يعتبر الخبراء ان تعيين تنظيم الدولة الاسلامية على رأس جماعة بوكو حرام رجلا غير معروف عموما بدلا من ابوبكر الشكوي ليس صدفة، بل امر محتوم لا سيما وان ابو مصعب البرناوي الذي لا يتجاوز ال22 عاما ليس سوى نجل مؤسس هذه الجماعة الجهادية النيجيرية.
كتب فولان نصرالله الاخصائي النيجيري في النزاع على موقع تويتر ان البرناوي واسمه الحقيقي حبيب يوسف "هو الابن البكر بين الابناء الاحياء لمحمد يوسف مؤسس جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد" الاسم الحقيقي لبوكو حرام.
واكد رابط الرحم العديد من الخبراء خصوصا المدون النيجيري احمد سلكيدا المعروف بمعلوماته المهمة عن الجماعة الاسلامية.
كتب سلكيدا "ابو مصعب البرناوي هو نجل محمد يوسف المتوفي" مشيرا الى ان اسم الاسرة يشير الى منطقته، اي ولاية بورنو بشمال شرق نيجيريا.
البرناوي يعني "الرجل المتحدر من بورنو" بلغة الكانوري (نسبة الى قبيلة الكانوري المنتشرة في اربع دول هي نيجيريا، السودان، تشاد والكاميرون) وتنتمي الى اللغات النيلية الصحراوية.
والشكوي نفسه هو الذي اختار هذا الاسم الحركي للشاب حبيب يوسف بعد مقتل والده بيد الشرطة النيجيرية في العام 2009.
وعند بلوغه الخامسة عشرة من العمر اصبح اسمه ابو مصعب البرناوي ودخل معترك "الجهاد".
وكتب فولان نصرالله على تويتر "ابو مصعب كان بمثابة اخ او ابن للشكوي، وذراعه اليمنى".
ولم يجد الفتى على الارجح سندا اكثر بطشا. فبوكو حرام التي كانت حتى ذلك الحين جماعة اسلامية متشددة اكثر منها حركة جهادية، اتخذت منحى دمويا في ظل قيادة الشكوي.
في تلك الاونة امتدت سطوة شبكة القاعدة الى القارة الافريقية، وحملت جماعة بوكو حرام السلاح وارسلت مقاتلين ليتدربوا في الصومال او منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى.
ومنذ العام 2009 تشير التقديرات الى ان المجموعة المسلحة تسبب بسقوط اكثر من 20 الف قتيل اضافة الى 2,6 مليون نازح كما خطفت عشرات الاف الاشخاص.
- "نزعات استبدادية" -
يعود اول ظهور للبرناوي الى كانون الثاني/يناير 2015 عندما كان في الحادية والعشرين وذلك في شريط فيديو دعائي لتبني احدى اكبر المجازر بحق المدنيين في باغا بشمال شرق نيجيريا.
ورأى الخبراء ان طلاقة لسانه جعلت منه "المتحدث" باسم الجماعة.
لكن التوترات الاولى بدأت بالظهور داخل بوكو حرام. ولم يكف الشكوي عن التكرار بان البرناوي ليس المتحدث الرسمي باسم الجماعة، ما اعتبر مؤشرا الى الصعود الوشيك للشاب.
وافادت مصادر مقربة من الحركة ان البرناوي ابتعد عن مرشده عندما قرر الشكوي مبايعة تنظيم الدولة الاسلامية اعتبارا من العام 2015 واقترب من شخص اخر بارز في الجماعة هو مامان نور الذي كان صديقا مقربا من والده المتوفي.
ويجند نور والبرناوي معا مقاتلين خارج غابة سامبيسا معقلهما ويوزعان مقاتليهما حول بحيرة تشاد وفي المنطقة الشمالية لنيجريا قرب الساحل.
واوضح عمر س. محمود الباحث في معهد الدراسات الامنية "ان احدى اكبر نقاط التوتر بين المجموعتين هي تحديد من هو مسلم ومن يجب ان يكون هدف اعمال العنف".
وتابع الاخصائي في شؤون الامن الافريقي "بالنسبة للشكوي فان كل شخص (مسلم ام لا) يوافق على العيش تحت سيطرة دولة غير اسلامية يستحق القتل. والاشخاص النازحون الذين يهربون من بوكو حرام يدخلون في هذه الخانة".
ومن خلال الرسائل الصوتية يندد "المنشقان" ب"النزعات الاستبدادية" لدى الشكوي، ويتهمانه بقتل قادة وبعدم ادانة عمليات النهب الجماعية.
وهي انتقادات تلقى صداها حتى في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية. وقال رومان كاييه الباحث في معهد الشرق الاوسط الفرنسي "ان الشكوي لا يحظى بالاجماع".
فالقطيعة حصلت مطلع اب/اغسطس عندما قدم التنظيم الام البرناوي في نشرته الرسمية على انه "الوالي الجديد" لبوكو حرام. لكن الكيانين يلتقيان في نهاية المطاف حول الطموحات "العالمية" للجهاد. ويؤكد البرناوي انه يريد تركيز هجماته على "الصليبيين المسيحيين" في افريقيا.
وافادت مصادر مقربة من الجماعة ان نور رفض اقتراح تنظيم الدولة الاسلامية تولي موقع قيادي "لاسباب استراتيجية" مفضلا العمل كمستشار في الظل.
واعلن الجيش الثلاثاء انه اصاب الشكوي "اصابة قاتلة" كذلك 300 من مقاتليه في غارة جوية على معقله في غابة سامبيسا، لكن لم يتسن الحصول على تأكيد للمعلومات .
وليست هي المرة الاولى التي تعلن فيها وفاة الشكوي. لكن في اطار الصراع الداخلي فان اي وهن يصيب المجموعة "المقربة من الشكوي" من شأنه ان يفتح الطريق امام خصومه.
https://telegram.me/buratha