المقالات

الاصرار على الثوابت

2131 19:25:00 2006-11-01

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

العراقيون الذين قادوا جهاداً ونضالاً في مواجهة النظام الدكتاتوري البائد ووقفوا على اشلائه المتهرئة بعد سقوطه في 9 / 4 / 2003 كانوا على بينة واضحة من ان الامور سوف تأخذ اتجاهات متغايرة وربما متقاطعة مع ثوابتهم طالما ان العملية التغييرية الشاملة التي جرت في العراق قد وقعت في أخطاء حذر منها هؤلاء الرجال قبل دخول القوات متعددة الجنسيات الى العراق في العديد من المؤتمرات التي عقدتها المعارضة العراقية وخاصة مؤتمر واشنطن الذي شارك فيه المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق ممثلاً بسماحة السيد عبد العزيز الحكيم والذي اكد بعد عودته من ان المجلس الأعلى استطاع من لي الذراع الامريكي عندما اصرت الادارة الامريكية على تعيين حاكم عسكري بعد اطاحة صدام الامر الذي اجبر الامريكان على تغيير ستراتيجيتهم ليس في العراق فحسب وانما في عموم المنطقة وهذا ما حصل بالفعل حيث اضطرت الادارة الامريكية تعيين حاكم مدني(بول بريمر) وتأسيس مجلس الحكم الذي ضم العديد من الشخصيات الاسلامية والوطنية المعروفة بتاريخها الجهادي والنضالي العريق.

الاصرار على الثوابت التي أسست لبناء دولة حضارية مستقلة يديرها عراقيون خلّص هو الذي افرز العديد من المنجزات التاريخية ومنها الانتخابات الحرة وكتابة الدستور الدائم والاستفتاء عليه وتشكيل مؤسسات الدولة الجديدة بروح عصرية لا تخرج عن تلك الثوابت التي اجمع عليها كل الطيف العراقي وخاصة ما يتعلق بالوضع السياسي والاقتصادي والامني والخدمي، الا ان ضعف الامكانات وانتشار الفوضى بسبب الاخطاء التي وقعت بها ادارة بريمر، وعدم وجود اجهزة عسكرية وامنية عراقية مسلحة بما فيه الكفاية ادى الى الاخلال بالامن وعدم الاستقرار طيلة السنوات الثلاث الماضية، وليس الخروج على تلك الثوابت ولعل ما يدعم هذا القول الموقف الواضح والجلي الذي وقفه السيد رئيس الوزراء (نوري المالكي) عندما خاطب سفير امريكا (خليل زاد) بأنه ليس رجل امريكا في العراق بل هو صديق لهم.

هذا الثابت الذي يقف خلفه الائتلاف العراقي الموحد ومن خلفهم ابناء الشعب العراقي سوف يؤدي الى اعادة الحسابات اكثر من مرة وسيؤدي بالتأكيد الى تغيير العديد من الخطط والبرامج التي ساهمت باخطائها في ايجاد مثل هذه الاجواء الملبدة وخاصة ما يتعلق بالملف الامني وخطط الحكومة العراقية في معالجة الإرهاب الاسود.إن بناء الاجهزة العسكرية الوطنية وتسليحها باحدث المعدات المتطورة وتنظيف هذه المؤسسات من العناصر السيئة التي استغلت الوضع غير المنضبط وتسللت اليها سوف يعيد التوازن الحقيقي لبناء هذه المؤسسات على وفق المعايير الوطنية الخالصة البعيدة كل البعد عن الانتماءات الحزبية والفئوية والطائفية واطلاق يد القيادة العراقية في اتخاذ القرارات المناسبة في تحريك القطعات العسكرية لمواجهة اعمال العنف في المناطق الساخنة لاعادة الأمن والاستقرار اليها وحقن دماء العراقيين.

العراقيون بدأوا يتطلعون لغدٍ مشرق خاصة وان المصالحة الوطنية قد بدأت تعطي ثمارها وان الأجهزة الأمنية العراقية بدأت تأخذ دورها في حفظ الأمن وهذا ما لاحظه العراقيون رغم مرارة اغلاق الطرق وشدة الازدحام والمعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطنون في التنقل بين اماكن اعمالهم ومناطق سكناهم الا انها ايام معدودة وسوف يعود الوضع اكثر اماناً واستقراراً بعد أن بدأ التكفيريون والصداميون القتلة يلفظون أنفاسهم الاخيرة وان الاشهر الستة القادمة سوف يكون العراق فيها - ان شاء الله تعالى - بلداً آمناً مستقراً وعامل أمن واستقرار لكل المنطقة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك