المقالات

الحكومة والغدير

968 23:13:00 2010-11-30

جواد العطار

عيد الغدير الأغر ، اكثر من ذكرى فهو اليوم الذي تمت فيه النعمة واكتمل فيه الدين (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) ، وكان آخر البلاغات السماوية وأهمها ، (وان لم تفعل) أي لم تبلغ (فما بلغت رسالتك) أي الرسالة ناقصة ، فالرسالة وفقا لهذا المعنى بحاجة إلى راع وهاد يحافظ عليها وينميها ويمتلك القدرة والشجاعة على تحمل المسؤولية ومواجهة التحديات ، وبذلك لا بد من شخصية متكاملة تجتمع فيها الخصال والقدرات التي تؤهل للعمل . فلم تكن عملية التنصيب اذن هوى أو رغبة أو بتأثير القرابة والنسب وغيرها من المقاسات الإنسانية ، وإنما جاءت نتيجة الإستحقاقات الكثيرة والكبيرة التي حازها علي (ع) في السيرة الرسالية والكفاءات والقدرات والخصال الإنسانية التي حباه الله بها.اليوم ونحن على اعتاب تشكيل الحكومة التي يرأسها السيد نوري المالكي والذي تم تكليفه رسميا في يوم الخميس المصادف 25 / 11 / 2010 ، لذا لا بد لنا من استحضار القيم والضوابط والمسارات التي حكمت عملية تكليف علي بن أبي طالب (ع) لولاية المسلمين وخلافتهم وربطها بالحاضر ، فالكفاءة والنزاهة والإخلاص وسعة الصدر والشجاعة والعدالة والعلم والسماحة والفصاحة ، كلها أمور كان علي (ع) يتمتع بها وليس ذلك وحسب ، وإنما كان الأول في كل هذه الخصال ، وشهادة النبي واضحة وجلية في ذلك (أعلمكم علي .. اشجعكم علي .. أعدلكم علي .. اقضاكم علي .. أعلمكم علي .. إلخ) وفي كل ذلك كان لعلي (ع) ... السبق على الجميع . وإذا أردنا أن نستحضر واقعة الغدير في حاضرنا السياسي ، فان ذلك يتطلب من القوى السياسية استلهام معاني المناسبة ، والمشاركة في الحكومة وفق الإستحقاق الإنتخابي بتقديم الرجل المناسب في المكان المناسب وأن تعتمد الكفاءة والنزاهة والإخلاص والمهنية على معايير الولاء والإنتماء وغيرها من المعايير الضيقة في ترشيحها للمناصب الوزارية ، هذا من جانب .وفي الجانب المقابل ، على دولة رئيس الوزراء أن يدقق ويتفحص المرشحين ، وهو الآخر عليه اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والمهنية ، وأن يرفض وبشجاعة أي مرشح لا يمتلك المؤهل المطلوب وأن يقف بحزم وصلابة في عدم قبوله لمن لا تتوفر فيه الكفاءة والنزاهة الكاملة . عند ذاك ينتفي مبرر الوزراء المفروضين من الكتل ، ويبرز رئيس الوزراء بخيار القبول او الرفض ، وفق الشروط والمؤهلات ، وليس كما حصل في الوزارة السابقة . عندها وعندها فقط سوف يضمن شعبنا حكومة قوية كفوءة نزيهة متخصصة مهنية ومنسجمة ، تنعكس برامجها على الواقع بمزيد من الإستقرار والأمن والخدمات وتحريك عجلة الإقتصاد والقضاء على البطالة واستيعاب قدرات وكفاءات الشباب من الخريجين وفتح العراق على مصراعيه أمام الإستثمار الخارجي والإنفتاح السياسي والنقلة النوعية الضرورية والواجبة للواقع العراقي على جميع الأصعدة ... وبذلك نستطيع أن ننهل من نهر الغدير الذي لا ينضب ابد الدهر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج رياض الزبيدي
2010-12-01
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعلى آله الطاهرين ( لابد أن يكون عيد الغدير مرآة لنا ) في البدء أشكر لكم أخي الكريم جواد العطار ردك الجميل وإتمنى أن نكون عند حسن ظنكم بنا, علي بنأبي طالب عليه السلام معجزة في جميع نواحي حياتته الولد الميمونة في البيت العتيق بيت الله عز وجل وما بين الولادة والشهادة في بيت الله سبحانه وتعالى كانت حياته كلها إنسانية بكافة ابعادها فهل نستطيع أن نكون من السائرين على ذات الدرب هذا توفيق
صريح العراق
2010-12-01
ليش هم هم احتفلوا بعيد الغدير المبارك مثل الصدك حتى يعرفون ليش هو عيد الاعياد؟ اني كل تصوري راح يجي يوم اللي يكون في عيد الغدير عطلة رسمية بالعراق بس يمكن راح اظل احلم بهذا اليوم!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك