المقالات

إدارة الأزمات.... العراق نموذجاً ( الحلقة الثالثة )

2039 20:06:00 2006-11-05

( بقلم : عبد الاله البلداوي )

باحث في الدراسات الإستراتيجية والأمنيةAe_2222@hotmail.comخصائص الأزمة وتحليلها وكيفية التعامل معها:1- خصائص الأزمة:لا يخلو شيء من صفات وخصائص تميّزه عن غيره ولعل من أهم خصائص الأزمة الأساسية هي مايلي: - المفاجأة العنيفة عند انفجارها. - التعقيد والتشابك والتداخل والتعدد في عناصرها وعواملها.- استقطابها للاهتمام بها من قبل الناس والحكومة.- نقص المعلومات وعدم وضوح الرؤية لدى صاحب القرار. - سيادة حالة الخوف تصل إلى حد الرعب من المجاهيل التي يضمها إطار الأزمة.- مخاطر تضم انهيار الحكومة أو المؤسسة الحكومية. - انهيار سمعة وكرامة صاحب القرار داخل الحكومة.- الدخول في دائرة المجاهيل المستقبلية التي يصعب حسابها. ولذلك يرى الباحثون أنه بفعل المفاجأة وضيق الوقت والشعور بالخطر الداهم والتوتر المرافق لاتخاذ القرار يكون تعريف قرار الأزمة بأنه قرار عادي في ظروف استثنائية، تؤثر سلباً عما ينبغي توفره في الظروف العادية من بيانات وتحليل هادئ وصياغة بدائل متأنية لاختيار البديل الأفضل منها حيث تتطلب مهاراتُ إدارةِ الأزمةِ القيادةَ واتخاذَ القرارات وإدارة الموارد البشرية والمادية إلى جانب مهارات الاتصال ومهارات التفكير الإبداعي. 2- تحليل الأزمة:بعد تقدير الأزمة وتحديدها تحديداً دقيقاً، يقوم مدير إدارة الأزمة بمساعدة معاونيه وجهازه الإداري بتحليل حالة الأزمة وعناصرها المختلفة ومكوناتها، لأكتشاف المصالح الكامنة وراء صنع الأزمة، والأهداف الحقيقية غير المعلنة التي يسعون لتحقيقها.ومن هنا يتم تحليل الموقف، أو حالة الأزمة المركب إلى أجزائه البسيطة ثم إعادة تركيبه بشكل منتظم، بحيث يتم التوصل إلى معلومات جديدة، عن صنع حالة الأزمة وكيفية معالجتها.وفي هذه المرحلة، يتم استخدام النماذج الرياضية لقياس حالة الأزمة وتحليلها، ويعتمد هذا بالطبع على الإختيار الدقيق والصحيح لأدوات القياس والتحليل والتي من أهمها:أ‌- تحليل علاقات الإرتباط والإنحدار للمتغيرات والثوابت الخاصة بعوامل حالة الأزمة وعناصرها والعوامل المساعدة على إيجاد الأزمة، ومدى تأثر كل منها وتأثيرها على صنع الأزمة وعلى تشكيل حالة الأزمة.ب‌- تحليل أسباب التوتر على أساس المعلومات التي تم الحصول عليها والوصول إلى العوامل التي دعمته، وأيضاً تحديد مستويات التوتر التي بلغتها الأزمة، ومراحل الإستقرار والتعادل التي استطاعت قوى مكافحة الأزمة الوصول إليها.ج- تحليل مواطن القوة لدى كل من الأطراف الصانعة للأزمة وكذلك الطرف المتصدي لها، ومواطن الضعف لدى الطرفين.د- تحليل طبيعة الخطر الذي تشكله الأزمة، وتكاليف استمرارها وأعباؤها، ومدى تأثير كل ذلك على الكيان الذي نشأت به الأزمة.وبعد هذا كله، يتم تحويل ما توصلنا إليه من تحليلات إلى عناصر كمية ورمزية، واستخراج المؤشرات والنتائج والحلول الكلّية والجزئية والبدائل المختلفة التي يتعيَّن الإختيار من بينها، الأمر الذي يقلل من إحتمالات الخطأ والتحيّز غير الموضوعي عند القيام بعملية التخطيط لمواجهة الأزمة.3- كيفية التعامل مع الأزمة:أن إدارة الأزمات تحتاج إلى استخدام العديد من الأدوات الكمية لتقييم مخاطر اتخاذ القرارات وردود الأفعال المحتملة كما تساعد في عمليات تقليل الخسائر قدر الإمكان وابتكار الحلول للتعامل مع الأزمات ومن أبرز تلك الحلول [ الأرقام القياسية وبحوث العمليات واصدار الأوامر والقرارات وإدارة الأعمال] .يحتاج التعامل مع الأزَمات لوصايا لابدَّ أن تُراعى، ولهذا يقدم الباحثون وصايا عشر للتعامل مع الأزمة، وهي: (1) توخي الهدف وتحديده في معالجة الأزمة.(2) الاحتفاظ بحرية الحركة. (3) عنصر المبادأة والمباغتة (4) الحشد والتعاون. (5) الاقتصاد في استخدام القوة.(6) التفوق في السيطرة على الأحداث.(7) التأمين للأرواح والممتلكات والمعلومات.(8) المواجهة السريعة .(9) التعرّض السريع للأحداث. (10) استخدام الأساليب غير المباشرة كلما كان ممكناً. ويعتمد المنهج المتكامل للتعامل مع الأزمات على عدة مراحل، وهي:- مرحلة الاختراق لجدار الأزمة. - مرحلة التمركز وإقامة قاعدة للتعامل مع عوامل الأزمة بعد اختراقها. - مرحلة توسيع قاعدة التعامل. - مد جسور ومجسات الاختبار. - مرحلة الانتشار السريع لتدمير عناصر الأزمة وشل حركتها. - مرحلة التحكم والسيطرة على موقع الأزمة. - وأخيراً مرحلة التوجيه لقوى الفعل الإداري الصانعة للأزمة في مجالات أخرى. ويشير الباحثون إلى الطرق غير التقليدية للتعامل مع الأزمة: - طريقة تفريغ الأزمة من مضمونها. - طريقة تفتيت وتجزئة الأزمة. - طريقة تدمير الأزمة ذاتياً وتفجيرها من الداخل. - طريقة الوفرة الوهمية. - طريقة احتواء وتحويل مسار الأزمة. - طريقة فرق العمل والاحتياط التعبوي للتعامل مع الأزمة. - طريقة المشاركة الديمقراطية للتعامل مع الأزمة. - طريقة احتواء الأزمة أو تصعيدها.هذا وتعتبر طريقة فرق العمل من أكثر الطرق شيوعاً واستخداماً للتعامل مع الأزمات، وتتطلب وجود أكثر من خبير ومختص وفني في مجالات مختلفة، وحساب كل عامل بدقة وتحديد التصرف المطلوب بسرعة وتناسق، وعدم ترك بعض الأمور للصدفة، أو تجاهل بعض العناصر حيث يلعب إعلام الأزمة دوراً مزدوجاً إخبارياً وتوجيهياً في هذا المجال .أن التعامل مع الأزمات يستدعي ضرورة توافر مجموعة من المتطلبات الرئيسة لصاحب القرار الذي عليه أن يتعامل مع الأزمة بوعي واقتدار فمن أهم هذه المتطلبات: ‌أ. التحديد الدقيق لحجم المدى الزمني المتاح أمامه للقضاء على الأزمة أو وقف تصاعد أحداثها. ‌ب. تحديد نوع وكم الموارد المتاحة التي يمكن استخدامها في إدارة الأزمة .‌ج. تحديد نوع وخبرات الأفراد المؤهلون والراغبون والمدربون في التصدي للأزمة والتعامل مع صانعيها. ..............................5/11/2006م
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك