المقالات

مع سبق الاصرار امريكا تفقد مصداقيتها

1610 20:45:00 2006-10-29

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

كيف يمكن لنا ان نصدق بعد الجرائم المروعة التي يرتكبها الارهابيون من التكفيريين والمتحالفين معهم من العفالقة الصداميين يومياً في العاصمة بغداد وفي بعض المحافظات الاخرى تحت سمع وبصر القوات المتعددة الجنسيات وخاصة القوات الامريكية التي ادعت ولا زالت تدعي ان بقاء قواتها في العراق هو لحماية ارواح المواطنين ولغاية بناء القوات العسكرية العراقية القادرة على مسك الملف الامني والسيطرة على الوضع الامني المتازم.

العراقيون وامام هذا الادعاء ورغم شعورهم بالمراراة بان بلدهم محتل من قبل قوات اجنبية كانوا ينظؤون اليها بانها (صديقة) الامر الذي جعل العديد من الكتل السياسية الوطنية ان يعتمد المقاومة السياسية بدلا عن حمل السلاح لمحاربة المحتل وهذا للاسف ما جعل الامريكان يطمئنون بان تواجدهم في العراق رحب به (بعض الشيء) مما جعلهم يتهاونون في التصدي للارهابيين بشكل قوي اذ فاقم ذلك من اتساع دائرة الارهاب الوحشي طوال الفترة السابقة وخاصة في شهر رمضان المبارك.

كيف يمكن لنا ان نصدق ان اكثر من 150 الف عسكري مدججين باحدث الاسلحة المتطورة تدعمها قوة عسكرية عراقية (مغلوب على امرها) مغلولة اليدين ولا تملك أي نوع من السلاح والعتاد والاجهزة الحديثة قد عجزت عن تطهير العراق من هذه الزمر الضالة على مدى اكثر من ثلاث سنوات مرت على تواجدها بعد سقوط صنم بغداد الا اذا كان وراء الاكمة ما ورائها او ربما هذه الزمر تملك اجهزة وتقنيات اكثر تطوراً من السلاح الامريكي وهذا ما لا يصدقه عاقل او ان اعدادهم - الارهابيون- يفوقون عدد القوات متعددة الجنسيات مضاف اليها قوات عسكرية عراقية ناشئة اعطت عشرات الآلاف من الشهداء وهم يواجهون الارهاب بسلاحهم وآلياتهم البسيطة.

الامريكان يدعون ان التساهل في معالجة الوضع الامني المتردي هو لفسح المجال امام امكانية اقناع بعض المجاميع لالقاء السلاح والدخول في العملية السياسية وهذا رأي صائب اذا ما كانت النوايا حسنة او انه بالفعل هناك من يفكر بمصلحة العراق لكن الذي يحدث هو العكس تماماً فكل يوم تعثر القوات العسكرية العراقية على اكثر من خمسين جثة لمغدورين ابرياء ناهيكعن العبوات الناسفة والمفخخات والانتحاريين وهم يزرعون الموت في الاحياء المدنية والاسواق ودور العبادة وغيرها من المرافق فهل يعقل ان يحاصر الارهابيون والصداميون قضاء لا يبعد عن بغداد اكثر من خمسين (كلم) -قضاء بلد- ويغلقون كل المنافذ المؤدية لهذا القضاء لغرض تجويعهم وارهابهم وقصفهم بالهازنات والصواريخ يومياً دون ان تحرك هذه القوات ساكناً خاصة وانهم مسؤولون وبقرارا من مجلس الامن الدولي عن توفير الامن للعراقيين وحماية ارواح المواطنين.بالامس فقدت القوات الامريكية مترجما من قواتها في منطقة الكرادة فراحت منجزراتها وعجلاتها العسكرية بتطويق المنطقة بالكامل وعزلها تماما للعثور على هذا المترجم لكنهم في الوقت ذاته لا يعبهون بسقوط ستين مواطنا بريئا من منطقة واحدة في قلب العاصمة بغداد (الوشاش) قتلوا على ايدي الارهابيين وتم تهجير عوائلهم قسرا من المنطقة.

العراقيون وخاصة الاغلبية الساحقة يرون ان الامريكان بداوا يفقدون مصداقيتهم في اصرارهم على بقاء الملف الامني بايديهم وهذا ما حذر منه القادة السياسيون العراقيون طيلة السنوات الثلاثة الماضية لذلك لابد للادارة الامريكية ان تلجأ الى حلول سريعة وعاجلة لمعالجة الوضع الامني ورفدها بأحدث الاسلحة والاجهزة المتطورة او تغيير القادة العسكريين والسياسيين في السلك الدبلوماسي الذين لم يستطيعوا ان يحتووا هذه الجرائم ومعالجتها والا سيبقى الشعب العراقي ينزف دما يوميا وعندها لايمكن الصبر والسكوت على هكذا وضع اضر بالعراق والعراقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك