احمد عبد الرحمن
ليس امرا جديدا ان يدعو مراجع الدين العظام الى جملة من المسائل التي تصب في صالح ابناء الشعب العراقي.ولعل كلمات كبار المرجعيات الدينية في المؤتمر الوطني السنوي الموسع للمبلغين والمبلغات الذي نظمته مؤسسة شهيد المحراب للدتبليغ الاسلامي في محافظة النجف الاشرف يوم الخميس الماضي، اشرت الى جانب مهم من هموم ومشاطل وتطلعات وطموحات مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية.ومن بين مادعت اليه المرجعيات الدينية وحثت عليه، هو الاسراع بتشكيل الحكومة، وابعادها عن الاجندات والمشاريع والمصالح الحزبية، واعتماد مباديء ومعايير الكفاءة والخبرة والنزاهة في اختيار من يتولى المناصب والمواقع العليا في الدولة التي لها مساس مباشر بأحتياجات ومتطلبات الناس اليومية الحياتية، وعادة النظر في الرواتب والامتيازات والمخصصات الممنوحة لاصحاب الدرجات الخاصة التي لاتقارن مع ما يتقاضاه عموم موظفي الدولة وعموم فئات المجتمع من رواتب وحقوق، وكذلك اصلاح عمل واداء مؤسسات الدولة وتجنب الوقوع في اخطاء وسلبيات المرحلة السابقة.لاشك انه لايمكن الادعاء بأن مواقف المرجعيات الدينية المباركة تنطلق من حسابات مصلحية خاصة، لان الجميع يعرفون ان المرجعيات الدينية كانت ومازالت تشغل موقعا روحيا وارشاديا ابويا يسمو على العناوين الضيقة والانتماءات القومية والمناطقية، وحتى الانتماءات المذهبية والدينية والطائفية. ولم تكن في يوم من الايام جزءا من مشروع سياسي يتقاطع مع المباديء والثوابت الوطنية والدينية، بل على العكس من ذلك تماما ، كانت المرجعيات الدينية ومازالت السباقة في العمل الجاد لترصين وتعزيز وتقوية الوحدة الوطنية والتوجه الجاد للقيام بكل ما من شأنه ان ينصب في المصلحة العامة.واليوم حينما تشخص المرجعيات الدينية المباركة حقائق الواقع وتؤشر على مواضع ومواطن الضعف والخلل والقصور والتقصير فهي انما تسعى جاهدة لتصحيح المسارات الخاطئة، واعادة ترتيب الاولويات، لاسيما وان انطلاق الدورة الثانية لمجلس النواب وتشكيل حكومة جديدة يمثل مرحلة اخرى من مراحل العملية السياسية في البلاد ينبغي ان تكون مختلفة تمام الاختلاف عن المرحلة او المراحل السابقة، وهذا لايمكن ان يتحقق من دون اليات وسياقات ومناهج تختلف عن سابقتها.
https://telegram.me/buratha