المقالات

وحدة الصف ..مطلب الحاضر .. وضمان المستقبل

927 16:12:00 2010-11-29

وليد المشرفاوي

الائتلاف خير من التنافر , والوحدة خير من التشظي مبدأ عام ..ينطبق على حالة الأسرة كأصغر لبنة اجتماعية مرورا بالتجمعات الإنسانية سياسية كانت أم دينية أم اجتماعية , ووفقا لهذا المبدأ كانت دعوات تيار شهيد المحراب إلى الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب العراقي , ووفقا له أيضا كان الحرص على أن يكون الخطاب شفافا مستقطبا ...يشعر الآخرين إن الكلمة مسؤولية وان التعايش السلمي هو القاعدة , وما الأزمات إلا استثناء , ولا ينبغي للظروف أن تكون استثنائية دائما, ومأزومة أبدا ,لاسيما بين من تحكمهم القواسم المشتركة , وإذا ما كان تيار شهيد المحراب سباقا في الدعوة إلى رص الصف المعارض لحقبة الطغيان والاستبداد والقهر السابقة ... فقد كان سباقا في الدعوة إلى بناء الائتلاف العراقي الموحد قبل الانتخابات الأولى في مرحلة ما بعد انهيار النظام السياسي السابق وما بعدها , وهو لم يزل أكثر حرصا على رص الصفوف في الوقت الحاضر من اجل تشكيل حكومة الشراكة الوطنية الحقيقية...مؤمنا بالانتصار على ما اعترض هذا الطريق من مطبات ومصاعب , كان للوضع المتأزم الذي يعيشه العراق وللتدخلات والتأثيرات الأجنبية الأثر الكبير في اختلاقها وإدامتها ...(أما وان في التجارب علم مستأنف) كما يقول مولى الموحدين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) فان دروس الماضي قد أغنت الأطراف بان لا سبيل إلا التعاون والتفاهم على إدارة شؤون البلد الذي يضم الجميع على أساس من التكافؤ والتعاضد ...ولعلنا نلمس تأثيرات ذلك على عموم خطابات الجهات التي عادت معنية بتسليط الضوء على المواضيع الوطنية مطروحة البحث, بعيدا عن أساليب التنابز والمهاترات السياسية ...وهذا تطور ايجابي ينبأ عن آفاق الهم المشترك في تجنيب العراق الكثير من الأزمات , إذن الدعوة إلى أي مستوى من مستويات التوحد مرحب بها من قبل كل مخلص وغيور على مستقبل هذا البلد ...وحينئذ لا ينبغي الالتفات إلى ما يبديه أعداء المسيرة من تقييم لهذه الدعوة , فلهواء أساليبهم المفضوحة ...وعينهم الساخطة لا تبدي إلا المعايب فقد يمتدحون فعل هذا ويذمون ذاك...ليس حبا منهم بهذا ولا بذاك ولكن لأجل التأثير على المعنويات , وتقليل حالة الشد باتجاه التقارب...وأغراء البعض بالتنصل عما عليه من التزامات , وهذا ما يدخل في باب بروباغندا الحرب النفسية الموجهة بقوة ضد وحدة المشاعر لأبناء الشعب العراقي , بهدف إجهاض كل مشروع وحدوي فذلك ما يضاد مطامحهم اللامشروعة بالضرورة . بطبيعة الحال هناك شكلان للتحالف ...فالشكل الأول ما تتقوى فيه شوكة الباطل وبما يحقق أهداف الإطراف المتحالفة الخاصة ويخدم مصالحها الضيقة ولو على حساب ظلم الآخرين والتدخل في شؤونهم الداخلية...