في أول اختبار رئيسي، حاول حزب «البديل من أجل ألمانيا» (AfD) اليميني تطبيق برنامجه المعادي لأسلمة ألمانيا، وذلك بمعارضته خطط بناء أول مسجد في ولاية تورينغن في شرق ألمانيا.
وذكرت صحيفة «تورينغر ألغماينه» الألمانية أنه كان من المقرر بناء المسجد من قبل الجماعة "الأحمدية" المسلمة في مدينة إيرفورت التاريخية، عاصمة تورينغن، التي كانت سابقاً جزءا من ألمانيا الشرقية الاشتراكية.
غير أن زعيم حزب الـAfD في ولاية تورينغن بيورن هوكي قال خلال تظاهرة احتجاجية لمناصري الحزب إن هذا المشروع هو "جزء من مشروع بعيد المدى للاستيلاء على الأراضي" من قبل المسلمين، رافعاً شعار "أرضنا، ثقافتنا، قرارنا".
أضاف هوكي أن حزبه سيعرض مشروع قرار، يتضمن حزمة من الإجراءات أمام برلمان الولاية لمنع بناء المساجد في المستقبل من دون استفتاء شعبي. لكن، من غير المرجح أن يمر هذا المشروع. فحزب الـAfD لا يملك سوى 8 نواب في ولاية تورينغن، وسيكون من الصعب كسب تأييد الأحزاب الأخرى لفرض الحظر.
بيد أنه ليس من الواضح ما إذا كان هوكي يحظى بدعم بقية قيادات الحزب، لكنه يأمل أن يحصل على دعم شعبي كاف لجعل مشروع بناء المسجد في إيرفورت قضية رأي عام.
ووفقا لصفحة الـAfD في الفيسبوك، رفع المتظاهرون شعارات شعبوية، بما فيها انتقاد سياسة المستشارة أنغيلا ميركل إزاء اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
وفي نيسان/مايو الماضي، اعتمد حزب الـAfD برنامجه الجديد الذي يتضمن قسما كاملا بعنوان "الإسلام ليس جزءا من ألمانيا". من بين أمور أخرى، يسعى حزب البديل لحظر بناء المساجد وارتداء النساء للنقاب في الأماكن العامة.
وبحسب الكاتبة ناوومي كونراد من موقع «دوتشه فيليه» الألماني، فإن المسجد المقرر بناؤه يقع في منطقة صناعية بمدينة إيرفورت، وهو مجاور لبنايات مطافئ إيرفورت ووكالة الإغاثة الفنية الألمانية والجمعية الألمانية لمراقبة السيارات "ديكرا". الكاتبة أشارت إلى وجود 70 مسلماً على الأقل في تلك المنطقة غير السكنية.
ولا يرفض حزب الـAfD أن يقوم المسلمون بأداء صلواتهم، ولكنه يريد أن يكون ذلك داخل وحدات سكنية أو بنايات مخصصة عادة للإدارات والمكاتب فقط. بيد أن هذه الأماكن، كما يقول ممثلو الأقليات المسلمة، تكون دائما مكتظة.
في المقابل، أكد المتحدث باسم الجماعة الأحمدية المسلمة محمد سليمان مالك أن "هناك مطلبا اجتماعيا لبناء المسجد كمكان للقاءات الثقافية والحوار." مضيفاً أنه "في الوقت الحالي، لا يوجد مسجد في تورينغن، وينبغي تغيير هذا الواقع". مشيراً إلى أن المسلمين في هذه المنطقة يستخدمون شققا خاصة أو أماكن أخرى للصلاة.
إلى جانب ذلك، أعرب ممثلو اثنتين من الكنائس الرئيسية في إيرفورت عن دعمهما لمشروع بناء المسجد، حيث قال وينفريد فينريش، رئيس مكتب الكنيسة الكاثوليكية في عاصمة الولاية لوكالة الأنباء الكاثوليكية، إن موقف حزب الـAfD "غير مفهوم تماما"؛ مؤكداً أن الدستور الألماني يضمن الحق في ممارسة الشعائر الدينية، وهو يشمل الجماعة الأحمدية، التي لها الحق أيضا في "العثور على أماكن مناسبة للقاء والصلاة."
وبالمثل، قالت إيلزه يونكرمان، أسقف الكنيسة البروتستانتية في وسط ألمانيا، إن "كل من يشكك بالحرية الدينية يجب أن يفكر عما إذا كان لا يزال يحترم الأسس الراسخة للدستور".
ومن الجدير بالذكر، أن مشروع البناء هذا هو الأول من نوعه في ولاية تورينغن – وباستثناء برلين – فهو الثالث بعد مدينتي لايبتسيغ وكيمنيتس في الولايات الألمانية الجديدة التي كانت تابعة لألمانيا الشرقية سابقا قبل توحيد شطري ألمانيا عام 1990.
https://telegram.me/buratha