المقالات

حكايات الانهار التي جفت

1876 21:57:00 2006-10-26

( بقلم : حسين ابو سعود )

استيقظ اهالي المدينة ذات فجر على هرج ومرج ونواح وصياح، فتبين ان النهر الذي يشق المدينة يعاني الجفاف، فتجمع الرجال والنساء والاطفال على الجسر الوحيد يشهدون طقوس الاحتضار ويتطاولون لرؤية قاع النهر ، وكان المراهقون يلتصقون بالنساء بحجة التدافع ، وكنت طوال الوقت استرق النظر الى امراة بدينة مات عنها زوجها في حرب عبثية التصق بها شاب يافع من الوراء ، وكنت ارى في عينيها اشراقة الظمأ الازلي وهي تتجاهل وجود الشاب حتى لا يجفل ويتوقف عن الصهيل ، وكنت ارى يده الطويلة تمتد من تحت ابطها ليعبث بصدرها المتوثب، كان يتصبب عرقا من شدة التوتر ويتمنى موت الانهار يوميا كي يدس باشيائه في اشياء النساء ، وفجأة جاءت سيارات الشرطة وسيارة اسعاف كبيرة بحجم النهر، فتفرق الاهالي وافترق النقيضان فمضت المراة في سبيلها والشاب ينظر اليها وينتظر منها التفاتة ذات معنى ولكن دون جدوى ، وفي اليوم التالي ظهرت الصحف بخبر عن النهر الميت وقد وجدوا في قاعه بضع سمكات تختنق وثعبان مائي وملابس داخلية نسائية واقلام مكسورة وجمجمة بشرية وحقيبة مقفلة تحتوي على اوراق صادرتها السلطات فورا ولم يعرف عنها شيئا لحد الان ، وقيل ان الاحداث تسارعت في المدينة فشوهد ذلك الشاب اليافع محاطا بالجلاوزة وهو يصرخ : انه الجوع / العطش / الجفاف

انه شوق النوارس للضفاف

ومنذ ذلك اليوم تكشفت العلاقة بين الانطفاء والاشتهاء،

وقد قال لي احد العارفين : ان مثل هذه الامور تحدث عندما ينطفئ الرجاء في المدن القلقة .

بعد ك

اخذت قلبي الى النهر القريب

غسلته من الادران

والاوزار

والشبق الآتي

فبدا بعد الغسل قلبي

نقيا كالطفل

النتيجة ابهجتني

وعندما اردت ان اعيده الى صدري

لفظه جسمي

ومنذ ذلك اليوم

اعيش بلا قلب

(2)

لم أر نهرا مثل الحزن في النقاء

ولم أر شيئا ينقيني

كالبكاء

وصرت اذا ما جاءني البلاء يوما

اضفت اليه من عندي كربا

فصرت واياه كربا وبلاء

(3)

تتجاذبني الدنيا والدين

وهذا القلب الحزين

مرة في الغرب

ومرة في الشرق

وعندما كان يوم الفصل

اتخذت القرار بملء ارادتي

فصبوت الى الدنيا

وفي ّ شوق الى المعابد

(4)

ومن ازواجكم عدو

ومن اولادكم عدو

هم العدو فاحذرهم

اهبطوا

بعضكم لبعض عدو

فتعودوا العيش ايها البشر بلا اصدقاء

(5)

لا يدخل الجنة اسود او ابيض

ولا عربي او أعجمي

لايدخل الجنة

الا من اتى الله بقلب سليم

صدق الله العظيم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك