نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تناقلت المواقع الخبرية في التواصل الاجتماعي، موضوع سيدة سعودية اسمها وفاء الغامدي، هذه السيدة لديها مشاكل مع زوجها، وتولد لديها انطباع أن النظام السعودي قد أصدر قرارات في ضمان حق المرأة، هذه السيدة ضحية الإعلام الرسمي السعودي الذي تحدث عن مبادرة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مايسمى رؤية محمد بن سلمان للمملكة عام ٢٠٣٠، هذه الرؤية تعطي للنساء حقوق عدالة اجتماعية، وإزالة أفكار التطرف والكراهية، وجعل السعودية نظام ديمقراطي يفوق ديمقراطية دول أوروبا الغربية.
السيدة وفاء الغامدي حدثت لها مشكلة مع زوجها، وصدقت وسائل الإعلام بضمان حقوق المرأة بالسعودية، ذهبت إلى مركز شرطة لتقديم شكوى ضد زوجها، ضابط مخفر أو مركز الشرطة اتصلت بزوج السيدة الغامدي وأبلغه، بالحضور، وأبلغه أن حرمتك قد تقدمت ضدك ببلاغ، الزوجة بالسعودية تسمى الحرمة، والنساء يتم تسميتهن في الحريم.
الزوج عندما تم تبليغه من مدير مخفر الشرطة أن زوجتك السيدة الغامدي قد تقدمت ببلاغ ضدك، ردة فعل الزوج كانت قتل الزوجة وفاء الغامدي، لذلك كل مايتحدث به الإعلام السعودي حول رؤية ولي العهد لعام ٢٠٣٠ مجرد تضليل اعلامي، والقوانين المتعلقة بحقوق المرأة في السعودية التي صدع بها رؤسنا فيالق السعودية الإعلامية من كتاب وصحفيين سعوديين وعرب ومن كلا الجنسين، ماهي سوى أكاذيب، ما تزال هذه القوانين التي نسمع بها مجرد حبر على ورق، هناك حقيقة مؤلمة من قتل وفاء الغامدي هي الشرطة السعودية، نعم ضابط الشرطة السعودي هو القاتل الحقيقي للضحية وفاء الغامدة، لأن الشرطة أبلغت الزوج، أن زوجته ذهبت إلى مركز الشرطة وتقدمت بشكوى ضده، نعم مجتمع بدوي متطرف لايسمح للمرأة الخروج خارج المنزل إلا بمحرم، يسمحون للسائق والخادم الفيليبيني والهندي مرافقة المرأة وجواز رضاعة الكبير حتى تصبح محرم، إبلاغ الشرطة السعودية لزوج وفاء الغامدي ان زوجتك تقدمت بشكوى ضدك، يعني يازوج اقضي ما انت تريده مع زوجتك التي خرجت بدون محرم وخلت خلوة غير شرعية مع ضابط الشرطة، الخلوة الغير شرعية يكون حدها وفق الشريعة الوهابية القتل. بعد مصرع الشهيدة وفاء الغامدي، هل سيتم محاسبة الشرطة من قبل السلطات السعودية، الجواب يقول كلا، لنعيد الذاكرة قليلا لقضية قيام عميد الشرطة السعودي محمد البناوي في الاعتداء على أيتام خميس مشيط،،مدير الأمن شخصيًا العميد محمد البناوي ساهم في ضرب البنات وسحلهن بالشارع أمام المارة ومع ذلك لم يحاسب، بل صدر مرسوم ملكي في ترقيته إلى رتبة أعلى.
كل ماتتحدث به القنوات الفضائية السعودية والخليجية، وكل مايكتبه الكتاب والصحفيين في الصحف السعودية حول رؤية ولي العهد للسعودية عام ٢٠٣٠ وصدورقوانين واعطاء حق للمرأة السعودية الحصول على رخصة سياقة وفتح دور سينما بعام ٢٠٢٣ بعد أن تركت غالبية ابناء شعوب الغرب والشرق الأوسط الذهاب إلى دور السينما لمشاهدة الأفلام بظل دخول قنوات عبر وسائل الاتصالات الحديثة بعرض كل الأفلام الحديثة مقابل مبلغ رمزي لايتجاوز خمس دولارات، مايتناقله الإعلام السعودي حول قوانين ضمان حقوق النساء بالسعودية، الغاية خداع العالم الغربي والمنظمات الدولية، لكن الواقع العملي على الارض في السعودية، أن الدولة السعودية لازالت تحكم الشعب السعودي وفق العقلية البدوية الوهابية تحت شعار التمسك بالكتاب والسنة وكل مظاهراذلال المرأة موجودة ويتم تبرير كل ذلك من خلال فهم قشري وسطحي إلى آيات القرآن الكريم مثل قول الله تعالى (وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ)، وإذا ماتت الزوجة أثناء التعذيب فهذا حضها العاثر، المصيبة خلال بحثي للفقه السلفي الوهابي وجدت فتوى لو أن رجل مات ولم يكن لديه ولد وعنده بنت، البنت لاترث أباها وإنما من يرث أموال المتوفى العصبة وهم ابناء العمومة والخال، وهذه السنة كانت بالجزيرة العربية في الجاهلية قبل الإسلام.
بعد نشر خبر قتل وفاء الغامدي، وجدت منشورات تتحدث أن الشهيدة وفاء الغامدي كان لديها أموال وهي التي تنفق على زوجها وعلى اولادها.
ذكرت تقارير حقوقية بالقول، أن السعودية تعتبر من أغنى دول العالم، وإن نساءها ما زلن يخضعن لقوانين تشبه إلى حد كبير قوانين القرون الوسطى، وبحسب التقرير العالمي للفوارق بين الجنسين لعام 2017، تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة 141 من بين 144 دولة حول العالم فيما يتعلق بحرية المرأة.
وهناك حقيقة مؤلمة، وخلال تجربتي في مواقع الانترنت وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح العالم الافتراضي في الانترنت الملجأ الوحيد للمرأة السعودية للتعبير عن رأيها بحرية ونقاش قضايا محظورة في العالم الحقيقي مع نساء أخريات أو مع الرجال، في ظل القيود العائلية والمجتمعية والقانونية.
انا شخصيا وصلتني طلبات صداقة من حسابات سعودية وخلال الحديث معي كشفن عن هوياتهن، وتبين حسابات نسائية، وسبب لجوء هؤلاء النسوة إلى استعمال العالم الافتراضي بالشبكة العنكبوتية يعود بسبب الكبت والقمع واساءة معاملة المراة، لذلك تضطر الكثير من النسوة إلى اللجوء إلى حسابات وهمية.
نشر موقع DW، تقرير اخباري حيث عبرت ناشطات سعوديات عن شعورهن باليأس من الواقع النسائي السعودي، في ظل القيود المفروضة على حياة المرأة السعودية وحرمانهن من أبسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الإنسانية والدولية.
الناشطة السعودية الدكتورة سعاد الشمري، والتي تتراس الشبكة الليبرالية الحرة السعودية على الإنترنت، في حوار مع DW عربية، ، نشعر بأننا لسنا بشراً، لقد حرمنا من الحياة الطبيعية للبشر، ممنوعون من المشي في الشارع، وممنوعون من ممارسة الرياضة، وممنوع علينا دخول المؤسسات الرسمية دون إحضار ولي الأمر، نشعر بأننا عبيد.
السيدة سعاد الشمري تقيم خارج السعودية، لذلك استطاعت أن تعبر على رأيها، وإلا لو كانت بالسعودية لتم ايداعها السجن أسوة بالناشطة المصرية رانيا العسال والتي خطفت من داخل بيت الله الحرام وانتهى اثرها ليومنا هذا، رغم صراح أطفالها عليها.
العالم شاهد عبر محطات التلفزة
عمليات هروب فتيات سعوديات من أفراد عوائلهن أثناء وجودهن خارج البلاد في الكويت والإمارات ولنا بقضية هروب لجين الهذلول إلى كندا وكيف السفير السعودي وقف لها في مطار إندونيسيا في الترانزيت يريد اعتقالها واعادتها للسعودية ليتم اعدامها.
هناك حقيقة مؤلمة، لا توجد حرية في اختيار شريك الزواج، وانتشار ظاهرة زواج القاصرات في حين أن الرجال يمكنهم الجمع بين 4 زوجات.
انتشار العنف الأسري بشكل واسع بالمجتمع السعودي وتعاني عشرات آلاف النساء من هذا العنف دون وجود رادع حكومي أو مؤسسات لإيواء المعنفات وحمايتهن.
وتشير تقديرات برنامج الأمان الأسري الوطني السعودي أن 35 بالمئة من النساء السعوديات تعرضن للعنف.
ويلقى القبض على النساء اللواتي يحاولن الفرار من الزوج أو العائلة المسيئة وتتم إعادتهن إلى عائلاتهن، لذلك ما حدث مع الشهيدة وفاء الغامدي لم يكن حالة غريبة على المجتمع البدوي السعودي، لذلك يبقى الاضطهاد الذي يطال النساء في السعودية منتشر ومزدهر بظل وجود الثقافة والعقلية الوهابية وبظل وجود فكر ابن تيمية يدرس في المدارس والمعاهد والجامعات المدنية والدينية السعودية.
انا شخصيا عشت بالسعودية اربع سنوات ورأيت العجب العجاب، لذلك كل مايسمعه العالم حول الإصلاح بالسعودية، ماهو سوى كذبة كبرى.
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
17/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha
