محمد أبو شادي
في زهو يقف وسط جنوده بعد أن ارتدو زى الخلافة العثمانية، يعقد حاجبيه مدعيا أنه خليفة المسلمين، وراعي الخلافة الإسلامية، رغم أن دولته ينص دستورها على علمانيتها إلا أنه رفع صور كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية، ووضع صور للخليفة العثماني، فهل مجتمع أرض الخلافة متدين بطبعه، أم أن الدولة قننت ما يحرمه الشرع، ويرفضه النقل والعقل الإسلامي.
تضم تركيا حوالي 15 ألف بيت دعارة مرخص، فضلا عن البيوت غير المرخصة، حيث يكثر الطلب على النساء بين أعمار 18 و25 عاما، ويصل سن التقاعد في مهنة الدعارة بتركيا 60 عاما.
ووفقا لآخر أرقام معلنة، فإن تجارة الجنس تدر على تركيا 4 مليارات دولار سنويا، حيث تحتل المرتبة العاشرة حول العالم في هذه التجارة.
و تنتشر بالمدن التركية، نوادي التعري، أو نوادي الجنس، وتخضع أيضا لقوانين حكومية، حيث لابد من حصولها على تصاريح، وشهادات صحية، ولابد ألا يقل سن العاملين بها عن 18 عاما.
في تقرير لبعض المنظمات غير الحكومية التركية، فإن دولة الخليفة رجب طيب أردوغان، تحوي أكثر من 100 ألف عاهرة يعملن بصناعة الجنس المقننة بالجمهورية وفق، قانون رقم 5237 بالمادة 227، و الذي يبيح مزاولة مهنة الدعارة وفتح بيوت للجنس.
ووفق دراسة أعدتها المنظمة الدولية لمكافحة العبودية، تعتبر تركيا أكثر البلاد الأوربية تصنيعا لمهنة الدعارة، وقدرت هذه المنظمة أن عدد النساء المحتجزات في المجمعات «البغائية» الواسعة التي تسمى "جنليف" في تركيا.
وقالت المنظمة إن تنامي تهريب النساء والأطفال لغايات بغائية من البلدان «الاشتراكية» السابقة، إلى تركيا، تزايد بشكل رهيب في السنوات العشر الأخيرة.
وحسب "أرزو كليرسيوغلو" أحد الباحثين بالمنظمة تعتبر تركيا إحدى الوجهات الأكثر شعبية لتهريب النساء والأطفال من روسيا وأوكرانيا لغايات جنسية.
وأشار التقرير إلى أن نصف العاملين بصناعة الهوي، في تركيا تقريبا من الأطفال، هذا العدد من الأطفال، وهو الأمر الذي أثار ضجة وجدلًا داخل تركيا.
وحددت منظمة "دير سفكات" المدنية المتخصصة في مساعدة الشرائح المهمشة في المجتمع التركي أعداد العاملين بالجنس بما يقرب من 300 ألف عاهرة من اللاتي تعملن في بيوت الدعارة يتمركزن في 55 محافظة من أصل 81 محافظة تركية.
وأشار التقرير إلى أن تركيا تضم أكثر من 15 ألف بيت دعارة مرخص بشكل رسمي لمزاولة الجنس، وتعرض السيدات في هذه الدور في "فاترينات" على وجهات هذه البيوت، ويختار منهن من يرغب في ممارسة الجنس.
لكن الجالنب الأكثر إلاما في تجارة الجنس بتركيا، هو أن عدد النساء المشتغلات بالجنس في شوارع تركيا في ازدياد مطرد، لاسيما أن نصفهن من الأطفال.
وذكر التقرير أن العديد من الفتيات القاصرات من الأسر الفقيرة في المحافظات الشرقية والجنوبية الشرقية يقعون ضحايا لمافيا الدعارة.
وأضاف التقرير أن الأطفال المعرضين للخطر والذين كانوا ضحية لسوء معاملة الأسرة، بالإضافة إلى الأيتام والمعاقين ذهنيًا الذين يصبحون في كثير من الأحيان ضحية لعصابات الجريمة المنظمة، وبالتالي ينخرطون في طريق الإنحراف وربما لا يعودون مرة ثانية.
تقول الكاتبة المكسيكية ليديا كاتشو، في كتابها، «تهريب النساء» إن المنظمة الدولية للهجرة رصدت أن 50 % من المهاجرات اللواتي يذهبن إلى تركيا ينتهي بهن المطاف في العمل في الدعارة.
ويوضح مختار كوكار، طبيب ورئيس منظمة «هيومن ريسورس ديفلوبمنت فاوندايشن»، أن أغلب الفتيات القادمات من مولدافيا وروسيا وبلدان أخرى مجاورة، يجبرن على ممارسة الدعارة في بلدانهن الأصلية، قبل أن يصلن إلى تركيا أملا في العثور على عمل بأجرة أكبر حسب ما وعدن به، لكنهن يجدن أنفسهن بدون عمل ولا مورد رزق، فيتجهن إلى ممارسة الدعارة، مستغلات سلاحهن الوحيد، المتمثل في انجذاب الأتراك إلى ذوات البشرة البيضاء والشعر الأشقر، بالإضافة إلى عدم وجود منافسة كبيرة من التركيات، اللواتي تحول غالبا تربيتهن المحافظة دون بيعهن أجسادهن، كما أن القانون التركي الجاري به العمل منذ 1930 يمنع على المشتغلات بالدعارة الزواج والإنجاب.
https://telegram.me/buratha