اعتبر جوليان أسانج مؤسس "ويكيليكس” أن ما يسمى بـ”داعش” سوف يصبح من الماضي في غضون ستة أشهر، وأن السؤال يكمن في مصير الزمر الإرهابية الناشطة إلى جانبه وقال في حديث خلال مؤتمر دولي بموسكو حول دور الإعلام إنني "على يقين تام بأن الدول التي تكافح هذا التنظيم ستفلح في القضاء عليه خلال نصف عام ، و بأن داعش سوف يفقد قواه وسيضمحل ليتحول إلى عصابة سرية تنشط في الخفاء”.
وأعرب اسانج عن "قلقه حیال المرحلة التی ستعقب زوال هذا التنظیم” وأضاف أنه "سوف یتم القضاء على داعش کقوة لها شأنها ، فی حین یتبادر السؤال، إلى أین سیتوجه عناصر الزمر الإرهابیة الناشطة بشکل مواز لهذا التنظیم، واستبعد أن یلقی هؤلاء سلاحهم ویتوجوا إلى منازلهم، حیث أن الدول التی تقاتل "داعش” فی الوقت الراهن "لها مصالحها القومیة” وقد تستخدمهم فی تحقیق غایاته” .
وعلى صعید العولمة وأثرها ، اشار إلى أن "التطور المستمر الذی تشهده تکنولوجیا المعلوماتیة فی العالم أفرز فی الآونة الأخیرة تحدیات جدیدة یواجهها العالم وتابع یقول: "العولمة صارت تحظى بدور أکثر أهمیة، ودورة الاتصال فی ظل ذلک صارت أقصر” .
وأضاف أنه "مع ظهور السلاح النووی فی القرن الماضی، استقرت موازین القوى فی العالم، فی حین أن تکنولوجیا المعلوماتیة الجدیدة والعولمة أخذت تبدل موازین القوى وتتبدل المنظومة الفکریة بشکل عام”.
ولفت النظر إلى أن "الإنترنیت قد دخل فی وقتنا هذا جمیع مفاصل الحیاة، وصار یشمل تقریبا سائر الشرائح الاجتماعیة”، مشیرا إلى أن "الإنسانیة فی ظل ذلک تسیر فی اتجاه واحد من غیر المعروف إلى أین سیصل بها”.
وبشأن حادث إسقاط أنقرة القاذفة الروسیة "سو-24” فوق سوریا مؤخرا، ذکر أسانج أن "أنقرة کانت قد حذرت قبل ذلک موسکو من رد قوی فی حال انتهکت طائرات الأخیرة الأجواء الترکیة”.
وقال "لدینا معلومات إضافیة بهذا الصدد، تشیر إلى أن الحادث کان مدبرا لیقع عشیة الانتخابات البرلمانیة الترکیة فی الـ1 من نوفمبر/ تشرین الثانی الماضی، والتی خلصت بفوز حزب أردوغان. لقد تم تبنی قرار إسقاط أی طائرة حربیة روسیة حتى ولو اخترقت الأجواء الترکیة لثانیة واحدة، وذلک خدمة للفوز فی الانتخابات، لیبقى القرار ساری المفعول بعد الانتخابات”.
واعتبر أن هذا الحادث أظهر تقصیر الاستخبارات الروسیة نظرا لأن الأتراک کانوا قد بعثوا قبل ذلک بإشارات متکررة بهذا الشأن، وأکد أن ترکیا وحسب التحلیلات المتوفرة لدیه سوف تستمر فی الدفاع المستمیت عن مصالحها شمال سوریا. وأوضح أن "هذا النزاع قد جر الکثیر من الأطراف إلیه، مما یستثنی احتمال تسویته بنجاح”.
أما المعلومات الشخصیة والخصوصیة، فقد خسرت النزال حسب أسانج أمام ثورة الإنترنیت والمعلوماتیة، خاصة وأن کلفة التتبع الإلکترونی صارت أرخص من أی وقت مضى.
وقال: "لقد فقدنا نتیجة لذلک القدرة على حمایة حریاتنا الشخصیة، وجمیع الدول بلا استثناء بین کبرى وصغیرة صارت تستخدم التتبع الشامل” خدمة لمصالحها.
وأعاد إلى الأذهان أن الولایات المتحدة وحلفاءها قد أمعنت بالتجسس الشامل على وسائل الاتصال العالمیة، إلى درجة أن الخبراء والإرهابیین وحدهم من یقدر على تجنب هذا التتبع.
وأضاف أنه لم یعد الإنسان العادی یتمتع بما کان یسمى بحصانة الحیاة الشخصیة، فیما یتحدث الجمیع باستمرار حول کیفیة عمل التشریعات، إذ أصبحت الخصوصیات الشخصیة متاحة للآخرین نتیجة لهذا التطور التکنولوجی وسوء استخدامه فی بعض الحالات.
https://telegram.me/buratha