويلاً مصدره السعودية،” وأن “الكثير من الإسلاميين الذين تعتبرهم ألمانيا خطرين يأتون من هذه المجتمعات.”
وشدد نائب المستشارة، الذي يشغل منصب وزير الشؤون الاقتصادية والطاقة، على أهمية عدم إقصاء السعودية نظراً للدور المهم الذي تلعبه في مساعي إنهاء الحرب في سوريا، مضيفاً أن “زمن غض الطرف قد ولّى.”
واستطرد زيغمار قائلاً: “سنمنع أي مساعدة سعودية في بناء وتمويل مساجد في ألمانيا حيث ستنتشر أفكار وهابية.” كما ربط نائب المستشارة كيفية توفير المذهب الوهابي “إيديولوجية متكاملة لـ(داعش)” و” جرّ المسلمين المعتدلين إلى التطرف، وهذا شيء نحن في غنىً عنه ولا نريده في ألمانيا.”
وتأتي هذه التصريحات الخالية من المجاملة بعد أيام من نشر تقرير لاذع لجهاز الاستخبارات الخارجي الألماني حمل استياءً من كون السياسة الخارجية السعودية تتزايد “اندفاعاً” بشكل يربك جهود السلام في المنطقة، كما ورد في التقرير.