المقالات

ابن علي وابن عمر

1246 15:37:00 2010-12-03

قلم : سامي جواد كاظم

لست بصدد المقارنة بينهما فان مثل هكذا مقارنة غير منصفة للطرفين واللبيب يفهم ولكننا نريد التطرق الى وقفة حديثية فيما بينهم قبيل خروج الحسين عليه السلام من مكة الى الكوفة وبعيدا عن البحث في متن وسند الرواية وخضوعها للجرح والتعديل فانها طالما ذكرت في كتب القوم فاننا نستشهد بها عليهم ولا حجة لهم علينا تقول الرواية التأريخية: «وأقام الحسين(عليه السلام) بمكّة فأقبل عليه عبد الله بن عبّاس وعبد الله بن عمر بن الخطّاب وقد عزما على أن ينصرفا الى المدينة...فقال له ابن عمر: أبا عبد الله، رحمك الله إتّق الله الذي إليه معادك! ...الى ان يقول فإني قد سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهو يقول: «حسين مقتول، ولئن قتلوه وخذلوه ولن ينصروه ليخذلهم الله الى يوم القيامة»، وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس، واصبر كما صبرت لمعاوية من قبل، فلعلّ الله أن يحكم بينك وبين القوم الظالمين!فقال الحسين : أبا عبدالرحمن! أنا أُبايع يزيد وأدخل في صلحه وقد قال النبيّ(صلى الله عليه وآله) فيه وفي أبيه ما قال!؟وبعد ان راى عزم الحسين على الخروج يقول ابن عمر : وإن أحببت أن لا تبايع فأنت متروك حتى ترى برأيك، فإنّ يزيد بن معاوية عسى أن لا يعيش إلاّ قليلاً فيكفيك اللّه أمره!....انتهىلاحظوا اول عبارة يقولها ابن عمر للحسين عليه السلام ابا عبد الله اتق الله اذن خروج الحسين هو خارج تقوى الله !!!ومن ثم يقول وباقراره انه سمع رسول الله يقول الحسين مقتول ويجب نصرته وعدم خذلانه فانه لو كان لديه ايمان يقيني بحديث رسول الله لما نهى الحسين عن الخروج ولخرج معه حتى ينال الاخرة الا انه يقر بماهية الحسين وحديث الرسول وينصح الحسين ان يتقي الله وكان حديث رسول الله ليس في تقوى الله عز وجل !!ومن ثم يقول له اصبر عليه كما صبرت على معاوية وكانه لايعلم ان السكوت على معاوية كان بسبب الصلح مع الحسن عله السلام وان بنود الصلح قد الغيت مع استخلاف يزيد على رقاب المسلمين !!ويقول لعل الله يحكم بينكم وبين القوم الظالمين اذا هم ظالمون فلماذا بايعتهم وصليت ورائهم ؟!!!والموقف المتخاذل الاخر وهو قوله له ان احببت ان لا تبايع فأنت متروك حتى ترى برأيك، فإنّ يزيد بن معاوية عسى أن لا يعيش إلاّ قليلاً فيكفيك اللّه أمره ، وكانه ضمن ان يزيد لا يتعرض للحسين عليه السلام ان لم يبايع ومن ثم منذ متى يقعد الحسين عن الظلم ويرى شريعة الاسلام يعبث بها من قبل يزيد ؟والتمني المتخاذل الذي يمني به ابن عمر ابن علي عليه السلام وهو عسى ولعل ان يزيد يموت وهذا التمني هو الذي قاد شعوب وامم الى التخاذل والاستكانة الى الظالم هو قعودهم عن مجابهة الظلمة وهم يمنون انفسهم بحكم الله عز وجل وان كان هذا بحد ذاته احد درجات الايمان ولكن هذا يجب ان يرافقه عمل وليس التمني والدعاء فقط .ومن المضحك قول ابن عبدالبرّ في ابن عمر: «وكان رضى الله عنه لورعه قد أُشكلت عليه حروب عليّ رضى الله عنه وقعد عنه!» (الاستيعاب 3:81) فإنّ ابن عمر الورع التقيّ هذا كان قد رفض أن يعطي أمير المؤمنين عليّاً(عليه السلام) حتى كفيلاً على شرطهِ ومدّعاه، إذ لمّا «أمر أمير المؤمنين بإحضار عبدالله بن عمر فقال له: بايع. قال: لا أبايع حتى يبايع جميع الناس!!

فقال له(عليه السلام): فاعطني حميلاً حتى تبرح! قال: ولا أعطيك حميلاً! فقال الأشتر: يا أمير المؤمنين، أَمِنَ هذا سوطك وسيفك فدعني أضرب عنقه! فقال: لست أريد ذلك منه على كره، خلّو سبيله. فلمّا انصرف قال أمير المؤمنين: لقد كان صغيراً وهو سيىء الخلق، وهو في كبره أسوأ خلقاً!» (شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد: 4:9)،ولمّا بايع الناس عليّاً، وتخلّف عبدالله بن عمر، وكلّمه في البيعة، أتاه في اليوم الثاني فقال: إنّي لك ناصح! إنّ بيعتك لم يرضَ بها كلُّهم، فلو نظرت لدينك ورددت الامر شورى بين المسلمين! فقال عليّ: ويحك! وهل كان عن طلب مني!؟ ألم يبلغك صنيعهم!؟ قم عنّي يا أحمق! ما أنت وهذا الكلام!؟» (شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4:10). ويُروى أنّ ابن عمر أظهر في أواخر عمره ندمه على عدم نصرته لأمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) في حروبه!! فكان يقول: ما أجدني آسى على شيء فاتني من الدنيا إلاّ أنّي لم أُقاتل مع عليٍّ الفئة الباغية!! وفي لفظ آخر: ما آسى على شيء إلاّ تركي قتال الفئة الباغية مع عليّ رضي الله عنه!! (راجع: الطبقات الكبرى: 4:187 والاستيعاب: 3:83 وأُسد الغابة: 3:342 والرياض النضرة: 3:201).ولات حين مندم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بديع السعيدي
2010-12-03
هذا الامر تاريخي والاستاذ لم ياتي به من جيبه او من افكاره -ولكن يا اخ عمار لو تمعنت في الامر حيدا لوجدت بان الحسين عليه السلام فهم مقصد بن عمر جيدا واستخدم الصمت على الرد لان الامام الحسين يعلم جيدا نفاق بن عمر فلو زجره الامام الحسين في حينها طبعا ستكون هنالك عداء بينه وبين الحسين وبعضا سيجعل بن عمر يؤلب الناس والوالي على المدينه انذاك ضده ومن الجائز تعطيل عزم الحسين للذهاب الى العراق فاستخدم الصمت لكي لاتتاثر نيته بالرحيل الى كربلاء علما بانه يعلم بمقتله عليه السلام من خلال احاديث الرسول
عمار الحسيني
2010-12-03
معنى كلامك يا استاذ انك فهمت ما لم يفهمه ابن بنت رسول الله وسيد الشهداء! اتقي الله ولا تلوي اعنان الكلام
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك