ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن جماعات "جهادية" موالية لتنظيم "داعش" اشادت بقرار حظر السفر الذي فرضه الرئيس الامريكي دونالد ترامب وعدته انتصاراً لها، كما وصفته بـ"الحظر المبارك".
وقالت الصحيفة، إن "الجماعات الجهادية تحتفي منذ، الأحد ( 29 يناير/كانون الثاني)، بحظر السفر الذي فرضته إدارة ترامب على مواطني 7 دول ذات أغلبية مسلمة، مشيرين إلى أن السياسة الجديدة للإدارة الأميركية تُثبت صحة ادعائهم بأن الولايات المتحدة في حالة حرب ضد الإسلام".
وأضافت الصحيفة أن "بعض التعليقات المنشورة على حسابات الشبكات الاجتماعية الموالية لتنظيم داعش توقعت أن الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب سيَحُث المسلمين الأميركيين على تأييد المتطرفين".
وأشادت إحدى المشاركات بالرئيس الأميركي ووصفته بأنه "أفضل داعية للإسلام"، في حين توقعت بعض المشاركات الأخرى أن ترامب سيشنّ قريباً حرباً جديدة في الشرق الأوسط، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، التي نقلت عن أحد المنشورات في قناة موالية لتنظيم داعش على تطبيق الرسائل الفورية "تلغرام"، القول إنَّ "زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي لديه الحق في الخروج وإبلاغ ترامب بأن منع المسلمين من دخول أميركا هو "حظرٌ مبارك".
ووفقا للصحيفة فقد قارن الكاتب الأمر التنفيذي لترامب بقرار الغزو الأميركي للعراق عام 2003، الذي وصفه زعماء الجماعات المتشددة في ذلك الوقت بأنه "غزوٌ مبارك" أشعل حمية الروح المناهضة للغرب في العالم الإسلامي.
وأشارت عدة منشورات إلى أن ترامب بهذا القرار كان يُحقق توقعات أنور العولقي، زعيم تنظيم القاعدة أميركي المنشأ الداعية الذي قال جملته الشهيرة إنّ "الغرب سيتحول في نهاية المطاف ضد مواطنيه المسلمين".
وقُتِل العولقي في غارة أميركية شنتها طائرات أميركية بدون طيار في اليمن عام 2011.
وجاء في منشور آخر نُشر تحت لافتة تحمل صورة العولقي ومقولته: "عندما يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "لا نريدهم هنا" ويحظر المهاجرين المسلمين الوافدين من الدول الإسلامية، يخطر شيء واحد بأذهاننا".
وذكرت رسالة أخرى على قناة "Abu Magrebi" على تلغرام أن تصرفات ترامب "كشفت بوضوح الحقيقة والواقع الفظّ وراء كراهية الحكومة الأميركية تجاه المسلمين".
ويتحدث قادة تنظيم داعش كثيراً عن نيتهم في دقّ إسفين بين الحكومات الغربية ومواطنيها وكذلك قاطنيها من المسلمين، ورحّبوا بالمساعدة الخارجية لتحقيق هذا الهدف سواء كانت مساعدة مقصودة أو غير مقصودة.
وكان التنظيم قد ذكر في مقال عام 2015 في مجلة تنظيم داعش الناطقة بالإنكليزية "دابق" أن دوافع التنظيم لشن هجمات إرهابية في أوروبا هي إثارة رد فعل عنيف ضد المسلمين، الأمر الذي من شأنه أن يجبر المسلمين المترددين على الانضمام لصفوفهم.
وقالت ريتا كاتز، مؤسسة مجموعة سايت للاستخبارات، وهي منظمة خاصة ترصد المواقع الإلكترونية للجماعات التكفيرية: "سيحتج الجهاديون بشدة بأن أوباما وبوش وغيرهما كانت لديهم أجندات معادية للإسلام ويحملون الكراهية لهذا الدين، وليس للإرهابيين المتطرفين فقط. إلا أن ترامب يجعل هذه الحجة أسهل كثيراً لهم في ترويجها لأتباعهم".
وجاءت ردة الفعل على الحظر من المتعاطفين مع تنظيم داعش في الوقت الذي عبّر فيه أيضاً مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون عن قلقهم من أن فرض الحظر المؤقت من شأنه أن يُقوّض الجهود العالمية لمكافحة الجماعات الإسلامية المتطرفة.
وقال السيناتور الجمهوري جون ماكين، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، إنه يشعر بالقلق إزاء تأثير الحظر على قوات الدول الإسلامية المشاركة بجانب الأميركيين في الحرب ضد تنظيم داعش بالعراق وسوريا.
وأكد ماكين لبرنامج Face the Nation على قناة "سي بي إس" الأميركية، إن "تأثير (الحظر) من المرجح أن يمنح تنظيم داعش المزيد من الدعاية في بعض المناطق".
روبرت ريتشر، الذي عمل بوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لمدة 35 عاماً، الرئيس السابق لقسم الشرق الأدنى بالوكالة، قال إنّ الحظر كان "خطأً استراتيجياً" من شأنه تقويض الجهود المستقبلية لتجنيد الجواسيس وجمع معلومات حيوية عن الإرهابيين وخططهم. وتساءل: كيف يمكن لضباط وكالة الاستخبارات إقناع المواطنين العراقيين والسوريين بالمخاطرة بحياتهم لمساعدة الولايات المتحدة؟
وأضاف ريتشر الذي تولى منصب نائب رئيس إدارة العمليات بالوكالة في عهد إدارة جورج دبليو بوش: "مثّل هذا (القرار) انتصاراً للجماعات الجهادية وغيرها من القوات المناهضة للولايات المتحدة، إذ يُغذِي الاعتقاد السائد بأنّ الأميركيين معادون للإسلام. وبخلاف ذلك، لا يُحقِق هذا القرار أي جدوى، لأن الأشخاص الذين نحن أكثر قلقاً بشأنهم لا يزال بإمكانهم الدخول إلى الولايات المتحدة".
https://telegram.me/buratha