محمود الربيعي
ركن القيادة داخل البنية التحتية للحركة الحسينيةمن وحي الطف
المقدمة التعريفيةجاء في الإصابة بترجمة عروة المرادي: هاني بن عروة بن نمران بن عمرو بن قعاص بن عبد يغوث بن مخدش بن عصر بن غنم بن مالك بن عوف بن منبه بن عطيف المرادي العطيفي.كما جاء في موقع مركز آل البيت العالمي للمعلومات شبكة النجف الأشرف: هو هاني بن عروة المرادي المذحجي، رئيس قبيلة بني مراد من مذبح ومذبح تنتهي الى آل مراد وكان اذا تحرك، تحرك بأربعين الفاً وهو صحابي مجاهد استشهد وله من العمر اربعة وثمانين عاماً في اواخر عام 60 ﻫ وقبره بجوار مزار مسلم بن عقيل عليه السلام في مسجد الكوفة.
يقول الفرزدق:فأن كنت لا تدرين ما الموتفانظري الى هاني في السوق وابن عقيلالى بطل قد هشم السيف وجههوآخر يهوى من ذمار قتيل
وقد نظم العالم المشهور والمرجع الديني الشيخ محمد رضا آل ياسين وهو خال الشهيد الصدر قصيدة جاء فيها:
ان جئت كوفان يوماً وطفت تلك المغانيزر مسلم بن عقيل وحيي مرقد هانيتفز بما ترجيه من المنى والاماني
المقدمة التأريخية:ومن موقع مركز آل البيت العالمي للمعلومات شبكة النجف الأشرف وبتصرف: انتقل مسلم بن عقيل من دار المختار بن عبيدة إلى دار هاني بن عروة متخفياً بعيداً عن أعين السلطات، إلى أن كشفته عناصر الاستخبارات، وأخبرت عبيد الله بن زياد بمكانه، فاستدعى ابن زياد هاني بن عروة - المدافع عن مسلم بن عقيل ( عليه السلام ) - بشكل سري وغير مثير، بحجة أن الوالي بعث إليه ليزوره حتى تزول الجفوة بينهما، وما أن دخل هاني القصر حتى وجد نفسه أمام محكمة، والتهم موجهة إليه والجواسيس شاهدة عليه في أنه يوالي الإمام الحسين ( عليه السلام )، حاول هاني الإنكار إلا أنه فوجئ بالهجوم عليه من قبل ابن زياد بقضيب كان بيده وراح يهشم به وجهه، وكان هاني يدافع عن نفسه بقوة فلم يستطع، وأخيراً أصدر ابن زياد أوامره بحبس هاني في إحدى غرف القصر.
تسربت أخبار سجن هاني إلى أوساط الناس، فتطور الصراع، والأوضاع في الكوفة أخذت تنذر بانفجار خطير، وأخذ أزلام ابن زياد وجواسيسه ببث الإشاعات في كل أنحاء الكوفة، وأخذوا يُخَوِّفُون الناس بأن هناك جيش جرار قادم من الشام،كما بدأوا يُشيعون بين أوساط الناس روح التخاذل، والدعوة إلى حفظ الأمن والاستقرار لغرض كسب الوقت، وتفتيت قوى الثوار.
ثم جاء الجلادون بهاني بن عروة ( رضوان الله عليه )، واقتيد مكتوف اليدين إلى سوق الغنم في مدينة الكوفة فقتل هناك واقتطع رأسه، وقام ابن زياد بإرسال رأسيهما الشريفين( راسه ورأس مسلم بن عقيل) إلى يزيد في ( 9 ذي الحجة ) عام (60 هـ)، وأما الجسدان الشريفان فقد شَدَّهُما الجلادون بالحبال وجُرّا في أزقة الكوفة وأسواقها.
هاني بن عروة من الصادقين في وفاءهم لاهل البيت عليهم السلام هو البطل الشهيد الذي قتل صبراً وظلماً.
هاني بن عروة هو الذي اضاف مسلم بن عقيل وحوّل داره الى قلعة لال البيت ومركز لمبايعة مسلم بن عقيل لكن ابن زياد والذي دخل انذاك الكوفة جنّد احد عناصره وهو من المرتزقة لاختراق بيت هاني بن عروة واظهار انه من المتفاعلين مع مسلم بن عقيل وكان ينقل الاخبار اولاً بأول لابن زياد. إنتهى.
رؤية وتحليل
أولاً: يتضح ومن خلال الرواية مدى الصلة بين القيادات المهمة من الصف الأول وهم مسلم والمختار وهاني والتنسيق بينهم في الظروف الصعبة، وكان عُمْرُ هاني أربعة وثمانون عاماً.
ثانياً: تَعَرُض القيادات الميدانية الى دور مخابرات العدو مما يدل على قلة إمكانية تلك القيادات وأدى ذلك الى كشفها.
ثالثاً: الكذب والمكر والخديعة التي كان عليها إبن زياد.
رابعاً: صمود هاني ومقاومته للسلطة والتي أدت بالأخير الى حبسه.
خامساً: محاولة إبن زياد إستغلال حبس هاني في نشر الإشاعات التي تحبط من عزيمة الجماهير.
سادساً: إعدام هاني بن عروة في الكوفة وقطع رأسه.
سابعاً: أرسل إبن زياد رأسيهما الشريفين الى يزيد في الشام، وأما الجسدين الشريفين فقد جُرّا في شوارع الكوفة وهو تعبير عن مدى وحشية هؤلاء المجرمين وبعدهم عن قيم الدين والإسلام.
ثامناً: لعب الفرزدق دوراً هاماً في التعبئة الجماهيرية ضد السلطة الجائرة والتي آتت ثمارها فيما بعد.فسلام على هاني بن عروة يوم ولد ويوم إستشهد ويوم يبعث حياً.. رزقنا الله شفاعتة وشفاعة الشهداء ممن كانوا معه قبل الطف وفي يومه والحمد لله رب العالمين.
https://telegram.me/buratha