واعتماد أساليب الغش والخداع وتسخير المال وانتهاءا باستخدام القوة , وقد كانت بلادنا الإسلامية والعربية وباقي بلدان العالم الثالث ولم تزل ضحية مثل هذه التحالفات المذمومة فيما إن اشرف التحالفات هو, الشكل الثاني وهو القائم على أساس التعاون على البر والتقوى , وما يبنى على أسس سليمة ,وما يحقق المصالح المشروعة دونما إضرار بمصالح الآخرين وهذا ما دعا إليه تيار شهيد المحراب بقوة ,كون مثل هكذا تحالف ضروريا للوقوف بوحه التحالفات والاختراقات المعادية ,حين يكون هدفها إفشال تجربتنا تجربة العراق الجديد وحرف مقاصدها ومن ثم احتواءها وابتلاعها كي يكون الظرف مناسبا لإعادة روح المعادلة السياسية الظالمة من جديد... لتعود سياسة التهميش والإقصاء , ويعود المظلومون المستهدفون مع بداية رحلة جديدة من سفح جبل المعاناة باتجاه قمته... وما عليهم حينئذ إلا إحضار قوائم جديدة بالتضحيات وأسفارا لسرد صور المعاناة . إن من يتفحص الواقع ...ويتتبع مجريات الوقائع التي تعيشها منطقتنا اليوم, سيدرك حجم المخاطر التي تهدد أية مسيرة ناهضة...تريد أن تكون عزيزة ...وعصامية وذات إرادة حرة , فما يعد من مؤامرات في دول الجوار لتوجيه مسار العملية السياسية الجارية ومن وراء ظهر الشعب العراقي ...لا يمكن أن يحمل على حسن الظن أبدا ...إن لم يكن خطوة معدة بعناية للابتزاز ... لا سيما وان العراق في طور السعي الجاد للخلاص من ربقة البند السابع ليعود حرا بلا وصاية دولية .فما هو السبيل إلى تحجيم دور هذا المشروع الخطير ياترى...؟ وما هي الطريقة التي يجب أن تعتمد لوقاية مجتمعنا من شر ذلك الوباء...؟ليس هناك إلا وحدة الصف كخطوة أولى فبمجرد حصول هذه الخطوة بمداها الواسع فسنكون قد ضمنا نصف العلاج ...وسيكون ما تقتضيه هذه الخطوة من برنامج عمل كفيل بتقليل خطورة هذا المد المعادي للعراق في وضح النهار ويبقى الائتلاف والتآخي هو مطلب الحاضر وضمان المستقبل ومشروع بهذه الأهمية يحتاج نجاحه إلى جملة مطالب نوردها فيما يأتي:-أولا:- الارتقاء بالوعي الجماهيري إلى مستواه المطلوب من خلال برمجة مدروسة وتفعيل دور الوسائل الإعلامية من فضائيات وصحف وتبليغ وعقد ندوات جماهيرية لبلوغ ذلك...فالمراهنة على وعي الجمهور أولا وآخر...أما عدم إحراز ذلك وإذا ما ترك الجمهور ميدانا لحرب الأعداء النفسية المكثفة ...فيخشى أن تكون المراهنة كحرث في الماء ...أو بناء قصور على رمال متحركة ,ولات حين مندم بعدئذ.ثانيا:-إيجاد تبرير مقنع لسلسلة الأخطاء والقصيرات التي عادت كظواهر في اغلب مؤسسات الدولة ...وبشفافية ومنطقية ...لردم ما أوجدته من هوة نفسية ما بين الجمهور واغلب المسؤولين.ثالثا:-يرتجى أن يكون دور فاعل لوكلاء المرجعيات الدينية ما لهذا العنوان من ثقل روحي ومعنوي في الأوساط الاجتماعية ...لأجل الدفاع عن الحالة العامة للجمهور المستهدف بقوة من قبل الأعداء ولبيان خطورة فشل هذه التجربة التي ثبتت معالم الخارطة السياسية الجديدة ...خشية أن يؤول الأمر إلى إلغاء المكاسب على مستوى الدستور والخشية من عودة الدكتاتورية التي تأكل الجميع وبلا استثناء.رابعا:-تقديم الضمانات لتجاوز حالات القصور والتقصير التي قد تحدث وما هي الضمانات لمعالجة ما قد يحصل منها مستقبلا , فلشديد الأسف فالشفافية في هذا الموضوع مدعاة لتفاعل جماهيري مسبق مع المشروع وإشراك حقيقي لها في صنعه.خامسا:-من الضروري جدا الإشارة إلى أسباب تلكؤ بعض الوزارات في عملها خلال المرحلة السابقة , بعيدا عن الخدش والتجريح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك