سهى الناجي
يطرح بعض السياسيين الذين ينتمون لقوائم لا نريد ذكرها سؤال يخلطون به الاوراق ليظللوا المتلقي يقولون فيه لماذا يعطل المجلس الاعلى تشكيل الحكومة وهؤلاء الخلاطون يقلبون الاحاديث حسب ما تشتهي نفوسهم المشوشة فمرة يقولون ان المجلس الاعلى لم يفز الا بتسع مقاعد ويريد رئاسة الوزراء واخرى يقولون ان المجلس الاعلى يعطل تشكيل الحكومة لانه يصر على ترشيح الدكتور عادل عبد المهدي وثالثة يقولون ان المجلس الاعلى يدعو لطاولة مستديرة حتى يرضخ الاخرون لمرشحه .
فاما قولهم ان المجلس الاعلى لايملك الاتسعة مقاعد فهو قول لايجانب الواقع لكن هذه المقاعد التسع اخذها المرشحون التسعة بجهودهم وثقة الناس بهم فلم يستجدوها من رئيس قائمة او شخصية واحدة كما هو الحال في قائمة دولة القانون التي اعتمدت على منصب رئيس مجلس الوزراء ليحصد الاصوات او على شخصية او شخصيتين كما حدث في القائمة العراقية ثم ان الامر في العراق لايبدو انه يرضخ للاعداد فالقائمة العراقية حصلت على اكثر من تسعين صوت وتصدرت القوائم لكنها لم تستطع تشكيل الحكومة هذا من جانب ومن جانب اخر ان المجلس الاعلى يعتمد على متبنياته الثابتة التي جعلت الكتل تنحو اليه وتحاول التقرب منه لان ثقتها به عالية نتيجة مده لجسور التقارب مع الجميع ولانه يؤمن بالجميع وبناخبي الجميع دون استثناء ويحفظ للجميع حقهم فيما يتعضى الجميع عن الجميع .
واما ان المجلس الاعلى يؤخر الحكومة لانه يريد رئاسة الوزراء فالمجلس الاعلى وكان الصدريون وكافة اعضاء الائتلاف الوطني طالبوا منذ البداية بتغيير مرشح دولة القانون والتزم المجلس بكلمته لكن الاخرين لم يلتزموا بكلمتهم وتأخرت الحكومة لاصرار دولة القانون على المالكي رغم كثرة الفترات التي اعطيت والمهل المتكررة لتغير المالكي فاخرت دولة القانون تشكيل الحكومة ستة اشهر ونصف واليوم وبعد ان رشح الائتلاف ودولة القانون تاخر تشكيل الحكومة والمجلس خارج عن معادلة التاخير هذه ايضا لانه اثبت موقفه انه لن يعارض ان استطاع المالكي تشكيل الحكومة وسيدعم الحكومة الا انه لن يشترك فيها فالمؤخر الحقيقي هو عدم مقبولية المالكي الوطنية وعدم ثقة الكتل بالمالكي وبمرشح التحالف .
واما ان المجلس يريد فوز الدكتور عادل عبد المهدي فهو قول مردود لان الدكتور عادل عبد المهدي هو الوحيد الذي قال ومنذ اليوم الاول لترشيحه بانه سيسحب ترشيحه اذا كان ترشيحة يعثر تشكيل الحكومة ولم يتحدث عن غدر البعض عندما ذهبوا لترشيح المالكي كما لم يبدي اي معارضة ولم يصر على الترشيح والحكومة لحد الان معطلة ولم تتشكل .
اما لو كان الحديث عن سبب عدم مشاركة المجلس الاعلى في حكومة يقودها المالكي لان اثنين لايختلفان على مدى فشل تجربة المالكي وها هو الفساد ينخر كيان الرجل الكبير العراق ويجعله معرضا للسقوط في اي لحظة من اللحظات حتى صار الخير شرا والشر خيرا ولا ننسى تلك اللافتات التي رفعها المتظاهرون والتي كتبوا عليها ( نادمون ) والمجلس الاعلى لا يرغب في ان يشترك في حكومة ندمت الجماهير على انتخابها . ثم لماذا ننسى تلك الاقوال التي طرحها المالكي قبل الانتخابات على المجلس الاعلى والتيار الصدري عندما اسماهم بالـ " جهلة " و" المتخلفين" و" المليشيات" والمجلس الاعلى لا يريد الاشتراك في حكومة " المثقفين " و " القانونيين " ليشوهها كما يزعم المالكي وليذهب المالكي لتشكيل حكومة بعيدة عن " المتخلفين والجهلة " رغم انه استقطب " المليشيات " الى حكومته القادمة وحكومة بمليشيات خير من حكومة بجهلة ومتخلفين على حد قول المالكي .
ثم ان المجلس الاعلى لا يتراجع عن متبنياته وقد اقر قبل الانتخابات بانه لن يشترك الا بحكومة شراكة حقيقية والاخرون لايريدون حكومة شراكة حقيقية توفر الامن والخدمات بل يريدونها حكومة حزب واحد ومجموعة من الاحزاب المتجمعة على تقسيم كعكة الوزارات ليضفروا بجزء منها ليبقى القتل والارهاب والفساد بكل انواعه وعدم المشاركة في حكومة فاسدة امر مشرف لان الحكومة الفاسدة لوثة تلوث بمجرد القرب منها الثوب النزيه وتغير رائحته والمجلس الاعلى لايرغب في ان يغير رائحة ثوبه لان ثوبه ممتد الى تاريخ مرجعي .
ثم ان المجلس الاعلى لا يرغب في ان يكون تلك الشماعة التي لا تكسب من الحكومة غير تعليق الاخطاء عليه ويسلب الاخرون ثمارها كما حدث وان جيير الرئيس المالكي الانجازات بشخصه وحزبه ثم القى بالاخطاء على المجلس الاعلى فليبق المالكي وحده ليأخذ حسنات ما يفعل ويتحمل الاخطاء التي تجترح يده اي ليأخذ الجمل بما حمل
https://telegram.me/buratha