حميد الشاكر
لايخفى على ابناء العراق حاكمين مُنتخبين ومحكومين الكمية العظيمة من الدسائس والمؤامرات الخارجية الاقليمية والدولية العالمية والداخلية الصدامية البعثية والقاعدية الارهابية التي تحاك ضد تجربتهم السياسية الديمقراطية الحرّة والوليدة كما انه لايخفى على الشعب العراقي النبيل ساسةومسوسين ماهية هذه المؤامرات وتعددنوعيتهاوتغيرتشكيلاتها بشكل يمتد ابعد بكثير من مجرد مؤامرات سياسية بل هي سياسية واخرى اقتصادية وهكذا اجتماعية وثقافية وحتى فنية وقانونية وغير ذالك !!.
وعلى هذا الاساس ذكرنا ولم نزل نذكران هذه التجربةالعراقية لولا انها تجربة يقف خلفها شعب مدرك وواعي ومضحي لكانت تجربة هي الآن نزيلة مقابرالتاريخ حالها حال التجارب الفوقيةالسياسية التي تاتي وتنتهي من اول هبّة مؤامرات عليها تطيح براس التجربة ويتغير الزعيم والقائد لتسير السفينة وكأن شيئا لم يكن !!.أما تجربةالشعب العراقي الجديدة فهي تجربة اثبتت للعالم كله انها اقوى من قواعد الجبال الراسيات امام ريح صفراء ارهابية واخرى سوداء اقليمية وثالثة رمادية عالمية انطلقت من كل الجهات الاربعة لكنها اصطدمت براس جبل اسمه الشعب العراقي الحسيني الجريئ والقوى والكبير !.ان من المحاولات التي ذكرناها ايضا لاسقاط التجربة الشعبية العراقية الجديدة هي محاولة تفريغ الدولة من مضمونها بعدما فشلت جميع محاولات الارهاب والانقلابات والاغتيالات ... لزعزعة استمرار التجربة العراقية ،واليوم نريد ان نسلط الاضواء على مؤامرة جديدة تحاك دوليا واقليميا وداخليا لاسقاط هذه التجربة السياسية الوليدة ، وهي مؤامرة رفع عقوبة الاعدام عن المجرم البعثي الخائن طارق حنا عزيز !!.والحقيقة اننا عندما نذكر مؤامرات ومحاولات اغتيال للتجربة العراقية السياسية الوليدة ، فاننا نقصد كل عمق معنى الاغتيال والمؤامرة ضدالدولة وقيامهافي العراق الجديد سواءكان ذالك الاغتيال ماديا بان يطاح بالتجربةمن خلال الارهاب او الانقلابات العسكرية وغير ذالك ،او محاولة اسقاط التجربة العراقية معنويا كان تفرغ الدولة من مضمونها لتسقط معنويا وفكريا ونفسيا هيبتها داخل الشعب العراقي وحول العالم كماراينا كيفية الضغوطات التي تمارس ضدالدولة داخل العراق لتبدو عاجزة ضعيفة ليس لها اي سيطرة او سلطة على عملها القضائي او السياسي او.... ، ومن ضمن هذه المحاولات لاغتيال الدولة في العراق معنويا أخيرا هي محاولة اسقاط حكم الاعدام القضائي الصادر بحق المجرم الصدامي طارق عزيز باعتباره مجرم حرب !!.نعم ربما هنا يبرز مَن يسأل حول ماهية هذه المؤامرة الجديدة التي تحاك ضد تجربة العراق الجديد ؟.وكيف ان المطالبة باسقاط حكم الاعدام عن المجرم طارق عزيزيقترن تلقائيا بالمؤامرةعلى التجربةالعراقية كلهاوبدون فواصل مكانية او زمنية ؟.ولماذا ينبغي على العراقيين الحذر الشديد من الوقوع في فخ هذه المؤامرة والانزلاق الى وديانها المظلمة ؟.الجواب هو بصراحة الاتي :اولا : ليعلم الشعب العراقي حاكمين ومحكومين ان هذه المطالبة الاوربية المسعورة للعراق والضغط عليه لاسقاط حكم الاعدام عن الخائن طارق عزيز ، ومن ثم المطالبة باطلاق صراحه هي بالاساس فعل اقليمي عراقي طائفي قبل ان يكون فعلا اوربيا انسانيا مناهضا لحكم الاعدام في العالم ،وانما الحقيقة ان ليس هناك عجاجة تهب بوجه العراق اليوم اذا لم تكن خلفها اموال البترول الخليجي الطائفي ، التي تدخل لجيوب ومخازن اسواق اوربا الاقتصادية وضمائر اعضاء البرلمان الاوربي المضروب والمعروف باساليب الرشى من داخله ،وعلى هذا الاساس ليتيقن العراقيون ان محاولة انقاذ المجرم عزيز هي محاولة اعرابية طائفية اقليمية ضد العراق قبل ان تكون فاتيكانية اوربية وحقوق انسانية عالمية ؟.ثانيا:الغرض من الضغط على الدولة في العراق لاطلاق صراح المجرم عزيزمن قبضة العدالةالعراقية هوليس الجانب الانساني لعزيز مطلقا وانما غرض الضغوطات الاوربية المسنودة اقتصاديا من قبل الاقليم العربي الطائفي هوايجاد ثغرة في هذه الدولة واحكام قضائها التي اطلقت بحق المجرمين الصداميين لاسقاط مفاعيل ومضمون وسيادة الدولة العراقية على قطرها وشعبها مما يفتح الباب فيما بعد لارغام الدولة العراقية على اسقاط كل ماصدر عن قضائها من احكام ، وعدم الاعتراف بشرعية هذا القضاء واحكامه الصادرة بحق كل من ادين من قبل هذا القضاء بداية من صدام حسين الى احقر ارهابي صدامي وهابي يقبع في السجون العراقية اليوم !!.ثالثا : ان اطلاق طارق عزيز من السجون العراقية واسقاط حكم الاعدام الصادربحقه سيدخل الدولة العراقيةاوالتجربة العراقية السياسية برمتها الى نفق الطائفية بل وسيحولها من دولة لجميع مواطنيها بالعدل والسوية الى دولة التمييز واللاوطنية على الجملة هي وقضائها ودستورها وكل شأنها السيادي وهذا اخطر مافي الموضوع !!.بمعنى اخر : ان الدولة العراقية الجديدة اليوم وبكل مؤسساتها تمر بمرحلة صعبة جدا ، بحيث ان اي هفوة او تقصير بالقيام بادائها كدولةمواطنة تقيم العدل وتحكم بالسوية سيعرّض كل التجربة امام الداخل العراقي والاقليم والخارج وحاضرا ومستقبلا لمخاطر انزلاقها في الطائفية واللاوطنية وذالك بسبب ان العالم سيرى كيف ان هذه الدولة فرّقت في احكام قضائها وتنفيذ هذه الاحكام بين سني مسلم واخر شيعي او مسيحي وثالث صابئي او بين عربي وكردي ...الخ ، مما حتما سيدفع الداخل العراقي والاقليم والعالم للتساؤل:بلماذا نفذ حكم الاعدام القضائي من قبل الدولة العراقية بصدام المجرم بينمااطلق صراح طارق عزيز الخائن من نفس الحكم وعلى نفس الجريمة والذنب ؟.وهل لان صدام حسين سُني مثلانفذت الدولة العراقية احكام الاعدام بحقه وليس لانه مجرم حاله حال اي مواطن مجرم يخطأ لينال عقابه من قبل القانون ، بينما طارق عزيز وبسبب كونه مسيحيا تواطئت الدولة العراقية بتنفيذ احكام القضاء بحقه ؟.اذن اين هي دولة المواطنة والحاكمة بالعدل والسوية بين مواطنيها بغض النظر عن طوائفهم واديانهم وقومياتهم ونحن نرى كيفية تمييز هذه الدولة في احكام قضائها بين مسلم سني واخر شيعي وثالث كردي او مسيحي او صابئي.... الخ ؟.وهذا ما ستوصم به دولة العراق الجديدة ومؤسسة القضاء بداخلها ان هي خضعت اليوم لاملاءات وضغوطات الخارج والاقليم في التنازل عن تنفيذ احكام القضاء الصادرة بحق اي مجرم من مجرمي النظام السابق فان ذالك سيحسب ثلمة طائفية بنزاهة الدولة بالعراق ، وليس على اساس خضوع لضغوطات خارجية فحسب ، وهذا بغض النظر طبعا ان سيادة الدولة تتجسد كليا بتنفيذ قرارات قضائها ، واي عرقلة لوظيفة الدولة في هذا الجانب يعتبر منقصة حقيقية لسيادة الدولة وهذا بصراحة مايريده الاقليم الطائفي من صورة للنظام السياسي العراقي الجديد ، امام الداخل العراقي والعالم الخارجي على اساس انه نظام يتعامل بطائفية في احكام قضائه ولايقيم العدل بينهم بالسوية في جميع الامور مضافا الى انه نظام فاقد للسيادة وليس له قدرة ادارة مجتمعه باستقلال وواقعية !!.ان هذه الرؤيةاتت لتضع الدولة العراقية امام مفترق طرق ولعل سوء طالع المجرم طارق عزيز جعل من اعدامه او افلاته من العقاب والعدالة والقضاء ميزان وطنية الدولة العراقية الجديدة وعدالتها بين رعيتها وعدم تفريقها بين مواطنيها حسب دينهم او طائفتهم او قوميتهم ، وكما اعدمت الدولة العراقية المجرم صدام حسين فهي سوف تثبت للعالم باعدامها المسيحي طارق عزيز او فلان الفلاني الشيعي حسب جرمهم بانها تتعامل بهوية وطنية مع مواطنيها بعيدا تماما عن اي هوية اخرى !!.اما غير ذالك من دعوات لافلات طارق عزيز لمسيحيته ودينه وابقاء عبد حمود لسنيته واعدام النومان لشيعيته ..... فان كل ذالك سينعكس على مصداقية ونزاهة القضاء العراقي ،وعدالة ووطنية الدولة العراقية الجديدة ، مضافا لكونه سيكون انتصارا لاعداءالتجربةالعراقية بانهم استطاعوا حرف مسيرة العراق الديمقراطي والحر والعادل الجديدعن مشروعه الوطني والاسلامي العراقي النبيل الى دفعه واسقاطه في جبّ كونه مشروعاعراقياطائفيا بغيضاحاله حال ماموجود في نظم الاقليم العراقي العربي الطائفي لاغير ، او حاله حال نظام دكتاتور البعث الطائفي المقبور صدام حسين فافهم !!!.
https://telegram.me/buratha