كشفت صحيفة “إندبندنت” البريطانية عن أن تنظيم داعش يقوم بتدريب الجيل القادم ممن يطلق عليه “الجهاديين” على الإرهاب.
وجاء في التقرير، الذي أعدته ليزي ديردن، أن أبناء المقاتلين الأجانب، الذين يعيشون في مناطق تنظيم داعش في العراق وسوريا، يتلقون تدريبات ليصبحوا الجيل المقبل من الإرهابيين الذين يستهدفون أوروبا.
وتشير الكاتبة إلى تصريحات مسؤولي الأمن في القارة الأوروبية، الذين قالوا إن التنظيم يقوم بالإعلانعن استخدام الأطفال بصفتهم مقاتلين وانتحاريين، وكذلك فإنه يظهرهم في دعايته، بما في ذلك طفل لا يتجاوز عمره الأربعة أعوام، الذي ظهر في فيديو بشع فيه تنفيذ عمليات إعدام.
وتذكر الصحيفة أن هناك مخاوف من إجبار أعداد كبيرة من الأطفال على الانضمام إلى صفوف التنظيم، أو زيادة عددهم؛ بسبب الزيجات المستمرة في مناطق التنظيم.
ويلفت التقرير، إلى تقرير عن الإرهاب أصدره الاتحاد الأوروبي، الذي جاء فيه أن الأطفال الذين ينشؤون في ظل حكم التنظيم الإرهابي هم مصدر قلق خاص، حيث يقول التقرير: “عادة ما يُظهر تنظيم الدولة في دعايته الأطفال وهم يتدربون، وتحضيرهم ليصبحوا جيل المستقبل من الجهاديين، وهو ما يشكل تهديدا إرهابيا للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.
ويضيف تقرير الاتحاد: “سيعمل العائدون من مناطق التنظيم على زيادة التهديد الإرهابي على الاتحاد الأوروبي، من خلال تسهيل العمليات والتمويل والتجنيد والتشدد، وقد يشكلون نموذجا يحتذى به للجيل المقبل من الجهاديين”، مشيرا إلى أن هناك ما يقرب من 50 طفلا من بريطانيا يعيشون في ظل “الخلافة”، وهناك 31 ألف امرأة حامل، بحسب تحقيق قام به مركز بريطاني.
ويذكر التقرير أن تنظيم داعش نشر عددا من الأشرطة التي استخدم فيها الأطفال للدعاية والتدريب في دعايته الوحشية، وكشفت أشرطة الدعاية من معسكر “أشبال الخلافة” قرب الرقة عن أطفال يتدربون، وظهر الأطفال في دورات تدريبية ومعارك كاراتيه ودفاع عن النفس في أشرطة أخرى، لافتا إلى أن العائلات التي فرّ أبناؤها إلى تنظيم داعش، تقول إنهم تعرضوا لغسيل دماغ في مدارس التنظيم وأمر بعضهم بالقيام بعمليات انتحارية.
وتبين ديردن أنه في الوقت الذي يتم فيه تعليم الأطفال أساليب القتال، والدفاع عن النفس، فإن البنات يتلقين دروسا حول الطبخ وكيفية إدارة البيت، والتهيئة للزواج، حيث يقول تقرير الشرطة الأوروبية “يوروبول” إن البنات لا يسمح لهن بالقتال بعد، لكن يتم إعدادهن من أجل تربية الأطفال بناء على عقيدة التنظيم ، ويتم تشجيعهن على قبول وفاة أزواجهن أو أبنائهن، الذين هم على استعداد للمشاركة في المعارك والهجمات الإرهابية منذ سن مبكرة، لافتة إلى أنه يعتقد أن عدد الأطفال الذين ولدوا لمقاتلين أجانب في زيادة مستمرة.
ويقول تقرير “يوروبول” إن نسبة 40% من القادمين إلى أرض “الخلافة” هي من الفتيات، اللواتي لا يستطعن الفرار مثل الرجال، وعادة ما يتزوجن مرة أخرى عندما يقتل أزواجهن لإنجاب أطفال من جديد.
وتورد الصحيفة أن تقريرا أعده مركز مكافحة الإرهاب أشار إلى أن 89 طفلا قتلوا العام الماضي وهم يقاتلون من أجل “الخلافة”، واستخدم عدد منهم لقيادة سيارات محشوة بالمتفجرات.
https://telegram.me/buratha