بقلم: نوال السعيد
خسر المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، ربح المجلس الاعلى .. البعض يقول هذا ، والبعض الاخر يقول ذاك، وبين هذا وذاك لابد ان تكون هناك حقيقة لاتقبل الاخفاء والخلط والتغييب.يمكن ان يكون المجلس الاعلى قد خسر وفق الحسابات المادية الضيقة والمحدودة كمقاعد في البرلمان وحقائب وزارية ومناصب سيادية، لكن هذا ليس كل القضية ، لان الموقع والمكانة والتأثير والحضور السياسي لايحسب بعدد مقاعدة برلمانية وحقائب وزارية فحسب، بل يحسب ايضا بالمحورية السياسية وبالامتداد والعمق التأريخي والقاعدة الجماهيرية ، وطبيعة ومستوى اداء ومنهجية القيادة السياسية.وطيلة مسيرة طويلة امتدت مايقارب ثلاثين عاما تعرض المجلس الاعلى لمختلف انوع الحملات التشهيرية والاساءات، وفي ظل اصعب واحلك الظروف، وكان لشجاعة وثبات واصرار قيادته التي تمثلت بشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم ومن ثم السيد عبد العزيز الحكيم، وبعده السيد عمار الحكيم اثر كبير في استمراره وبقائه رقما صعبا في المعادلات السياسية، اضافة الى ذلك فأن نهجه الانفتاحي والمرن والمعتدل مكن المجلس الاعلى من ان يؤسس لعلاقات استراتيجية مع مختلف القوى العراقية الوطنية، وكذلك مع اطراف عربية واقليمية ودولية في وقت كان نظام المقبور صدام يحظى بدعم واسناد كبير، وكانت المعارضة العراقية بمختلف عناوينها تواجه الحصار والتهميش والضغوطات من شتى الاتجاهات.وخلال الاشهر الثمانية الماضية فأن كل القوى السياسية العراقية ومعها الاطراف الخارجية المعنية بالشأن العراقي كانت لديها قناعة تامة بأن اي عملية سياسية او حكومة يغيب عنها المجلس الاعلى ستكون محكومة ان لم يكن بالفشل فبعدم النجاح بالمستوى المطلوب. وهذا ما كان يصرح به البعض ويلمح له البعض الاخر في مناسبات عديدة. المعادلات السياسية في بلد مثل العراق يعيش تجربة ديمقراطية جديدة لاتحكمها الارقام فقط مثلما اشرنا انفا، وانما عوامل وظروف وعناصر اخرى هي حاضرة بقوة في كيان سياسي مثل المجلس الاعلى، وايجابياتها لاتنعكس عليه فقط، وانما تنعكس على مجمل الوضع العام وعلى كل الشركاء السياسيين في البلد.
https://telegram.me/buratha