المقالات

يتحدثون عن "الميليشيات الشيعية" والاميركيون يقتلون باسلحة الميليشات السنية

1778 21:53:00 2006-11-03

( بقلم : اسعد راشد )

لاندري لماذا يحاول الاعلام العربي وبعض الاعلاميين في الغرب التركيز على ما يسمونه الميليشيات الشيعية واعتبارهم خطرا يتجاوز في ابعاده خطر الارهاب والميليشيات المسلحة السنية التي انطلقت بعد سقوط صدام لتنشر الخراب والفساد والدمار والموت في العراق ؟!

من المؤكد ان الذي روج ويروج لمقولة "الميليشيات الشيعية" هم الارهابيون والمسلحين السنة الذين يرون في مثل ذلك الترويج وسيلة لتفادي الملاحقة القانونية والقضائية والامنية لهم ولتبرير ما يرتكبونه من اعمال اجرامية ومن قتل وتفجير بحق مدن امنة واناس مسالمين وابرياء ‘ وقد كان لزعماء السنة المتطرفون وخاصة اؤلئك التابعين لجبهة التوافق السنية دور في ادخال تلك المفردة السياسية "الامنية" في عقول الساسة في الدوائر الغربية والامريكية وباالتالي تمريرها بشكل خبيث ومن خلال السفير الامريكي زلماي ذو الخلفية السنية والذي يرجع في اصوله الى قبائل البشتون التي ينحدر منها معظم الارهابيين من حركة طالبان وكانت تصريحات سابقة لخليل زادة والتي وصف فيها خطر الميليشيات الشيعية بانه كبير واكبر من خطر الجماعات المسلحة والارهابية قد اعطت زخما كبيرا للسنة للمضي في مشروعهم ضد العملية السياسية والتمادي في اجرامهم بحق المواطنين والابرياء من المدنيين الذين نالوا قسطا كبيرا من عمليات التفجير والقتل وكانوا ومازالوا ضحايا الغدر الطائفي .

وقد اثبتت احداث شهر اكتوبر الماضي والتي سقط فيها اكثر من 100 امريكي قتيل ان الذي يمارس الارهاب ويشكل خطرا على امن العراق واستقراره هم المسلحون السنة والارهابيين الخارجين من رحم الاحزاب السنية وخاصة الحزب الاسلامي وجبهة التوافق وخلايا حزب البعث الناشطة والمتورطة في اغلب اعمال القتل والذبح والتفجير بالمفخخات ‘ هذا العدد الكبير والمروع في سقوط ضحايا من الامريكيين على ايدي الجماعات الارهابية السنية تدحض ما يروج له الاعلام العربي الخبيث حول ما يسمونه "الميليشيات الشيعية" وتكشف مدى الغواية التي مارسها الاعراب للعقل الامريكي والخداع الذي استعملوه لابعاد خطر الارهاب البعثي والقاعدي والجماعات المسلحة المتطرفة المنضوية تحت لواء الاحزاب السنية‘ فلوا كان حقا كما يقولون ان الميليشيات الشيعية تشكل الخطر الداهم على العملية السياسية او على الامن والاستقرار في العراق فلماذا اذن يتصاعد الخطاب حول فقدان الامن عندما يقتل الامريكيون وعندما يتم تفجير المفخخات في المناطق الشيعية والحال ان الشيعة وميليشياتهم ـ حسب تعبيرهم ـ لا يمارسون ان اخلالا بالامن العراقي ولا يتدخلون الا في حالات الدفاع عن انفسهم في وجه الارهاب البعثي القاعدي السلفي .

ان اي حديث عن الميليشيات الشيعية يراد منه خداع الامريكان والتغطية على جرائم الارهابيين واعمالهم العدوانية وهو بالضبط ما فعله  طارق الهاشمي عندما انتقد قرار المالكي رئيس الوزراء برفع الحصار عن مدينة الصدر معتبرا ذلك القرار لن يساعد على "وقف الارهاب من تلك المدينة "!! وهو بذلك يسعى لتوفير الغطاء على القتلة من افراد ميليشيات حزبه والاحزاب المنضوية تحت راية القاعدة في الانبار وغرب العراق واطراف بغداد والغريب ان الهاشمي اعتبر ان الحصار لمدينة الفقرار والمعذبين والمحرومين قد قلل من اعمال "الارهاب" فيما كانت مفخخات وعبوات الارهابيين تدك تلك المدينة المظلومة و تأخذ بارواح العشرات من الابرياء وتفضح نفاق وكذب الهاشمي وتكشف حقيقة الارهابيين وحاضناتهم الحقيقية عدى ذلك العدد الكبير من الضحايا الامريكيين الذين تم استهدافهم وقتلهم من قبل اتباع الهاشمي والميليشيات السنية المسلحة وهذا الامر اكده هوشيار زيباري وهو كردي ووزير خارجية العراق حيث قال " ان ارتفاع عدد القتلى الامريكيين في العراق في اكتوبر تشرين الاول الذي تجاوز 100 قتيل للمرة الاولى منذ قرابة عامين اظهر ان التهديد الحقيقي يأتي من الارهاب والمسلحين ـ اي المسلحين السنة اي "المقاومة الشريفة"! ـ ..

نحن نعتقد ان التهويل من خطر الميليشيات الشيعية لن يخدم العراق ولا المصالح الامريكية حيث ان الذين ارادوا ترويج هذا الامر كانوا مهووسين بوضع الشيعة في مقابل الامريكان وربطهم بالاجندة الايرانية والملف النووي الايراني وهو ما لم يثبت بل ان شيعة العراق ابدوا الكثير من العقلانية في ان شأنهم مستقل وليس له اي علاقة باالجانب الايراني والدليل الاوضح كانت حرب اسرئيل في لبنان حيث الموقف الشيعي في العراق لم يتحول الى مواجهات او اعمال عنف مسلحة مع الامريكان بل كان قمة في العقلانية والحياد الايجابي ومن هنا ايضا نرى ان ذلك التهويل قد قلل من اهمية مواجهة الارهاب والارهابيين واعطى زخما لهم كي يصعدوا من اعمالهم الاجرامية والدليل هو ذلك الرقم الكبير من القتلى الامريكيين في اكتوبر الماضي .

فهل يتعظ الامريكيون من ذلك ويعيدوا حساباتهم من ما روج له الطائفيون والارهابيون واكذ عليه السفير الجاهل والطائفي زلماي ؟ وهل نرى في خطوة توسيع صلاحيات المالكي الامنية ومنحه القدرة على اتخاذ قرارات لضرب معاقل الارهاب الحقيقية بصيص امل لاعادة الامن والاستقرار في العراق ؟

لننتظر!

اسعد راشد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك