د. سيف الدين احمد
مقولة مشهور للكرد يقولون فيها (قليل من المجلس الاعلى دائم خير من كثير من باقي القوائم منقطع ) في احدى لقاءات بالكرد سياسيين واعلاميين في اربيل والسليمانية عن فحوى هذه المقولة وما تعنيه كنت حينها من اشد المتعاطفيين مع حزب الدعوة الاسلامية وكنت اظن اني سأجد في تفسيراتهم ما يصلح ان يكون حديثا يدعم رأيي في البقاء مع حزب الدعوة لكن يبدو ان الرياح تسير بما لا تشتهي السفن فقد قال لي قياديي في الكردستاني ومن مقربي كاكا مسعود بارزاني ان المقولة تعني انهم يثقون كثيرا بالمجلس الاعلى ويعتقدون ان المجلس الاعلى الذي يجدون صعوبة في التفاوض معه لانه يتحدث بصراحة عالية الا انه ان اعطى وعدا فانه لايخلف وعده لانه لا يتعامل بلغة المصلحة الواحدة وقلت له حينها كيف لا يتعامل بلغة المصلحة وهو حزب وله قاعدة تريد منه فقال ان المجلس الاعلى لم يضحي يوما بما تريده قاعدته ولكنه ايضا ينظر الى قواعد الاخرين ويعطيها ما تريد فهو لا ينظر وفق نظرة المجادلة ورفع السقوف ثم خفضها شيئا فشيئا فانك ان تفاوضت معه اليوم او بعد سنة فان ما يعطيه اليوم لن يختلف عما سيعطيه بعد سنة او اكثر لانه يتحرك بثقة ويعرف حقوق السنة وحقوق الكرد وحقوق الشيعة وحقوق الاقليات فعندما يتفاوض يضع كل هذه المكونات امامه ويتفاوض بان من حق الكتلة الفلانية كذا ومن حق الكتلة الاخرى كذا وهو يعطيهم مايريدون دون ان يطلبوا لانه يعتقد ان اعطائهم حقهم خير من الجدال او خمط القليل من حقهم مما يدفعه بالشعور بالحيف لذا عندما يعطون وعدا فان وعدهم لا يخلفوه فالقليل الذي يعطوه هو واقع ما تحتاج تلك الكتلة في نفسها وعند جماهيرها وما يأخذونه يأخذونه وهم يعتقدون انه حقهم وحق قاعدتهم لا اكثر ولا اقل .هذا الحديث هو نفسه ما تحدث به اعلاميين كرد وسياسييتن اخرين غير المتحدث هذا وان اختلف التعبير عن هذا التعبير لكن المضمون واحد وهم يعتقدون ان ما اعطوه وما وقعوا عليه من اتفاقات زمن المعارضة لم يختلف عما وافقوا عليه بعد المعارضة وفي مواقفهم وهم يحكمون وفي مواقفهم وهم معارضة وان ثقة الكرد بهم تمتد الى ايام السيد محسن الحكيم حينما افتى بحرمة قتال الاكراد فكان هو الدرع الذي صد الحكومات الطاغية عن الكرد ومواقف المجلس الاعلى لم تتغير عن هذا الموقف منذ ذلك الوقت ولحد الان .
https://telegram.me/buratha