أفاد ناشطون وحقوقيون إماراتيون بوفاة المعتقلة الإماراتية علياء عبد النور، بعد صراع مع مرض السرطان داخل سجن الوثبة في أبو ظبي.
واتهم النشطاء السلطات الإماراتية بالإهمال في علاجها، بعد رفض تلك السلطات إطلاق سراحها لتلقي العلاج.
وذكرت تقارير حقوقية أن المعتقلة علياء عبد النور كانت تعاني أوراما سرطانية، وتليفا في الكبد.
وكان ناشطون وحقوقيون طالبوا السلطات الإماراتية التي أطلقت على عام 2019 وصف "عام التسامح"، بالإفراج عن علياء فورا، نظرا لتردي حالتها الصحية بشكل لافت.
وكانت عبد النور قد كشفت في مكالمة هاتفية مع أسرتها عن الانتهاكات التي تتعرض لها في مقر احتجازها بأبو ظبي.
يشار إلى أن علياء نقلت إلى مستشفى "توام" بمدينة العين الإماراتية في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، من دون إخطار عائلتها، أو توضيح سبب نقلها.
ولم تهتدِ عائلتها إلى مكان وجودها إلا بعد إلحاح، لتنجح في زيارتها في 21 من الشهر نفسه.
وتعرضت علياء للاعتقال بتاريخ 29 يوليو/تموز 2015، ثم الإخفاء القسري في مكان مجهول لمدة أربعة أشهر دون السماح لها بالتواصل مع أسرتها، ودون الإفصاح عن أي معلومة تخص مصيرها لأي جهة، ثم عرضت فيما بعد على الجهات القضائية، وحوكمت بتهمة تمويل الإرهاب والتعامل مع إرهابيين خارج البلاد، قبل أن يحكم عليها بالسجن عشر سنوات.
وبدأت مأساتها ذات صباح في منزل أسرتها بإمارة عجمان حين اقتحمت وحدة أمنية المنزل واعتقلتها بعد ضربها وركلها وتكبيلها ومنعها من ارتداء حجابها، وغادرت بيت الوالد رفقة سرية أمنية مدججة بالسلاح والكلاب البوليسية، وفق مصادر حقوقية.
وطوال الأشهر الأربعة الأولى من الاعتقال، عاشت علياء رهينة إخفاء قسري في زنزانة انفرادية دون فراش أو غطاء سوى الضوء القوي للمصباح المركز على جسدها، ضمن مسار تعذيب كانت تلك أبسط أشكاله، يضاف إليه المنع من زيارة الأسرة لها أو معرفة مكان اعتقالها أصلا، ضمن حالة من "التسامح" على الطريقة الإماراتية.
واستمر التعذيب والإخفاء دون محاكمة ثمانية أشهر أخرى، تعرضت فيها علياء -وفق أسرتها- لصنوف من التعذيب، شمل تقييد الأطراف إضافة إلى إجبارها على الوقوف ساعات طويلة.
كما تعرضت -وفق مصادر أسرتها التي نقلها حقوقيون غربيون أيضا- لتحقيق في ملابس التعذيب، حيث عذبت وهي معصوبة العينين لفترات تمتد لأكثر من 18 ساعة، إضافة إلى إجبارها على خلع الحجاب الذي يمثل جزءا أساسيا من الهوية الثقافية والدينية للإمارات المتسامحة!
وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، إن أسرة علياء لم يسمح لها بزيارتها إلا بعد شهرين من احتجازها بسجن الوثبة، وكانت قد فقدت أكثر من عشرة كيلوغرامات من وزنها بسبب تدهور حالتها الصحية نتيجة الظروف السابق ذكرها، حيث عاد السرطان للانتشار مرة أخرى في جسدها، مع ظهور تورمات بالغدد الليمفاوية وتكيس وتليف بالكبد، إضافة إلى إصابتها بهشاشة في العظام نتيجة احتجازها مدة كبيرة بغرفة شديدة البرودة دون فرش أو غطاء.
https://telegram.me/buratha